ما أجملها من لحظات .. وما أروعها من مواقف تلك التي سجلها ثوار ليبيا وأحرار ليبيا وأبطال ليبيا وأسود ليبيا بل وكل ليبيا . تتلعثم الكلمات وتتزاحم الحروف لتكتب حجم الفرحة التي غمرتنا جميعاً بانتصار ثورة السابع عشر من فبراير ؛ تلك الثورة التي انتفض فيها الشعب الليبي ضد الظلم والاستبداد وضد حكم الفرد الطاغية.
نعم لقد تحررت ليبيا من حكم القذافي الذي دام 42 سنة , تحررت بفضل الله وتوفيق منه .. تحررت لبيبا بفضل تعاون الثوار وتغليبهم للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة .. تحررت ليبيا بفضل تكاتف جهود ثوارها وتوحيد الرايات تحت راية واحدة هي المجلس الوطني الانتقالي .. تحررت ليبيا من عصر الظلم والتخلف وعصر الجاهلية – إن صح التعبير – .
أقولها من أعماق قلبي وكلي فرح وسرور بانتصار ثورتنا الليبية , مبارك لكم يا ثوار ليبيا انتصار ثورتكم وهنيئاً لكم تنفسكم نسيم الحرية وعبق التحرر من الظلم والاستبداد , لقد أذهلتم العالم بصمودكم وتضحياتكم , لقد سطرتم تاريخ الحرية بدمائكم الزكية الطاهرة , وأثبتم وجودكم للعالم من خلال تنظيمكم لصفوفكم وتحولتم من شعب لا يحمل السلاح إلى شعب يقاتل على كافة الجبهات .
مرة أخرى أحيي الشعب الليبي على تضحياته الجسيمة وأقول لكل الليبيين أعدتم لنا روح الأمل وبعثتم فينا روح التفاؤل فهنيئاً لكم النصر وهنيئاً لكم الحرية التي طالما بذلتم في سبيلها كل غالٍ ونفيس , فتحية إكبار وإجلال لكل الشهداء الأبطال – أسكنهم الله فسيح جناته – وتحية لكل الجرحى والمصابين – عجل الله بشفائهم – وتحية لكل الأسرى والمعتقلين – حررهم الله قريباً – تحية لجميع أحرار ليبيا هنيئاً لكم هذا الانتصار وإن شاء الله نلتقي في طريق الانتصار الأكبر بتحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود الغاصبين .
لا يفوتني في هذا المقام أن أوجه شكري لوسائل الإعلام المحايدة التي وقفت مع مطالب الشعوب ونقلت الحقيقة كما هي من غير تقديس ولا تمجيد لحكام عفا عنهم الزمن , وأخص هنا قناة الجزيرة الحرة , قناة الشعوب , قناة كل الأحرار وأقولها إذا كانت الثورات العربية قد قامت بسلمية فإن سلاحها هو الإعلام الحر المعبر عن قضايا الأمة والناس .
قبل أن أختم مقالي أوجه نداءين عاجلين :
الأول : إلى علي عبدالله صالح أقول كفاك عبثاً بدماء اليمنيين كفاك عقاباً للشعب اليمني , أما ترى القذافي كيف هي نهايته ومن قبله مبارك , ارحل عن الحكم ودع اليمن لليمنيين , احقن الدماء بإعلان استقالتك فوراً , خلص اليمن من أزمة تدخل شهرها السابع , حكم عقلك وغلب مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية .
الثاني : إلى أبناء شعبنا الأبي بكل مكوناته وكل فئاته , نداء إلى أبناء شعبنا في شمال الوطن وجنوبه , دعونا نضع الخلافات جانباً , دعونا نلتف حول المجلس الوطني ونعيد النظر فيه , دعونا نثري المجلس بمشاريعنا , لا أقول أن المجلس نزل من السماء ولكن دعونا نصحح الأخطاء والقصور في إطار يحفظ لليمن استقراره ووحدته ويجنبه الحرب والدمار , دعونا نقف صفاً واحد في وجه بقايا النظام الفاسد ونرسم لوحة النصر القريبة ونكتب الفصل الأخير من ثورة الشعب السلمية المباركة .
ختاماً :نحن في أيام فاضلة , وليالٍ مباركة الدعاء فيها مستجاب – بإذن الله – , لا ننس أن ندعو الله بأن ينصر ثورتنا ويحقق أهدافها ويكتب لنا النصر في شهر الانتصارات , أسأله سبحانه أن يفرحنا بسقوط نظام علي صالح وأسرته كما أفرح الشعب الليبي بسقوط نظام الطاغية القذافي .