العميد احمد علي قائد قوات الحرس الجمهوري بعد التحية والعتاب.. سلم تسلم يؤتك الله رشدك مرتين.. مرة حين تنزع الفتيل الذي تسبب فيه والدك بسياساته المهلكة التي اودت إلى ما تراه ويعلمه الجميع..
ومرة حين تحافظ على شيء من الاحترام ولو البسيط لاسم ابيك الذي اضاعه بتصرفاته التي ذهبت به غير مأسوفا عليه.
ما تقوم به في ارحب ونهم وتعز شئ لامعناً سياسيا له ،وانما صراع مع شعب قد قال كلمته وسمعتموها مرار وتكرار فالعبث، هو وحده ما يمكن ان نصف به فعالكم. باي صفة تفتعل الازمات وباي صفة تحارب، انت فقط قائد حرس ولست زعيم شعبي ولا رئيس دستوري، وليس لك من الامر شيئا، فانت الان بوضع سيء حيث لا صفة دستورية لك ،وقانونا ما تقوم به حرب ضد شعب يفترض انك تحرسه لا ان تمطره بوابل من النيران الخفيفة والثقيلة.
يا عميد الحرس لا صفة دستورية لك اليوم فلا يكفي ان تكون ابنا للرئيس السابق لتضع نفسك في هذا الموضع.. فانت تعلم علم اليقين ان التوريث قد ذهب ادراج الرياح وان الدستور لم يفصل لك مكانا فيه، ولم يقبل الشعب ان يكون اباك رئيسا ابديا، وقد نازعه الشعب هذا الامر وانتزع منه اي شرعية، فضل على غير هدى يتمسك بالشرعية الدستورية وتعامى عن الشرعية الثورية .. وانت اليوم تقف امام الشرعيتين الدستورية حيث انك بلا صفة دستورية.. واما الشرعية الثورية فانت تعرف تماما انها لا تريدك انت ولا بقايا النظام.
سيد احمد انت اليوم تقف امام شعب ثائر ويمتلك شرعيتين: الثورية بفعله والدستورية بقبوله بتعيين عبد ربه رئيسا بحكم الشرعية الدستورية التي يتحدث عنها افرادا من معاوني الوالد ،لكنهم فعليا ابعد الناس عنها حين يصورن لك انك تحميها وانت تحاول ان تمحيها بفعالك.
ان ما تمارسونه من قتل اليوم في قرى ومدن اليمن هي جرائم جسيمة ضد الشعب ومخالفة للقانون والاعراف والعقل .. الم ترَ يا صديقي ماذا حصد الرئيس غير المزيد من الكره والبغض، وسقوط صورته المرسومة في رؤوس البسطاء الذين لم يكونوا يرونه الا الاب والاخ والابن البار، فافسد ،وقتل واستمر في ذلك إلى ان اذنت السماء "بالضربة اللغز" التي غيرت الواقع واخرجته من السبعين "مجوقلا" إلى حيث لم يكن يرغب، وقد نصحه مقربون بان السعودية هي اخر مكان في العالم يمكن ان يصل اليه.. اما خارجها فهناك منظمات حقوقية دولية تبحث عنه لتقديمه للعدالة.. ولذا عرف انه من الصعب وصوله إلى المانيا حيث ارقى المشافي التي يعرفها جيدا بزياراته العلاجية المتكررة.
الم تفكر انك معرض لملاحقات دولية مثل سيف الاسلام وابيه.. الامر اليك فكر فيه، فاما ان تقضي على مستقبلك سجينا، أو ان تسلم الامر لاهله وتعيش بقية حياتك اقل شيء بعيدا عن المسائلة القانونية.
ان دماءً محرمة اليوم تزهق يا سيد احمد وانت اقدر على تهدئة الوضع وتجنيب البلد المزيد من العنف والدمار.. سيذكر لك الشعب اليمني الطيب والمتسامح انك كنت بطل المرحلة سواء من كان معك أو من كان ضدك .. عليك ان تفكك قصة الارهاب المزعوم في الجنوب قبل ان تترك الامر لاهله، وتعطي الشعب الحقيقة الكاملة عن التسهيلات المقدمة من الرئيس للأمريكان ،ليمارسوا القتل في اليمن عليك ان تنهي هذا الملف للابد ،وتخبر الناس ان القصة قد انتهت وعلى الأمريكان ان يبحثوا عن ملعب اخر غير اليمن التي لن تكون وكرا للارهاب ولا وكرا للمهازل باسم الارهاب..
حرسك محاصرين في مناطق قبلية، ومحاولة فك الحصار ستكلف كثيرا ،وهب انك حصلت على ذلك هل تظن ان بامكانك قلب المعادلة وحرق ساحة التغيير وضرب الجيش المنضم مع الثورة والقاء القبض على المعارضة والشباب .. اذا كان هذا تفكيرك فهو ضربا من الجنون لن تفلح في تنفيذه ، فالقتل لا يعنى سوى القتل، ولن ينجو قاتل من فعلته مهما حصل، فاتقي غضبة الجماهير، وحلم الثوار السلميين، وتسامح الساسة العقلاء.
اخلاء سبيل الحرس لينضموا للثورة وليندمجوا بين اخوانهم حماة الثورة هي مهمتك يا عزيزي احمد.. دعك ممن يصورون الحقائق على غير صورها، لقد حولوا والدك إلى حارس لمصالحهم ،وحامي لفسادهم، اتركهم بغير غطاء ليلقوا مصيرهم المحتوم.. والثورة منصورة والشعب لن يتراجع، هذه هي الحقيقة التي عليك ادراكها فاسرع الوقت لم يفت بعد .