آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

توكل كرمان

"أهدى هذه الجائزة إلى الشهداء ولكل شباب الثورات العربية وكل شباب الربيع العربى، بهذه الكلمات تحدثت توكل كرمان عقب إعلان فوزها بجائزة نوبل للسلام للعام 2011..

وقالت أيضا إن منحها هذه الجائزة يعتبر بمثابة تكريم للمرأة اليمنية والعربية والمسلمة، وهذا اعتراف كبير وإنصاف عادل لدور المرأة العربية في الحراك السياسى ودورها الفعال في الإصلاح والتغيير للأفضل، وقد فازت كرمان بالجائزة إلى جانب رئيسة ليبيريا الين جونسون والمناضلة من أجل السلام الليبيرية ليما غبوبى.

وتعد توكل كرمان بذلك أول عربية تحصل على هذه الجائزة وهى أديبة وشاعرة ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود وهى ابنة القيادى الإخوانى ووزير الشئون القانونية الأسبق في اليمن عبد السلام كرمان، وهى عضو مجلس شورى التجمع اليمنى للإصلاح الذى يمثل تيار الإخوان المسلمين.. وبالرغم من أنها تبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاما إلا أن حياتها مليئة بالنضال كناشطة سياسية تقود المظاهرات والاعتصامات وتم اعتقالها في الثالث والعشرين من يناير 2011، ولكن السلطات اليمنية سرعان ما أفرجت عنها بعد أن أثار القبض عليها موجة من الاحتجاجات.

توكل كرمان نموذج للمرأة العربية المسلمة التى تنادى بالتغيير السلمى ويحمل فوزها بالجائزة عدة دلالات أهمها:
أولا: كان إعلان فوزها بالجائزة يوم فرح لا يقدر لثوار اليمن وسوريا وليبيا ومصر وتونس وسائر البلدان العربية التى تسعى نحو التغيير.. هذه المرأة أذهلت العالم وأسعدت الشعوب العربية، وفى نفس الوقت ذرعت الخوف والرعب في وجه نظام صالح وأعوانه.

ثانيا: هى نموذج للمرأة والأم والأخت والزوجة والابنة في صلاحها صلاح للمجتمع وفى فشلها فشل للمجتمع أرادت أن تقول لنا إن النساء لا تقل عن الرجال بل تفوق الكثيرين منهم.

ثالثا: يعتبر فوزها بالجائزة اعترافا من الغرب بوجود نساء مسلمات عربيات يطالبن بحقوقهن بأسلوب حضارى سلمى وأن المرأة العربية تملك مقومات التقدم والرقى والتحضر.

رابعا يعتبر فوز توكل كرمان تكريما للثورات العربية كلها واعترافا من المجتمع الدولى بأحقية شعوبه في التحرر وبناء مجتمعات على أساس الحرية والعدالة.

خامسا: إن فوز توكل شرف لجائزة نوبل ودفع لها في المسار الصحيح وتكريم للجائزة أكثر منه تكريم لتوكل فكم منحت هذه الجائزة لأناس لا يستحقونها مثل شيمون بيريز.

سادسا: إن فوز توكل كرمان ذات البشرة السمراء التى ترتدى الحجاب وتفتخر به رسالة قوية إلى الدول التى تدعى التحضر والمدنية في أوروبا وفى نفس الوقت تحارب الحجاب الذى يعد رمزا للحب والسلام والحرية وليس رمزا للكراهية كما يدعون.

سابعا: يحمل الفوز دلالة رمزية على زوال حكم الطغاة في بلداننا العربية طالما أن شعوبنا حية أبية تقدم التضحيات والإلهام لشعوب العالم.

مبروك توكل كرمان ومبروك للربيع العربى ولاعزاء للطغاة.

زر الذهاب إلى الأعلى