لم تكن رصاصة الغدر التي اخترقت رقبتك يا شيخي وابي واستاذي الا اعلانا باننا نواجه قوما قد امتلأت قلوبهم حقدا وكراهية، واعمى الله بصائرهم وابصارهم، من يغتالك انت أو يفكر في اذاء قلب اليمن النابض ولسانها الذاكر لله كثيرا ..لا عذر لهم فقد وجهوا نحوك ونحو مئات الآلاف رصاصات الغدر والطيش والهمجية والارهاب.. تبا للايدي الغادرة التي ما عرفت فضلك وانكرت حقك في حب الله ورسوله وعامة خلقه وخاصتهم..
اقف اليوم على بعد الألف الأميال بعيدا عنك وأنا أراك مضرجا بدمائك تنزف طهرا وحبا ورحمة، لان كل مفردات الخير تسري في دمائك الزكية . ايها الوطن هل تعلم دماء من سكبت عليك الليلة هل تدرك أيها التراب من كان ينزف فوقك ؟
كلماتك يا شيخي وابي واستاذي مازلت تمنحيني القوة منذ عرفتك وما زلت متيقظا لم اغفل عنها حتى اللحظة، لم اعرف نفسي إلا بعد ان قلتها لي وأنت ترى ما لا أراه وأنت تردد على مسمعي انك قلت لهم يومها " يا ايها الذين امنوا كونوا مع الله وكونوا مع الصادقين" هنا وجدت نفسي هناك اضع رحالي بلا خوف ولا وجل . يا شاطئا للعلم يممت وجهي نحوه فازددت يقينا ان ما يحصل اليوم كان لابد منه وان الخير قادم لا محالة..
كم كنت عظيما وأنت تسألني هل من رأي أو نصيحة تقدمها اليوم لمن تحبهم ويحبونك.. من أنا يا شيخي حتى اقدم مثلها ؟ لكنك مصر على أن أقدم وأقول . كنت دائما بلسما لاي جرح ظهر أو سيظهر ومازلت كذلك،وستظل كذلك تدري لماذا؟ لا لان الزمان والمكان والوجوه والفكر قد صنعوا منك مثالا ونموذجا مشرفا بل لان الله يضع رحمته أينما يريد .
ها أنت ترقد هذه اللحظات في غرفة العمليات لتنتزع الرصاصة الغادرة أو الشظية المنحوسة من رقبتك الطاهرة وقلوبنا إلى الله تبتهل ان يشفيك ويعافيك ويجعل كل قطرة من دمائك الراعفة طهرا للوطن من الارجاس، وحبا يمحو حقد القلوب الشوهاء، وصدقا في قول الحق،وشجاعة في اعلان المواقف المؤيدة للتغيير .. فدمائك اليوم تحمل رسالة :"كفى صمتا ايها الخائفون ايها الخانعون ايها الكاذبون يا من تخفون الحققية وتخافون قول الحق ".
قبل أيام يا شيخي هاتفتك وملأت روحي من كلماتك التي ليست كالكلمات من معينك الذي لا ينضب، واتفقنا على أن نحتفل سوية في مناسبة اجتماعية سعيدة تعلن ميلاد مرحلة جديدة لحياة ما بعد الفساد المدوي، كنت تقول لي : "لا عليك ستكون الأمور على ما يرام وسنقوم باللازم يا ابني " وعلى بعد الاف الاميال قبلت جبهتك كما عودت نفسي منذ عرفتك ورأيت فرحي في عينيك مرسوما كفلق الصبح..
لم أخبرك أني مازلت احتفظ بكتاب الحسن عليه السلام الذي أهديتني إياه بعد أن قرأته وقرأته، ومنه تعلمت ان نضج الأمة ورشدها مازال يعقد ألويته في روح هذه الامة، والتي يجب ان تعمل وتعمل ولا تنتظر المعجزات ولا تنتظر المهدي لان الانتظار ليس من عقيدتنا السمحة التي تعتمد على قول الله اعلموا.
شيخي وأبي وأستاذي احمد القميري سلمك الله وعافاك وشفاك انت وكل جرحى الثورة اليمنية المباركة وتقبل الله شهدائنا، دعني أقول لك ولهم جميعا لو كان الأمر بيدي والله ما صالحت ولا وقعت مبادرة ولا ركنت إلى حوار غبي يلد حوار أغبى، ولن تمتد يدي إلى ايدي القتلة والمحرضين على القتل، ولن يحكموا أبدا ولن اقبل بنصف ولا بثلاثة ارباع ثورة، أو أهلك ومن معي دونها..
فتبا للأيدي المرتعشة التي ستصافح القتلة ومن شايعهم، وسحقا للوجوه التي ستبتسم في وجوه القتلة ومن ناصرهم وقطعت أيدي من سيوقع على سخافات وقرارت لا تعيد لشعبنا كرامته وتمجد شهدائه وتداوي جراحهه النازفة.. ولو كان الأمر بيدي لقرأت على أرواح البلاطجة تبت يدا ابي لهب وتب.
يا رب ان منا دمنا وتضحياتنا حتى ترضى ورضاك يسبق غضبك فارضى اللهم لشعبنا الخير واصرف عنا مكائد الفجار، وفجور الأزلام وسلط على رقابهم باس شعبنا المقدام.