- الحديث عن أن الرئيس علي عبدالله صالح كان ظالما وفاسدا طيلة 33 عاما هو كلام فيه استخفاف بالشعب اليمني ومساس بنخوته فالشعب ما كان ليصبر 33 عاما على باطل، والصحيح أن صالح كان يدير الأمور بطريقة مقبولة ولم تسؤ إدارته إلا من يوم وضع في باله التوريث واستخدم قدراته ومقدرات البلاد لتصب عنوة في ذلك المجرى.
- وتكريس الحديث عن أن الرئيس صالح حكم اليمن منذ 33 عاما أمر غير دقيق لأن الرئيس حكم نصف اليمن 12 عاما وكلها 21. وبينهما يوم مجيد كان علي عبدالله صالح واحدا من أسمائه الكبيرة.
- الخوف من عودة الرئيس من قبل قوى التغيير يُظهر هذه القوى ضعيفة.. وكان الأجدر بها أن تبادر للترحيب بعودته وسلامته لكي تستأنف النضال ضده.. هذه هي أخلاق الفرسان.
- على عكس ما هو حاصل في تونس وسوريا فإن ثورتي اليمن ومصر لم تكونا من أجل الحرية بل منعا للتوريث ولجما لطوفان الإهمال والنهب والهدر.
- يبدو أن الثورة نحجت حتى الآن في إسقاط التوريث.. وبقي عليها أن تسقط عن نفسها الشعور بالإحباط والملل..
- الثورة الواقعة الآن في مأزق لا تدرك أن الرئيس الجريح واقع أيضا في مأزق.. فلنساعده على الخروج الآمن ولنمد أيدينا إلى إخواننا في المؤتمر لبناء يمن جديد ليس فيه غالب ولا مغلوب.
- أثبتت الأشهر الطويلة أن قوى التغيير عجزت عن إسقاط النظام بالصميل الثوري كما عجزت السلطة عن وأد الثورة وتطفيشها وشقّها بالقوة والمال والتعبئة المضادة.. إذن هناك منطق أجمل من هذا كله يبحث عن الجميع لكن الجميع لا يبحثون عنه.
- هنالك أشياء أهم من السلطة والحكم ينبغي علينا أن نسهم في سرعة الخروج من هذا المنعطف لنتناقش حولها.. أبناؤنا وبيوتنا، وضع التعليم، سلوكيات المجتمع، الوفاق الاجتماعي.. الإعلاء من قيم العمل، الاهتمام بالمواهب، غربلة التاريخ، وفهرسة الأماكن والأناشيد، آداب الاختلاف، فتيات القرى المحرومات من المدارس، الظلم الاجتماعي الواقع على المرأة والمهمشين، الإنسان حياة ومعيشة وملبسا.. إلخ.. المخيف هو أن استمرار هذه الأوضاع بهذه الكيفية يجعل من الاهتمام بعدها بمثل هذه الأمور بمثابة الترف!! ها نحن يوميا نرى إزهاق الأنفس، ونُحرَم الضوء وشربة الماء البارد، ونعيد يوميا تنسيق العداوات وإحصاء المخاطر والمذلات. علينا أن نعود لبعضنا كقدر نهائي لا فكاك منه.
اللهم أنت وليُّ الفرج القريب وأنت القادر عليه يا حنّان يا منّان.