[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

قيادة الصالح بين الحقيقه والوهم

أثبتت عقود من حكم علي صالح بما لا يدع مجالا للشك جهلا وبعدا شديدا عن المقومات الأساسية للحاكم والرؤية الإستراتيجية للقائد بدليل أن وصوله للحكم كان ولا يزال هدفا وغاية بحد ذاته ولهذا أشغل نفسه بتوافه الأمور و"الرقص على رؤوس الثعابين" كوسيلة لترسيخ حكمه والتوريث الملكي.

القيادة الحقيقية لا تعني تهور أو شجاعة فجه أو سماخة ممقوتة وإنما هي حكمة ورؤية إستراتيجية حكيمة وصناعة التطوير والتغيير للدولة في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وكل هذا يتطلب من القائد الناجح ليس فقط العمل على إصدار الاستراتيجيات الشاملة والخطط التنفيذية فحسب، وإنما كذلك متابعه تنفيذها وتذليل كل المعوقات لإنجازها في المضمون والشكل والزمان المحدد لذلك وكل ذلك يفتقده علي صالح جملة وتفصيلاً.

مقومات القائد بالمعنى الحقيقي للكلمة تتطلب مواصفات تأتي من خلال منبعين رئيسيين وهما الميلاد والاكتساب من خبرات الحياة، وللإنصاف هنا فعلي صالح يملك شيئاً من الشجاعة "السماخة" بالميلاد ولكنه فشل في الاكتساب من خبرات الحياة ولهذا ظلت عقليته محدودة التفكير والأهداف والأبعاد. القائد الحقيقي يحتاج إلى الشجاعة بدون شك ولكن بالتلازم مع صفات أخرى هامة من الحكمة والصدق والإخلاص والرؤية الإستراتيجية وقبل وبعد كل شيء المراقبة والخوف من الله سبحانه وتعالى، علي صالح فاقد لهذا التلازم ولهذا فقد عادت عليه هذه السماخة لوحدها بالوبال والتخبط والخسران والنتائج العكسية على كل المستويات.

أركان السلطة في اليمن (المملكة الغير معلنة رسميا حتى الآن) تتكون فعليا من سبعه أشخاص كمستوى أول وسلطه مطلقه: علي صالح وولي العهد، إخوانه الاثنان، وأولاد أخوه الثلاثة، ومستوى ثاني من الأسرة والحاشية ومستوى ثالت من المحسوبين أقل سلطه وفعالية بغض النظر عن أهمية المنصب والمسؤوْلية (مجرد ديكورات). القائد الحقيقي يبني قاده للوطن وليس تابعين ولكن لا لوم على علي صالح ففاقد الشيء لا يعطيه فهو يريد إمعات ولهذا فهوا بلاء عليهم وهم بلاء عليه.

المناضل ابن المناضل علي عبدالله السلال انتقد بشده علي صالح في إحدى مقابلاته الصحفية السابقة لتعيينه أطفال السلطة في الوظائف العامة الرئيسية دون أي خبره أو كفائة أو مؤهلات وإنما فقط لأنهم من الأسرة الحاكمة أو الحاشية أو المحسوبين. فهل عقمت اليمن عن إنجاب الرجال المخلصين أم عمي علي صالح عن رؤية وتعيين الرجال الأكفاء أصحاب الخبرات والقدرات العلمية والعملية؟ أهذه هي مقومات الوظيفة العامة والحرص على مقدرات الوطن والمواطن؟ أهذه هي سلسلة القيادة التي يريد علي صالح أن تتولى رعاية مصالح الأمة اليمنية؟ ألا يعقل علي صالح أنه حتى المزارع الخاصة أو حدائق الأطفال تتطلب إدارتها أشخاص أكفاء بكل معنى الكلمة؟ هل نسى علي صالح أن هذا هو يمن الإيمان والحكمة يمن التأريخ والمجد والحضارة؟
هل هذه هي العدالة والأمانة والمسئولية والقيادة التي يعرفها علي صالح؟ لاشك.
والله من وراء القصد...

زر الذهاب إلى الأعلى