كنت أود أن ابتعد عن الكتابة عن "المرشح الرئاسي" السابق السيد نجيب قحطان الشعبي وخصوصاً "عبقرياته" الأخيرة فيما يخص السيد محمد سالم باسندوة،
ولكن ما قرأته اليوم عن اكتشافاته المذهلة في علم الأعراق والأصول والأجناس أثار فضولي ولم أستطع مقاومة الكتابة حول هذا الموضوع، الذي حسب قول السيد نجيب كان نزولاً عند رغبة وإلحاح الجماهير المليونية من أصدقائه المتعطشة لمثل هكذا اكتشافات وعبقريات خصوصاً في الوقت الراهن من تاريخ وطننا الحبيب الذي أصبح فيه الإنسان اليمني ينعم بترف رغد العيش والسلام والطمأنينة، ولم يعد ينقصه إلا أن ينهل من عبقريات واكتشافات "المبدع" دائماً السيد نجيب قحطان الشعبي حتى يرتقى إلى مصاف الشعوب المتقدمة في هذا العالم.
وبعد هذه المقدمة "العصماء" في "فارس الدهماء" السيد نجيب قحطان الشعبي، سأحاول أن اقتصر حديثي قدر المستطاع على الاكتشافات الخطيرة التي أتحفنا بها اليوم (الخميس 29/9/2011) هذا "الهمام" حصرياً على موقع أخبار عدن نت على هيئة خبر هام مقتضب، وأنا على يقين من أن بقية المواقع الأخرى والصحف، خاصة تلك التي تدور في نفس الفلك، ستتسابق وتتنافس وتحاول استعطاف أخبار عدن نت وشراء حقوق النشر حتى تتمكن من تقديم هذه الاكتشافات المذهلة ليستفيد منها قرائها الكرام.
أرجو أن يستعد القراء وأن يمسكوا أعصابهم لأن هذه الاكتشافات الخطيرة والمذهلة ستنزل عليهم كالصاعقة، فقد
اكتشف "العالم المبدع" السيد الشعبي وصرح قائلاً: أن السيد باسندوة، "ليس حضرمياً كما يعتقد الناس بل أن والديه ليسا جنوبيين فاسمه الحقيقي هو محمد سالم شعلان ووالدته صومالية وأما والده فمن الحجرية وكان فقيراً فقام بتربية محمد سالم شعلان بائع تمباك من زبيد كان يعمل بعدن اسمه باسندوة." أتمنى ألا أكون قد فقدت أحد القراء الكرام جراء الفجيعة من هذه الاكتشافات التي حتماً ستؤثر على تاريخ البشرية وستغير وجه العالم وستقلب الدنيا رأساً على عقب! والآن سأحاول أن أقدم قراءة مختصرة وجادة لهذا الاكتشاف الجديد للعالم "الجهبذ" في علم الأصول والأجناس والأعراق من خلال النقاط والأسئلة التالية:
1. أود أن اسأل "العالم الجليل" السيد نجيب قحطان الشعبي، ما الضير أن تكون أم السيد باسندوة صومالية إذا كان ما أوردته حقيقة؟ هل سيغير ما تُضيع وقتك فيه من ترهات من أن الرجل له باع طويل في السياسة اليمنية وتقلد عدد من الحقائب الوزارية وهو الآن رئيس المجلس الوطني الذي يمثل الجماهير اليمنية الحرة في ساحات وميادين الحرية التي تنادي بالتخلص من المناطقية والعنصرية والعرقية والنظرة الدونية التي زرعها فيك وفي أمثالك أفراد "الأسرة المالكة" من خلال فتات "الإعاشة الرئاسية" التي كنت تتباكى عليها قبل أسابيع قليلة؟ قد نختلف أو نتفق حول أداء الرجل الوظيفي في تلك المناصب، لكن مسالة أن أمه صومالية،إذا صدقت فيما تقول، لم تمنع قُدرَة الله وقَدرُه من الوصول إلى ما وصل إليه من مكانة ومناصب.
2. يبدو أن الخنوع والذل والانكسار الذي زرعه فيك رأس النظام قد جعلك تتغافل عما يجري حولك من أحداث، وهنا دعني أوجه لك هذا السؤال يا مثقف السُلطة، هل استطاع أي واحد من الشعب الأمريكي الذي عصفت به العنصرية لعدة عقود ولازالت أن يمنع ابن المهاجر الكيني الأصل المسلم من أن يعتلي سلم الحكم في أعظم وأقوى دولة في العالم؟ هل رفض أي أحد من الشعب الأمريكي نتائج الانتخابات وقال لا يمكن أن يقود الولايات المتحدة أسمر ينحدر من أسرة كينية مسلمة مازالت موجودة في كينيا حتى الآن؟ إن من يؤمن بالديمقراطية قولاً وعملاً لا يثير مثل هذه التراهات والسخافات التي تدل على ضحالة فكر وعمى بصر وعدم بصيرة.
3. ماذا تريد أن تبث من سموم حين تقول إن السيد باسندوة ليس حضرمي ولا جنوبي وإنما من زبيد أو من الحجرية؟ هل تريد أن تقول أن أهل زبيد أو الحجرية أقل شاناً من أهل الجنوب الأعزاء يا أيها "المثقف" و"المتنور" و"المتواضع" والصفات الأخرى التي حاولت أن تسقطها على نفسك بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر مقالاتك الثلاثة السابقة حول سيرة باسندوة التي يبدو أنك كنت تبتزه بها لغرض في نفس يعقوب أو تتزلف بها لسيدك حتى تحصل على "الإعاشة الرئاسية" التي أهنت و أذللت نفسك في سبيل الحصول عليها؟ أين ذهبت الكرامة والعزة اللتين تتحدث عنهما والتربية الصالحة التي رباك عليها الرئيس العظيم قحطان الشعبي، الله يرحمه؟ إنه بالتأكيد لا يسره المهانة التي تجلبها لنفسك ولأبناء الجنوب الشرفاء الأعزاء بهذا التسول الرخيص عند سيدك تارة بالترشح الصُوَري للرئاسة وتارة بالكتابات السخيفة في المواقع والصحف الصفراء.
4. ما العيب في أن ينحدر السيد باسندوة من أسرة فقيرة ويربيه شخص غير والده ويحمل اسم أسرة ذلك الرجل الزَبيدي العظيم الذي ربى هذا الرجل إذا كانت المعلومات الخطيرة التي أتحفتنا بها صحيحة في هذا الزمن الخطير الذي تمر به الأمة اليمنية ؟ ألا تعاني أنت من الفقر وملئت الدنيا نعيقاً حين حُجبت عنك "الإعاشة الرئاسة" وذهبت تتسول وتستجدي السيد حسن الشاطر ومعارفك في دار الرئاسة وترسل إليهم المراسيل والوسطاء حسب ما جاء في مقالات البكاء والاستجداء التي نشرتها في الصحف قبل فترة؟ هل أصبح الفقر في نظرك عيباً يا أيها "المثقف" والكاتب "المحترم"؟ عليك أن تعود إلى التأريخ وستقرأ أن أعظم الشخصيات الخالدة كانت تنحدر من أسر وأصول فقيرة ولم تولد وفي فمها ملعقة من ذهب، وما أعظم شخصية في التأريخ، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلا واحد من الأمثلة على الشخصيات التي اتصفت باليتم والفقر ولكن الله سبحانه وتع إلى اختاره أن يكون هادياً للأمة ومعلماً وبشيراً ورسولا. وأنا هنا لا أشبه السيد با سندوة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم أقل أنه ولي ونبي ومن الصالحين وسادس الخلفاء الراشدين كما نسمع هذه الأيام من أنصاف وأشباه الكتاب والمثقفين وعلماء الدين، وإنما جاء التشبيه كمثال على أن الفقر واليتم ليس عيباً وأن الكثير من الفقراء والأيتام غيروا مجرى التأريخ. لذا، كان لزاماً عليك أن تقرأ التأريخ قبل أن تتعب نفسك وتستل يراعك وتنبري لمهاجمة الفقراء يا أيها "المثقف الجهبذ".
هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن أثيرها في هذا السياق، ولكن ربما أن ما ذكرته آنفاً سيكون كافياً ليجعلك تتوقف لحظة وتراجع نفسك وتخوض فيما يفيد الأمة في هذا الظرف العصيب إن كان لديك ما يفيد أصلاً بدلاً من الخوض في هذه المعارك الشخصية التي لا طائل منها. أود أن أبين لك أيضاً أمراً هاماً وهو أني لا أعرف الرجل، السيد باسندوة، إلا من خلال وسائل الإعلام ولم ألتقي به أو أجالسه قط في حياتي، ولا أدافع عنه فهو يعرفك أكثر مني كما قلت في مقالاتك ويعرف كيف يدافع عن نفسه. كما أنني لا أعرفك أنت أيضاً إلا من خلال كتاباتك ومهزلة "الترشح للرئاسة" ولم ألتقي بك أو أجالسك قط في حياتي ولم يخطر على بالي يوماً ما بأني سأعلق -حتى مجرد التعليق- على أفكارك ولكن ما ذكرته اليوم استفزني وبمجرد قراءتي لتراهاتك وسطحية تناولك للأمور في هذا الوقت العصيب بدأت كتابة هذا المقال ولم أتوقف إلا حين أرسلته للنشر. أود أن تعرف ويعرف القارئ الكريم أني أرد على الأفكار السوداء والسخيفة والمقيتة التي تفضلت بها ولا استهدفك لشخصك لأنك لا تعرفني ولا أعرفك بصورة شخصية كما ذكرت سلفاً.
وفي الختام أود أن أقول لك إنك تسيء إلى التأريخ المجيد الذي سطره والدك الرجل العظيم الرئيس الراحل قحطان الشعبي رحمة الله عليه، ولا تختلف من خلال ما تكتب و"ترشحك للرئاسة" عن أبناء الرؤساء العرب الآخرين الذين يمرغون رؤوس أبائهم في التراب ويسيئون أيما إساءة إلى تاريخهم الذي كان بالإمكان أن يضعهم في مصاف عظماء العالم. فإذا كنت فعلاً تحترم تاريخ ونضال والدك، الله يرحمه، فلا تتسول باسمه وقل خيراً أو اصمت. ينبغي أن تبحث لك عن "مهرة" تكسب منها قوت يومك بعرق جبينك وتعيش بعزة وكرامة أنت وأولادك إن كان لك أولاد ولا تستجدي الرئاسة أن تدفع لك "الإعاشة" أو تكتب هذه المقالات الرخيصة التي تسيء إليك وإلى تأريخ الرجل الذي أنجبك وتاريخ كل الشرفاء الأحرار في جنوب الوطن، وتذكر مقولة أن الفتى من يقول هاأنذا، وليس الفتى من يقول كان أبي. أما بالنسبة للسيد باسندوة فلا تستعجل عليه، فهو الآن في المحك وتحت المجهر وسيُحكم عليه من خلال مهمته الجديدة إن كان يستحق ما وصل إليه من عزٍ أو جاهٍ أو مكانةٍ أو أنه لا يستحق شيء من ذلك وسيضعه الناس في المكانة التي تليق به في حينه، والله من وراء القصد.