«لنغيّر عالمنا» هو موضوع اليوم الدولي للشباب هذه السنة (يصادف 12 أغسطس/ آب من كل عام)، وهو أكثر من مجرد شعار: إنه نصيحة ينبغي أن يستلهمها الشباب على الدوام. فالغالبية العظمى من أصل مليار شاب في العالم تفتقر إلى ما تستحقه من تعليم وحرية وفرص. وبرغم تلك القيود، بل بفضلها في بعض الحالات، يحشد الشباب طاقاتهم بأعداد متزايدة في سبيل بناء غد أفضل. وقد حقق الشباب على مدار العام الماضي نتائج مذهلة، حينما أزاحوا الدكتاتوريات ونفخوا روح الأمل عبر المناطق لتعمّ العالم بأسره.
وينعم الشباب بهبتي العقل المتفتح والبصيرة الثاقبة القادرة على استكناه الاتجاهات الناشئة، ويسخّرون طاقاتهم وأفكارهم وشجاعتهم لتذليل طائفة من أشد التحديات التي تجابه البشرية تعقيداً وأكثرها أهمية. وفي أغلب الأحيان، يدرك الشباب أكثر من الأجيال المتقدمة في السن أنه بمقدورنا تجاوز اختلافاتنا الدينية والثقافية لبلوغ أهدافنا المشتركة. لذلك تراهم يهبّون للمنافحة عن حقوق الشعوب المقهورة، بما في ذلك الفئات التي تعاني التمييز على أساس نوع الجنس والعرق والميول الجنسي. ويتصدى الشباب كذلك للقضايا الحساسة بغية وقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية. وكثيراً ما يتزعمون الحركات المناصرة للاستدامة وأساليب الحياة المراعية للبيئة.
فلا بد إذاً أن يواصل المجتمع الدولي العمل معاً لتوسيع آفاق الفرص المتاحة للشباب إناثاً وذكوراً وتلبية مطالبهم المشروعة في الكرامة والتنمية والعمل الكريم. وما الوفورات المحققة من عدم الاستثمار في شبابنا سوى وفورات زائفة، إذ أن الاستثمار في الشباب سيعود علينا لا محالة بفوائد جمّة عن طريق كفالة مستقبل أفضل للجميع.
ويتوّج هذا اليوم نهاية السنة الدولية للشباب، التي تمثّل معلَمة بارزة في مسار الدعوة العالمية لصالح شباب العالم ومن جانبهم. ويحدوني الأمل أن ترسي هذه التجربة الأسس لقطع أشواط أبعد في تسخير مواهب الشباب وطاقاتهم. وفي هذا الصدد، أتوجه إليهم وأقول: الفرصة في أيديكم لتغيير عالمنا. فاغتنموها.