هم البلاطجة وهم الشبيحة وهم البلطجية وهم القابضيات وهم اصحاب السوابق وعصابات الحشيش وخريجو السجون، استعانت بهم انظمة تنتمي هي الاخرى إلى عالم المافيا والعصابات، تمكنت من رقاب الشعوب، واذلت البشر، وعبثت بمقدرات الاوطان، اجراما وكذبا وتزييفا وتدجيلا، ومتاجرة بالشعارات.
نعم، تمت الاستعانة بهؤلاء البلاطجة في ليبيا، حيث كانت قلعة السفاح، الذي يستطيع ان يفتح مدرسة لتعليم دراكولا وقبيلته مص الدماء، ويفتح مدرسة لتعليم ابليس التنكيل بالبشر الانقياء، ويفتح مدرسة لتعليم هولاكو وجنكيزخان ونيرون وكاليجولا والحاكم بامر الله والحجاج اصول القمع والكبت والقهر..
وتم استخدامهم هناك في دمشق الحضارة، والعراقة، وفجر التاريخ الانساني في العلوم والثقافة والابجدية، حيث ظهر اكثر انواع الحكم اجراما وفسادا وتناقضا مع تاريخ الشام وحضارته، ليعبث بالمقدرات الحضارية للشعب السوري، ويستنفركل حشرات المستنقعات على ضفاف بردى، وبين اشجار الغوطة، وجداول الماء في الزبداني، ليستقوى بها على شعبه، ويستغلها في حربه الخسيسة الحقيرة التى تستنكرها البشرية جمعاء، لكي يبقى الحاكم بشار الاسد، وريث والده الطاغية حافظ الاسد، جالسا فوق عرش مصنوع من جماجم الشهداء، وملوثا بدماء الضحايا، وفوق سرير من الهياكل العظمية.. مستعينا بمن يسميهم الشعب السوري الشبيحة، مع شبيحة حزبه وكتائبه..
وفي اليمن مازال حاكم اليمن يعرض على الشاشات لحم جسمه المشوي بنار الثورة، مصرا على الاستمرار في خوض حربه التي يستخدم فيها البلاطجة الذين يقودهم ابنه في الجيش، واولئك الذين يقودهم ازلامه من عصابات الشوارع، ونزلاء السجون، وهكذا كان حال النظام الساقط ورئيسه المخلوع في مصر، وقبله كان امر عصابة اللصوص والبلاطجة ممن تحكموا في مصير الشعب التونسي، حيث انبثقت شرارة طيب الذكر المرحوم محمد البوعزيزي رضي الله عنه وارضاه..
واذكر انه استباقا لثورة 17 فبراير في ليبيا، عمد النظام لاستخدام كل من تضمهم السجون من عصابات النهب والسطو، وتجار المخدرات، ولصوص المنازل والسيارات، والمدانين في جرائم قتل، وعقد معهم اتفاقا، بانه سيقوم باطلاق سراحهم وتسليح اغلبهم بالمطاوي والخناجر، وبعضهم باسلحة نارية، ورسم لهم خطة لمهاجمة الثوار وقتلهم، وكان هذا ما فعلوه خلال ستة اشهر، في كل المدن وكل القرى، يعملون رديفا لكتائب القذافي وجنوده المرتزقة المجلوبين بالمال من افريقيا السوداء، وقناصته من شرق اوروبا، ويندحرون جميعا مع اندحار الكتائب مرة وراء مرة، وزنقة وراء زنقة، ومدينة وراء مدينة..
إلى ان تم النصر للثوار بعد ان قدموا عشرات الالاف من الشهداء والجرحى وخلفوا عشرات الالاف من الثك إلى واليتامي والارامل، ثمن باهظ لمجرد ان طاغية تحكم في رقاب العباد لمدة اثنين واربعين عاما، لم يكتف بذلك ويريد المزيد من السنين يتحكم فيها في مقدرات شعب بلاده، كبتا وقهرا وابتزازا وقتلا واعتقالا، وكان عليه ان يندحر بقوة الثورة التي احرقت عرشه، وقوضت نظامه، وجعلته يذهب طريدا في البراري، يطلق عواء الهزيمة، وينتظر ان تصل اليه طلائع الثوار للقبض عليه في جحر من الجحور، أو نفق من الانفاق التي يتنقل بينها اثناء هروبه واندحاره.
وبجوار ميليشيا العصابات التي تكونت من بلاطجة الشوارع وقاطني السجون، عمد النظام إلى تكوين ميليشيا اخرى اعلامية هذه المرة، بعضها راينا لها في ليبيا على سبيل المثال اعوانا في الاعلام يخرجون على شاشات التلفاز، وصارت لهم شهرة مثل شهرة صحاف العراق في الكذب والتدليس، غير ان احدا منهم لم يكن يملك خفة دم الصحاف، وشخصية المهرج، أو مضحك الملك، التي يتميز بها، فهم جميعا علاوة على تدليسهم واكاذيبهم يملكون كميات كبيرة من ثقل الدم، ويقومون باداء وظيفتهم بكثير من المبالغة والانفعال والافتعال والمزايدة، مع حقد ضد البشر وكراهية للشعب وتحريض على القتل..
ومن هذه الوجوه، التي مازال بعضها، حتى بعد ان سقط النظام، تواصل نباحها عواءها، سيدة قميئة المظهر والمخبر، اسمها هالة اسكال، هي الاشهر بين الاصوات النسائية، اما الاصوات الرجالية فهي كثيرة مثل يوسف شاكير، وحمزة التهامي، وعلى الامجد، وموسى ابراهم ومصطفى قادربوه، وشيوخ اسم احدهم ابو صوة واخر اسمه بن مسعودة، وكلهم يعتمدون الكذب والتدليس والتزوير وتزييف الفتاوى لصالح الطاغية، يتعقبون كل انسان بالاكاذيب...
وكما استهدفوا الثوار باكاذيبهم وتحريضهم، فانني شخصيا لم اكن استثناء، وخصني المدعو يوسف شاكير بحصة من السب والشتم والتحريض على ملاحقتي وملاحقة اسرتي باعتبارنا من المتامرين الخونة، وبجوار هذه الوجوه التي اشتهرت بين الناس بالخزي والعار الذي كتبوه على انفسهم، في الاذاعات الليبية، كان هناك جيش اعلامي من مرتزقة النظام في الوطن العربي وخارجه، ممن يسمون انفسهم اللجان الثورية العربية والاخرى اللجان الثورية العالمية، وهي لجان ينشئها خارج ليبيا المرتزقة من المنتفعين من النظام وتجار الصحافة وعصابات المافيا، وكما استعان النظام الليبي بالمرتزقة والجنود فقد استعان بفيلق المأجورين الاعلاميين ممن قادوا الحملات الاعلمية ضد الثوار واسموهم زورا وظلما وكذبا ثوار الناتو، وراينا في مصر مثلا اسماء معروفة ذكرت في احدى مقالاتي بالاهرام اسماءهم الصريحة مثل رفعت سيد احمد وطلعت رميح وعبد العظيم المغربي ولم اذكر اخرين ممن كتبوا المقالات واصدروا البيانات تمجيدا في الطاغية وهجوما على الثوار، وهناك صحف خاصة في مصر وخارج مصر كانت تتقاضى اموال القذافي لاداء هذه المهمة..
وبالاضافة إلى هذا الجيش من بلاطجة ومرتزقة الصحافة، كان هناك ما يسمونه الجيش الاليكتروني وهم بلاطجة الانترنيت، فالنظام يعتقد بان هذه الاداة التي استخدمها الثوار الشباب في التحريض ضد النظام واستنهاض همم الشرفاء من ابناء الشعب، يمكن هو ايضا ان يستخدمها في ثورة مضادة يسيء بها للثوار، ويحاول امطارهم بالاكاذيب والاشاعات، والاساءة اليهم و إلى سمعتهم.
واغلب هؤلاء البلاطجة يستخدمون اسماء مستعارة لنساء ورجال ويتولون ملاحقة الكتاب الذين يكتبون مع الثورة، أو التصدي للقرارات التي تصدر عن المجالس القيادية للثورة ومحاولة نعتها بالخيانة وتلفيق الاكاذيب حولها، وكان نصيبي شخصيا من سهام هذا الجيش الاليكتروني وبلاطجة الانترنيت اكثر من السهام التي جاءت من بلاطجة الاعلام والصحافة الورقية، لان الانترنيت تتيح خاصية التعليق على المقالات، دون حاجة لان يظهر صاحب التعليق بشخصيته الحقيقية، ودون ان يطالبه احد بابداء البرهان، ودون ان يكون هناك فرصة للدخول في جدل أو نقاش، ويتشابه بلاطجة هذا الجيش الاليكتروني في تعليقاتهم، وفي اسلوبهم..
فهم دائما لا يناقشون محتوى الفكر المطروح في المقالة، ولا يظهرون غالبا بمظهر من يدافع على سيدهم، لانهم يعرفون ان ذلك قضية خاسرة، فيظهرون بشخصياتهم الشبحية وقد توشحوا بوشاح الثورة، ويقولون كيف تهاجم الطاغية وقد كنت تشكره، دون اشارة إلى حقيقة ما قلته عن هذا الطاغية، فالهدف هو الاساءة اليك، وتصويرك عند قاريء لا يتابع مسيرتك، بانك كنت عونا من اعوان الطاغية، بل يستطيع هذا البلطجي من بلاطجة الانترنيت ان يقتبس قولا حقيقيا لك، لكنه ياتي به خارج سياقه ودون اشارة للظروف التي انتجت هذا النص، واعتقد انه يستحيل ان نجد كاتبا عاش اربعين عاما في كنف القذافي مهما كان شريفا بالغ الوطنية والثورية ليس له عدة اسطر تتضمن اشادة بالقذافي، واقصد الكتاب الليبيين الذين يرفع سيفه فوق اعناقهم عسفا وقهرا واجراما، حسب تعبير ابي العلاء المعري:
"جلوا صارما، وتلوا باطلا.. وقالوا صدقنا فقلنا نعم"
وحدث كثيرا ان جاء كتاب من خارج ليبيا ولم يكن الواحد منهم مرغما على ذلك وقال هذا المديح، في شخصية الطاغية، بعضهم اصحاب قامات سامقة في مقام نزار قباني أو محمود درويش قالوه وقد خدعوا في الطاغية كما انخدع فيه رجل مثل جمال عبد الناصر اسماه الامين على الامة العربية وعلى القومية العربية، فكيف بكاتب من امثالنا ممن يعيشون داخل ليبيا ويتقاضون مرتبتاهم من الدولة الليبية وكانوا موجودين في هذه الوظائف منذ عهد سابق لوجود القذافي نفسه، بل هناك كتاب من ابناء ليبيا، قتلوا على ايدي القذافي، وماتوا في ميدان الشرف، لا يخلو سجلهم من كلمة ثناء على هذا القاتل، قبل الخروج من دائرة الخداع والانتباه إلى اجرامه، والثورة ضده بعد ذلك.
واضرب مثلا بالبطل الشهيد الذي قتله القذافي اشنع قتلة ضيف الغزال، والذي انخرط وهو في بداية حياته كاتبا وصحفيا ضمن لجان القذافي وعضوا في صحافته الثورية، واقول ايضا ان الشعب الليبي يعرف ان هناك حقا كتابا اندمجوا قلبا وقالبا في نظام القذافي وصاروا رموزا له وساضرب الامثال دون حصر، واقول انه نظامه بدأ في السنوات الاولى يستعين بالناس على اساس الكفاءة والجدارة، وفي هذا السياق ارادني ان اكون رئيس تحرير لاولى صحف النظام وهي صحيفة "الثورة" وكان شهر عسل قصير جدا، ثم استقر بي الامر رئيس تحرير لصحيفة الاسبوع الثقافي، ورئيس تحرير لمجلة الثقافة العربية..
واتحدي ان يجد اي بلطجي يريد الاساءة إلى تاريخي كلمة واحدة، ثناء على سيد النظام، خلال عملي في صحيفة الثورة، وكنت اكبت بها بابا يوميا انتقاديا اسمه رمية حجر، اوعملي في الاسبوع الثقافي،او عملي في الثقافة العربية، بل كنت امنع نشر كلمات اشم منها رائحة الممالقة للنظام أو لشخص رئيس النظام، وانتقلت في نهاية عام 1975 إلى العمل الخارجي وتركت المسئوليات الصحفية في صحف الداخل لانه بدا واضحا ان المرحلة تحتاج لنوع جديد من الكتاب وبعد عام أو اكثر نشات اللجان الثورية وبدأ كتاب اللجان الثورية يتولون قيادة الصحافة وراينا امراة ثورية شديدة الاندفاع في اسلوبها الثوري اسلوب التهديد والوعيد والتصفية الجسدية مثل فوزية شلابي، تبدا مسيرة الصعود والتسيد على الكتاب..
حتى اوصلها الطاغية إلى ان تصبح وزيرة للثقافة تتحكم في مقدرات النشر والكتاب والمسرح وغير ذلك من مرافق الثقافة كنوع من الاهانة والامتهان لهذه المهنة والعاملين فيها باعتبارها سيدة ظهرت من منشأ معروف لدي كل الليبيين، وليضع القاريء اسمها في الجوجل ليعرف هذا المنشأ وهذا الاصل وهذه التربية التي اوصلتها لتكون صاحبة ارفع منصب في مجال الثقافة، متوافقا في ذلك مع ما قام به في الوسط الجامعي والاكاديمي..
عندما اوصل شابا ثوريا من اهل التصفيات اسمه سالم المشاي (وكان في الفصل الثاني من كلية الزراعة ومسئول غرفة التعذيب في المثابة الثورية) رئيسا للجامعة في طرابلس يتسيد على هيئة التدريس وتكون له الكلمة العليا في مقررات ومناهج الجامعة، وكان هناك من بين الاساتذة الجامعيين من تطوع ليكون خادما في بلاطه وماسح جوخ له وحامل المحارق والمجامر يحرق البخور له، استاذ صار ينعث بفيلسوف الثورة وصاحب مشاريع التفسير والشرح والتعبيرعن عمق وابعاد النظرية الخضراء هو الدكتور رجب ابو دبوس، وكانت اذاعات واعلام الاقصاء والقتل والاجرام يقودها رجل ينادي بالتصفية وصل هو ايضا إلى ان يكون امينا للاعلام والثقافة في اخر ايام العقيد المعتوه، هو السيد نوري ضو الحميدي، ولن اتلكم عن اناس من اهل الامن السري وكتيبة الحراسة، دخلو الاعلام مثل عبد الله منصور وغيره، أو جموع القوى غير العاقلة التي قادت الاعلام الثوري في المثابات والصحافة الاقليمية والاذاعات المحلية، ممن كانوا يشكلون اللجان الثورية، واذا اراد الانسان احصائية بمن انضووا تحت لواء النظام وصاروا من اتباعه ومنتفعيه فلينظر إلى قوائم الاعضاء المنتسبين للجان الثورية فقد كان الانتساب اليها والعمل ضمن صفوفها هوالطريق إلى المناصب والثراء عن طريق فتح الباب للسرقة واللصوصية والتستر على ما يقومون بنهبه باعتبارهم ادوات النظام في ملاحقة المناوئين له ويكفي ان يكون المبدأ الاول في بطاقة العضوية في هذه اللجان هو التصفية الجسدية لمعارضي الثورة باعتباره واجبا يؤديه العضو والثورة هنا لا تعني احدا غير قائدها الذي تشخصنت فيه هذه الثورة كما تشخصنت الدولة في الملك لويس السادس عشرالذي يقول، انا الدولة والدولة انا.
ولم يكن سهلا ان تكون كاتبا لك حضورك القوي في المجتمع، وان تتفادي عضوية هذا اللجان ولكنني تفاديت ذلك معتمدا على انني لا اريد منفعة ولا اسعى إلى مال لا ياتي عادة الا بعد اراقة ماء الوجه، لصوصية ونهبا، ولكنني لم اكن استطيع وقد جاء يطلب مني تقديمه في كتاب قال انه من تاليفه يحتوي مجموعة قصص ان ارفض كتابة هذا التقديم ولم اكن اجامله عندما اشرت إلى ان في القصص اسلوبا وحبكة وقدرة على التصوير، دون ان اجزم بانه حقا الكاتب..
ولم اره يضر الوطن ان اكتب عن شيء ادبي ولكنني كنت سارفض لو كان عن كتابه الاخضر الذي كانت تصلني الدعوات المغرية للانضمام إلى وفوده في البرازيل أو استراليا أو الهند فلم اشارك في ندوة واحدة من ندواته وله كتاب يحتقر فيه الشعب الليبي اسمه تحيا دولة الحقراء اقيمت له ندوة في القاهرة حيث كنت اعمل واقيم ورفضت المشاركة فيها بسبب انني رايت الكتاب سبا واحتقارا للشعب الليبي، وكانت كلمات التقديم للقصص يتيح لي احيانا ان اكتب كلاما لم اكن لاجرؤ على كتابته يتعارض مع كل توجهات النظام..
واحيل القارئ إلى الثلاثية الروائية وما ورد فيها من تصوير لحياة الليبيين تحت مظلة هذا النظام، ومنذ ايام قليلة قابلني احد العاملين في ثورة 17 فبراير هو الاخ ناصر الهواري ياخذني بالاحضان ويقول الان سيتحقق ما كنت تطالب به وسالته عما يعنيه فقال انه منذ عامين حضر محاضرة في طرابلس دعاني لالقائها المركز الثقافي السوداني بعنوان نحو خطاب ثقافي جديد...
وقلت في هذه المحاضرة ان اخطر الازمات التي تعيشها اقطارنا العربية هي الطريقة التي تدار بها شئون بلادنا، وان هذه الطريقة المتخلفة عن العصر كبتا وقمعا هي التي تمنع عقل الامة من الانطلاق وانه لا بديل لاطلاق الحريات وتداول السلطة والفصل بين السلطات والتعددية والديمقراطية واختيار المجالس التشريعية القائمة على الاقتراع وكان هناك من تصدي للرد من اعوان النظام لكنني لم الاحق كما حدث في مرة تلي هذه المرة يعرفها السيد محمد العلاقي لانه كان يدير ندوة في نقابة المحامين حول المجتمع المدني لم اشارك فيها من المنصة ولكنني قمت بالتعليق على اقوال اهل المنصة وبالذات السيدة عزة المقهور التي استعرضت تطور التشريعات منذ صدورها ابان فترة الانتداب البريطاني وظلت تضيق وتزداد عسرا هذه التشريعات التي تتصل بقامة الجمعيات، فطلبت الكلمة وقلت ساخرا انه من كوارث الدهر ان نكون في عهد ثوري وفي جماهرية عظمي ونتطلع بامل وتوق وشوق إلى عهد الاحتلال البريطاني لانه كان اكثر حرية واكثر براحا ويسرا في الحركة واقامة الجمعيات..
وبعد انتهاء الندوة جاءني استدعاء إلى مكتب الاتصال باللجان الثورية وهناك شهود لا زالوا على قيد الحياة سمعوا ما كان ينقل لي من استياء الاخ القائد مما دار في تلك الندوة واستغرابه لمشاركتي فيها، وصدر بعد ذلك في صحيفة الزحف الاخضر مقال يندد بهذه الندوة ويشتم المشاركين فيها. ومنذ اليوم الاول لتفجر ثورة 17 فبراير التحقت بها واعرتها صوتي وواكبتها بكتابة المقالات والتعليقات في الانترنيت بشكل يومي مما اثار ازلام النظام ضدي ولاحقتني التهديدات ولاحقت اسرتي وتعرض ابنائي للايذاء واقصائهم من وظائفهم ومنع اخوتي من السفر من طرابلس وجاء اهل النظام للاستلاء على بيتي فتصدى لهم شباب الجيران في بن عاشور فارجعوهم مدحورين..
وكنت على لوائح التصفية التي يحملها بلطجية النظام اثناء مجيئهم لمصر حيث اقيم وجاءتني التحذيرات من اهل الثورة ان احترس والا اهزا بهذه التهديدات، ليس لاهمية دوري ولكنهم يرونني صيدا سهلا، يستطيعون نيله وفي نفس الوقت باعتباري كاتبا سيجلب لهم هذا الاستهداف دعاية كبيرة وكان لابد ان الزم الحيطة والحذر حتى انتهي الخطر بزوال الطاغية، ومع ذلك فانه لم يسلم مقال واحد من مقالاتي من تعليقات هؤلاء البلطجية وجيش الطاغية الاليكتروني، وهم موجودون، حتى بعد ان انتهى الطاغية، فهم للاسف الشديد لا ينتهون وكانهم في مهمة لا تنتهي الا بانتهاء وجودهم فوق الارض فقد عاشوا على البلطجة ولن يموتوا باذن الله الا بها.
لا اقول هذا الكلام تزكية لنفسي لان هناك كتابا لحقهم ظلم اكثر مني ولديهم مواقف تتميز بالشرف والنزاهة والشجاعة رغم انهم كما قلت لا يخلو سجلهم الذي امتد اكثر من اربعة عقود من كلمات مجاملة وهم يعيشون تحت حكم اجرامي تسلطي لا يريد الا الشكر والثناء، وانما اقوله ردا على هؤلاء البلاطجة الذين لا يستحون من رمي الحجارة على كتاب لهم تاريخ يظنون وهما انهم يستطيعون الاساءة اليه باوحاولهم وبذاءاتهم لا لشيء الا خدمة للطغاية..
ولا اريد ان اتوقف عند ما يقولونه ويعلقون به، ولكنني اضر ب مثلا صغيرا يعرفه قراء هذا الموقع لسيدة لا اكتب مقالا الا وتظهر في التعليق كلاما تضعني فيه من ازلام الطاغية، وظننتها اسما مستعارا لواحد أو واحدة من جيش الطاغية الاليكتروني، واهل الارتزاق والتربح من المرحلة، اسمها زينب البيلي، وهو الاسم الذي جعلني اظن انه اسم مستعار لانني لا اعرف وجودا لمثل هذا الاسم العائلي في ليبيا، الا انها في احدى المرات قالت انه اسمها الحقيقي وانها كاتبة تعاني الحياة في المنفى على يد نظام الطاغية، فرايت ان اتحقق من ذلك عن طريق الجوجل، فوجدت ان هناك سيدة بهذا الاسم تعيش في باريس، ولكنها تكذب عندما تدعي انها تعيش منفية بسبب الطاغية هناك..
فهي سيدة تعيش بارادتها مطلقة أو ارملة كما فهمت من مقال للمفكر السوري الاستاذ هشام النجار، وانها مواطنة مصرية تنتمي إلى بلدة في مصر اسمها اظنه البيله، وانه لا علاقة لها بليبيا ولا سوريا ولا المعارضة الليبية أو السورية وانما علاقة تربح وانتفاع فكما كانت تتصدي لي نيابة عن نظام القذافي كانت تتصدي لمعارضي نظام الاسد مثل الاستاذ النجار الذي افحمها عن طريق الرد الذي كتبه ضد ترخصاتها وتنطعاتها فهي فيما يبدو تعمل مع هذه الانظمة ارتزاقا وتربحا وبيعا لمثل هذه الخدمات بمقابل يتيح لها فرصة الحياة في عاصمة النور والجمال.
هذا مجرد مثل للبلاطجة الذين تستخدمهم الانظمة وتستوردهم كما تستورد كتائب المرتزقة، واصارح القاريء انه اغاظني ان اقرا مثل هذه التعليقات التي تقدم غالبا باسم الثورة، فاجد نفسي احيانا الومها لانني افعل خيرا واتلقى شرا، وانه لن يضيرني شيئا ان اترفع عن هذه المماحكات، واتجنب هذه الاساءات، بشيء بسيط هو ان امتنع عن مواكبة الثورة بالمقالات، واتفرغ ربما لشيء اكثر بقاء وهو الادب. ولكنني اجد الكتابة عن الثورة نوعا من جهد المقل كما اسماه ابو الطيب المتني الذي يجب ان يفعله مثلي امام تضحيات الثوارالذين يقدمون ارواحهم فداء لقضية الوطن والحرية، وامام الثورة التي انعمت علينا مقارعة الطاغية حتى دحرته اذ يقول:
جهد المقل، فكيف بابن كريمةِ.. توليه خيرا واللسان فصيحُ
فاعود إلى رشدي متمثلا قول نفس الشاعر في بيته الشهير:
بقدر اهل العزم تأتي العزائم.. وتأتي على قدر الكرام المكارم
واعاود الكتابة قائلا لمثل هؤلاء المرتزقة والبلاطجة اذهبوا إلى الجحيم فلن تمنعني تنطعاتكم ومماحكاتم وحقارة مقاصدكم عن مناصرة الثورة حتى اكتمال النصر باذن الله والمجد والعزة والفخار للشهداء.
[email protected]
www.ahmedfagih.com