الفكر والرأي

كل هذا بسبب شخص!

كل هذه الفوضى وكل هذه الدماء وكل هذا الاستخفاف بمصير الوطن والشعب، وكل هذه الأزمة الطاحنة في اليمن التي يكتوي بنارها الجميع في هذا الوطن المكلوم بأناس أصبحوا بلا ضمير وبلا روح ولم يعودوا يمتوا للإنسانية بصلة من أي نوع فأي نوع من المخلوقات انتم يا هؤلاء وعلى رأسكم علي عبد الله صالح الذي ما يزال يكابر ويعاند ويتحدى...

عجيب أمرك يا هذا! ألم تشعر وتدرك بعد بأنك وراء كل هذا الذي يحدث؟ حتى أنت لم تسلم، ولم يتأثر إحساسك لكنك كما يبدوا فقدت الإحساس!! وبأي مبدأ ومثل وقيم تعيش يا رئيس؟

اسمح لي أنت رأس البلاء في هذا الوطن وليس رئيسه، واليوم تجني ويجني الوطن المآسي المتلاحقة، وأنت تتفرج وتناور وتكابر إلى متى؟ ومتى ستشعر انك أصبحت تدعي رئاسة هلامية في هذا الوطن؟ فالشعب هاهو قد تفرق شذر مذر وقسم كبير منه ليس فقط أصبح لا يقبل بك حاكما عليه بل أصبح يكيل لك التهم والشتائم إلى درجة السباب! يا رجل اتق الله في نفسك، وفي وطنك وفي شعبك، واترك لنفسك مكانا لائقا بعد كل هذه السنين والعقود العجاف، لا تصدق من حولك فهم هم الذين أوصلوك إلى هذا الوضع الذي لا تحسد عليه.. هل تفيق من سكرة الجاه والسلطان؟ وتختم حياتك بقرار شجاع يحفظ للوطن ما تبقى من شرايين الحياة.

إذا كنت تنظر إلى من يعارضوك فقط وتكابر وتعاند من أجلهم يكون ربما منطقيا لديك، ولكن دعك من المعارضين ودعك من فلان وعلان انظر لنفسك أي موقع تختاره أمام جماهير الشعب المكلومة وانظر أي تاريخ أسود في آخر أيامك ينتظرك حينما لا تلق بالا لملايين اليمنيين الذين يريدون أن يعيشوا حياة حرة كريمة خالية من كل موروثاتك في الفوضى والفساد الذي أكل الأخضر واليابس بل وحتى أتى على الأحلام وعلى تطلعات أجيال اليمن وشبابها بعد أن فقدوا الأمل وما زالوا يبحثون عن ضوء ربما في نهاية نفق مظلم انت صنعته وأنت هيأت له سبل الحياة والنجاة.
صدقني الشعب يعلم حقيقة انك اليوم لا تجني ثمار أخطائك الفادحة خلال العقود السابقة لوحدك، بل إن الشعب اليمني اليوم بمختلف فئاته وقطاعاته يدفع ثمن فاتورة ليس هو طرف فيها بل هو المتأذي سابقا ولاحقا.. فهل هذا يرضيك وأنت الذي اصمت أجهزة إعلامك آذان الجماهير بالغد الأفضل الذي ظلوا ينتظرونه كل هذه السنين! وأنت أيضا كانت كل المناسبات حبلى بالمشاريع الوهمية والوعود الكاذبة!!
يارجل والله عيب وعيب كبير عليك أن ترضى لنفسك هذا الفشل الذريع في بناء الدولة اليمنية الحديثة والإخفاق الأكبر في بناء الإنسان بل أنت نجحت أتعلم فيم نجحت؟ لقد نجحت في استلاب الضمائر والذمم وتخريب القيم والمثل وانتشار المظالم والمفاسد في كل اتجاه حتى على المستوى الأخلاقي والاجتماعي.. والكشف طويل وطويل بطول الفترة التي تربعت فيها على كرسي الحكم الذي بصراحة كان كبيرا عليك جدا لذلك فشلت، وحاولت تغطية هذا الفشل أن فتحت الباب أمام كل فاسد ودعي واستخدمت العبيد الذين لم ينصحوا ل كاو معك بل لأنهم عبيد كنت تحركهم كأحجار الشطرنج، ولأنك لم تقبل بالأحرار الذين كان يمكن أن يدلوك على طريق الخير وينصحوا لك ولوطنهم! وها أنت ذا ترى بأم عينيك كيف كشفوا كل سوءتك وعوراتك..

والآن الم تدرك بعد انك لم تتلافى أي من أخطائك؟.. حتى رغم كل هذه المحنة القاتلة التي يمر بها الوطن وجميع أبنائه.. وما زالوا ينتظرون تسليمك للسلطة بما يحفظ ما تبقى من ماء وجهك...

يا رجل يكفي تشبثا بسلطة لم تعد موجودة إلا فيما تمتلكه تحت يدك من المال والسلاح، الوطن الذي تدعي رئاسته يتشظى هناك محافظات سقطت والمواطن فيها مكلوم مهزوم حتى على المستوى النفسي.. لو كنت شجاعا حقا لقدمت استقالتك منذ أن سفك دم مواطن واحد وليس بالعشرات! كان يكفيك سببا للاستقالة والتنحي أن ترى ذلك المواطن الذي فقد حياته بالإعدام أمام الناس في مدينة جعار في أبين من قبل عصابات القاعدة يقال انك أنت صانعها.... لا بل كان يكفيك ما قام به هؤلاء الشراذم من قطع أيادي المواطنين الذين تدعي انك رئيسهم..ومسئول عنهم... كفى!

يا رجل أنت تعلم أن البلاد التي تزعم أنها ديمقراطية وتعيش على الشفافية والوضوح في التعامل انه بمجرد إشاعة نعم مجرد إشاعة عن قضية فساد أو انتهاك لحقوق مواطن واحد فقط تقوم الدنيا في ذلك البلد ولا تقعد ويقدم الحاكم استقالته وتستقيل كل السلطات لتلك الإشاعة... نحن اليوم لا نعيش مجرد إشاعات نحن اليوم نعيش حقائق ومآسي تهتز لها الجبال وانتهاكات يهتز لها عرش الرحمن.. وأنت بارد ولا كأن في البلسة بلس..!!!

يارجل اتق الله واختم عمرك وتاريخك الأسود بلحظة بيضاء لعلها تظل نقطة بيضاء في سجل أقل ما يقال عنه انه ظلوم ظلوم، ولن تستطيع اتخاذ مثل هذا القرار الشجاع إلا إذا نظرت بعيدا وليس عند قدميك فهل تفعل قبل فوات الأوان، وقبل الوقت الضائع.. نحن لا نستجديك لكن التاريخ لا يرحم، وقد يتجاوزك الزمن فهل تفهم وتعقل وتفهم؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى