يقول العقاد رحمه الله:
إذا قطفتَ من الأيام زهرتها فاقنَعْ.. فسائرُها شوكٌ وعيدانُ
بيت من ذهب، تمنيت لو يستوعبه الرئيس علي عبدالله صالح الذي نال أعلى منصب في اليمن في أطول فترة ممكنة وقطف من الأيام زهرتها ثم لمّا لم يقنع، ناله ونالنا أذى كبير من شوك التوريث وعيدان التمديد.
والصورة المرفقة هي لقطة نادرة للجندي علي عبدالله صالح قبل أن يكون ضابطا كبيرا.. صالح الذي نسي أو تناسى أن السلطة "لو دامت لغيره ما وصلت إليه"..
عملية الاحتفاظ بالسلطة تتسبب كل يوم في مضار لا تحصى وآثام لا تغتفر.. دماء تسيل واقتصاد ينهار، والذي يحسب أن صالح كان يوم تولى السلطة أقوى من معارضيه اليوم فهو مجانب للصواب. كم كان لائقا بالرئيس لو أنه توج مشواره الديمقراطي بالتنازل الطوعي من موقع قوة ودون أن تتكبد اليمن خسائر في أبنائها وأشيائها فضلا عن شرخ اجتماعي جراء التعبئة المستمرة من أجل البقاء سدى.
نجل الرئيس وأبناء أخيه يتسببون منذ سنوات في جر الرئيس وجر البلاد إلى متوالية باهظة من الخسائر في سبيل التشبث بأكوام من الأشواك والعيدان.. ولعل مما يدفعهم للمضي في درب تعيس كهذا، وجود أقران من مجايليهم في صف التغيير تربطهم بهم خصومة مستحكمة.. أمثال حميد الأحمر، مخافة أن يؤول الأمر إليه. لم يفطن هؤلاء أن الشعب تعلم من هذه المعاناة الشيء الكثير. وبالتالي لن ينتقل الأمر من جيب "سنحان" إلى إبط "العصيمات"، بل إلى منطقة أخرى اسمها القانون. ذلك الذي يحتاج اليمنيون مجهودا كبيرا لإرسائه حَكَما حاكما، بعد كل ما حدث.
نسأل الله العلي القدير أن يحل علينا شهر رمضان بالخير والأمن والسلام، وأن يلهم ساستنا خلاله تفكيرا نابعا من أن الله يمهل ولا يهمل وأنه سبحانه وتعالى، خير الماكرين.