تحل علينا اليوم ذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر ومعمر القذافي صاحب هذه الذكرى لا يقوى على الظهور للعالم بمشهد متلفز.
ذكرى ثورة الفاتح الذي ظل معمر يحتفل بها 41 حولا، تطل اليوم وليبيا يرفرف فيها علم جديد وأمل جديد وهواء جديد.. لا صورة القذافي في شوارع المدن الليبية ولا برقيات تهاني تمطر عليه من رؤساء وملوك العالم، ولا عرض عسكري يستعرض فيه قوته، ولا خطاب يستعرض فيه ترهاته.
إنه زمن سقوط الديناصورات التي آن لها أن تنقرض وإلى غير رجعة.. ولعل كبير هذه الديناصورات هو "ملك الملوك" فاتح ليبيا ومحرر أفريقيا معمر القذافي تمكن أحفاد عمر المختار أن يقذفوه إلى خارج الخارطة.
"ولعل ما لا يدركه الكثير من أبناء الوطن العربي من العراق شرقا إلى موريتانيا والمغرب غربا مرورا بمصر وسوريا وتونس والجزائر والسعودية والكويت والبحرين والإمارات وقطر وعمان واليمن والأردن وفلسطين والصومال وجيبوتي هو أن القذافي كان أخطر على الأمن القومي العربي من حسني مبارك وأن خلعه بات محتما لتكتمل الأفراح العربية.
ينتقل العقيد المعقّد معمر القذافي 180 درجة من الشرق إلى الغرب، ومن العروبة إلى الأفرقة إلى الأمركة.. ويسهم بشكل (مرسوم ربما) في إفشال أي تقارب في أية قمة عربية. ويهدر أموال الشعب الليبي المحروم في دعم كل تمردات العالم على امتداد القارات الست في ليبيريا، والبرازيل واليمن وإيرلندا والسودان.. الخ.
للقذافي كلمة شهيرة في اليمن، حيث قال سوف يجلب لليمن ألغاماً بعدد السكان (لغم لكل مواطن).. كان هذا في أواخر السبعينات ولازالت إلى اليوم ألغام القذافي تتفجر في المناطق الوسطى في اليمن مخلفة شرائح من المشوهين والمعوقين رجالاً ونساءً وأطفالاً ورعاة أغنام. فضلا عن اتهامات بعضها رسمي بدعم يأتي للحوثيين من قبل "الأخضر الفاطمي" الذي كرر في السنوات الأخيرة تصريحات عن طموحه بإعادة دولة الشيعة الفاطمية.
لقد قتل "الأخضر الفاطمي" (وهو الوصف الذي أطلقه عليه الكاتب اليمني حسن الأشموري) ليبيا، وقتل خلال ذلك الحركة الناصرية ومشروع التقارب العربي والاتحاد المغاربي وقام بالتمييع الدوغمائي لكافة القضايا والمواقف.. ولا أحد يآخذه عربياً أو عالمياً، لأن أشقاؤه اعتبروه ممن رفع عنهم القلم.".
مبارك للشعب الليبي المفاجئ.. وعقبى لأعراس النصر في صنعاء ودمشق.
- الفقرات بين القوسين من مقال للكاتب في نشوان نيوز الإثنين 14-02-2011