شعر وأدب

عيد الجلوس أعر بلادك مسمعا (رائعة الشاعر الكبير عبدالله البردوني)

هذه القصيدة قالها شاعر اليمن الكبير الرائي عبدالله البردوني ذات ذكرى لجلوس الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين على كرسي اليمن في العهد الإمامي البائد الذي ثار عليه اليمنيون في 26 سبتمبر 1962. نشوان نيوز يعيد نشر القصيدة:

هذا الصباح الراقص المتأودُ .. فتن مهفهفة وسحر أغيدُ
ومباهج ما إن يروقك مشهد .. من حسنه حتّى يشوقك مشهدُ
الفجر يصبو في السفوح وفي الربى .. والروض يرتشف النّدى ويغرّدُ
والزهر يحتضن الشعاع كأنّه .. أمّ تقبّل طفلها وتهدهدُ
في مهرجان النور لاح على الملا .. عيد يبلوره السنا ويورّد
فهنا المفاتن و المباهج تلتقي .. زمرا تكاد من الجمال تزغرد

***
عيد الجلوس أعِر بلادك مسمعا .. تسألك أين هناؤها ؟ هل يوجدُ؟
تمضي و تأتي و البلاد و أهلها .. في ناظريك كما عهدتَ وتعهدُ
يا عيد حدّث شعبك الظامي متى .. يروي؟ وهل يروي وأين المورد؟
حدّث ففي فمك الضحوك بشارة .. وطنيّة ؛ وعلى جبينك موعدُ
فيم السكوت ونصف شعبك ها هنا .. يشقى.. ونصفٌ في الشعوب مشرَّدُ
يا عيد هذا الشعب ، ذلّ نبوغه .. وطوى نوابغَه السكونُ الأسودُ
ضاعت رجال فيه منه كأنّها .. حلم يبعثره الدجى و يبدّدُ

***
للشعب يوم تستثير جراحه .. فيه و يقذف بالرقود المرقدُ
و لقد تراه في السكينة إنّما .. خلف السكينة غضبة وتمرّدُ
تحت الرماد شرارة مشبوبة .. ومن الشرارة شعلةٌ وتوقُّدُ
لا ، لم ينم ثأر الجنوب و جرحه كالنار يبرق في القلوب و يرعدُ
لا ، لم ينم شعب يحرّق صدره .. جرح على لهب العذاب مسّهدُ
شعب يريد و لا ينال كأنّه .. ممّا يكابد في الجحيم مقيّدُ

***
أهلا بعاصفة الحوادث، إنّها .. في الحيّ أنفاس الحياة تردّدُ
لو هزّت الأحداث صخرا جلمدا .. لدوى وأرعد باللهيب الجلمدُ
بين الجنوب و بين سارق أرضه .. يوم تؤرّخه الدما وتخلّدُ!
الشعب أقوى من مدافع ظالم .. وأشدّ من بأس الحديد و أجلدُ
والحقّ يثني الجيش وهو عرمرم .. ويفلّ حدّ السيف وهو مهنّد
لا أمهل الموت الجبان ولا نجا .. منه؛ وعاش الثائر المستشهدُ
يا ويح شرذمة المظالم عندما .. تطوى ستائرها ويفضحها الغد!
وغدا سيدري المجد أنّا أمّة .. يمنيّة شمّا ؛ وشعبٌ أمجدُ
وستعرف الدنيا وتعرف أنّه .. شعب على سحق الطغاة معوّدُ
فليكتب المستعمرون بغيظهم .. وليخجلوا، و ليخسأ المستعبدُ

***
عيد الجلوس وهل نصّتَ لشاعر .. هنّاك وهو عن المسرّة مبعدُ؟
فاقبل رعاك الله تهنئتي وإن .. صرخ النشيد وضجّ فيه المنشدُ
واعذر إذا صبغ التنهّد نغمتي .. بالجرح فالمصدور قد يتنهّدُ

زر الذهاب إلى الأعلى