(نحكمكم أو نعدمكم...) من هذا المفهوم الفاسد الذي يعبر عن ثقافة همجية لسلطة حكم وقحة جبلت منذ عشرات السنيين على التعامل مع الناس على أنهم مجرد مجموعة مختطفة يتم المساومة على مصائرهم وأقواتهم وأمنهم ومستقبلهم لقاء التشبث بكرسي حكم قد صدئ تحت مؤخراتهم منذ ثلاثة عقود وأكثر .
السذج وحدهم هم من تنطلي عليهم مثل هذه الألاعيب المكشوفة التي تحاول عناصر هذا النظام المتهالك أن تكرسه بوعي العوام من الناس من انه إذا ذهب هذا النظام ورأسه تحديدا فأن مصيرهم هو الموت والهلاك وسيهوي الجميع في مكان سحيق،كونه إي رأس النظام هو الذي بيده كل شيء وهو من يعطي ويأخذ وهو والمانع والمانح وبالتالي فغيابه عن المشهد يعني الضياع والمآسي والأزمات ولا يمكن بعده ان تجدوا لتر بترول في خزان السيارة، ولا يمكن من بعده الحصول على الغاز والكهرباء والماء وربما الهواء..، ومن يريد ان يعيش دون هذا المآل فما عليه إلا ان يرفع عشره إلى السماء ليل نهار ويدعي بان يطيل الله عمر الوالي والأذناب.
على رغم كبر دائرة المأساة إلا أن ثمة شيء حسن يبقى في مصلحة العوام من أهل هذه البلاد ، فالله لا يجمع بين أكثر من عسر، فالغباء الذي يعتري هذه السلطة وعناصرها هو من يجعل من كل مكائدها مكشوفة للعيان ولا تحتاج إلى ذكى لكشفها، فما أن ظهر رئيسهم على شاشات التلفزة بعد طول غياب (مريب)، حتى بدأت تعود تدريجيا تلك الخدمات التي تم قطعها بقرار سياسي واضح، مما يعني بالضرورة أن من أعاد هذه الخدمات هو ذاته الذي قطعها بقرار سياسي مخزي للغرض سالف الذكر.
قال (الناهق الإعلامي) ذات مقابلة تلفزيونية ان سبب أزمة الوقود هي أمريكا بسبب قتلها لوكيل محافظة مأرب الشيخ الشبواني حد قوله - لسنا هنا بصدد الحديث عن السيادة الوطنية والتدخل بالشؤون الداخلية الذي يفلق رؤوسنا بها عبده الجندي وطارق الشامي وياسر الصيني ورابعهم صوفيهم احمد،فقد أصبح الكذب يخجل منهم - ، ولأننا أمام إعلام كذوب لا يتذكر أكاذيبه من كثرتها، فقد عاد مرة أخرى ذات الناهق ومعه هذه المرة رئيسه ليقول أن من قطع ويقطع الوقود هم المعارضة والثوار ،ووصفهم بأنهم عبارة عن قطاع طرق ومخيفي السبيل ،ثم لم ينسى ان يدعو قطاع الطرق هؤلاء إلى الحوار بدلا من أن يقدمهم للمحاكمة، وهذا لعمري هو قمة الاستخفاف بعقول الناس.
حتى شبكة الانترنت لم تسلم من عبث العابثين وهم يدسون أنوفهم العفنة بكل شيء جميل حين يعمدون إلى خبث حيلهم بخفض سرعة هذه الخدمة إلى أدنى سرعة من التصفح لكتم رئة مهمة يتنفس من خلالها الكثيرون ممن يعانون من قرافة الإعلام الرسمي الكذوب، ولن نفاجأ إن ظهر علينا غدا الصوفي أو الجندي ليقول إن من يقطع خطوط شبكة النت هم قبائل مأرب أو تنظيم (القاعدة)، التي هي القاعدة منذ زمن بالقصر الجمهوري.!
بقطعها كل مقومات الحياة عن العامة والاستخفاف بقوتهم واسترخاص أرواح مرضاهم و والتلاعب بأمنهم من خلال تجييشها للعصابات المسلحة التي تعيث فسادا وتوسع البلاد والجنوب بالذات قتلا وإرهابا فقد أضافت هذه السلطة دليلا أخرا على قبح فسادها، وأضافت ألف سبب وسبب إلى الأسباب المكومة سلفا لقلعها من الجذور بكل رموزها الفاسدة الإجرامية ،وأصبح بعد هذا من المعيب على الجميع بقاء مثل هكذا عصبة بالحكم فقدت كل أسباب البقاء وأردفت بتصرفاتها ألف حجة لتقديمها إلى العدالة لقاء ما ارتكبته وترتكبه حتى اللحظة من جرائم بحق الإنسانية ،ولا يليق بها بعد اليوم أي مكان آخر تقبع فيه غير مكب التاريخ ونفاياته.
* خاتمة درويشية:
( أنا لا اكره الناسِ
ولا أسطو على احدٍ
ولكني إذا ما جعتُ
أأكل لحم مغتصبي
حذاري حذاري
من جوعي ومن غضبي..)
[email protected]