أرشيف الرأي

رصاص عساكر الدولة.. بين الواقع ومفهوم أبناء حضرموت

في ظاهرة غريبة ومضحكة .. أطلق جنود أحد الأطقم العسكرية الرصاص الحي الكثيف على علم (ج ي د ش) السابقة ظُهر يوم الجمعة 15 / 6 / 2011م عندما كان مرفوعاً على عمود الكهرباء وسط الشارع العام بحي السحيل بسيئون بجانب إدارة النفط وسط استغراب المواطنين مما أدى هذا الحادث إلى رد فعل شباب الحي الذين قاموا برشق هؤلاء الجنود بالحجارة ، وفي هذه الأثناء نزل إليهم أحد كبار السن وقال لهم (بالله عليكم من أعطاكم هذا السلاح .. تطلقون كل هذا الرصاص على خرقة وتعطلون العمود وتكسرون السراج وتزعجون الناس !.. حرام عليكم شوكم عسكر مدربين واحد منكم با يطلع في الكامبا وبا ينزله وإذا ما با تقدرون هاتوا أصحاب البلدية وانتهى الأمر)…

كما شاهد هذا المنظر سائق تاكسي فأثارت انتباهه حماقة هؤلاء العساكر فقال لهم (كل هذا الرصاص من شأن علم واحد وإذا كانت أعلام واجده ايش با تطلقون؟).

هذا الحادث يذكرنا بحادث مماثل حصل بسيئون بعد انتهاء حرب صيف 1994م .. فعندما دخلت ما تسمى (بالقوات الشرعية) آنذاك سيئون ، وعندما تحركت سيارة رفاق أحد الجنود وتركته في السوق وحيداً ، وبعدما أطلق صافرات بفمه ولم يسمعوه ، عندها أطلق ذلك الجندي الرصاص في الهواء كأشعار لأصحابه الذين تركوه فسمعوا صوت الرصاص فتوقفوا ثم لحق بهم.

طبعاً الناس استغربوا وضحكوا من هذا التصرف ورأوا أنه لا ضرورة لإطلاق الرصاص في مثل هذه الحالات وأنه بإمكان هذا الجندي أن يتصرف خلافاً للرصاص ، كأن يركب سيارة أجرة أو يطلب من أحد المواطنين إيصاله بدراجته النارية ليلحق برفاقه.

إن الناس بحضرموت يفهمون أن إطلاق رصاص الدولة له ضوابطه وأوامره الحكيمة في كل بلدان العالم ، ولا يطلق إلاّ في حالات معينه ولكن ربما هذه المفاهيم تغيرت وجاءت مفاهيم حديثة تجعل إطلاق هذا الرصاص أمرا متروكاً للتقديرات الشخصية وربما تسمح للجندي إطلاقه على أي شي يزعجه أو لا يعجبه وكأن رصاص الدولة (طماش أفراح) الأمر الذي يقلل من هيبة سلاح وعساكر الدولة لدى المواطن .. أصحيح هذا أم أن مفاهيمنا هذه قد عفى عليها الزمن وهي انفصالية كأصحابها ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى