[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الصبر اليمني وعمارة (لا حول ولا قوة إلا بالله)!

أطول عمارة في شارع الزبيري سماها صاحبها عمارة "لا إله إلا الله" وأصبح اسمها بعد القصف عمارة "لا حول ولا قوة إلا بالله". ... أما مطعم كنتاكي فقد أصبح مطعم "كُن باكي".

شعب بأكمله يقف في صالة الانتظار منذ "8" أشهر وقد طفح المتحاربون وبرطمت دول الخليج وطننت الأمم المتحدة...إلخ.

جمال بن عمر ارتفع له الضغط إلى "500" والزياني قدوه "معضل" من السيرة والجية، وبان كي مون جاله "سُكري".

الصحف هدرت هدرت حتى بُح صوتها ثم توقف معظمها بسبب الأزمة المالية وظروف البلد والقنوات التلفزيونية جننت وتجننت وشبكت واشتبكت وشعلت واشتعلت حتى تصاعد البخار من التلفزيونات ومع ذلك لم تشتعل النار بين اليمني وأخيه.

أما المحللون السياسيون فقد حللوا وطلقوا وتفسروا وتوقعوا واعتقدوا وجزموا وتنبأوا حتى أصبح المحلل السياسي يسألوه "ما توقعاتك هل بدأ صبر اليمنيون ينفد؟"، فيقول: المؤكد أن هؤلاء القوم يمتلكون أكبر احتياطي للصبر في العالم.

كل هذا وشعبنا صابر ينطبق عليه المثل "حكة بظهر جمل"، يصبر على ظروف طاحنة، أتحدى أي شعب في العالم يصبر عليها أسبوع واحد.. ما هذا يا ترى هل هي حكمة يمانية؟! أم تخديرة سليمانية؟!.

كنت أقول إن اليمن كالسخان الكهربائي الأوتوماتيكي عندما يصل إلى أعلى درجة حرارة وغليان يتوقف ويكيف نفسه ببرودة.

أو ربما نحن مثل القلابات "مفردها قلاب- سيارة نقل تستخدم غالباً لنقل الأحجار" نتحمل ما لا طاقة لنا به من الهموم والغموم والواقع المزري والظلم والحراف المدقع والظلام الأشد في العالم والحروب والفجائع والأزمات وعندما تأتي ساعة القات ننفل القلابات "نفرغها".

أو ربما لأننا وبلا فخر أول من اخترع نظرية "يومي عيدي".

رغم كل ما قلناه وسنقوله فإن المؤكد هو أن من يلمس معاناة اليمنيين بشكل يومي عن قرب يدرك أن هذا البلد ظاهرة محيرة للعالم، ليس فقط بصبره، بل لأنه يعيش ذاتياً ومعتمد على نفسه في كل شيء تقريباً، نحن فعلاً نعيش فيه هذا البلد بالبركة.

إن هذا الشعب الصابر بسيط وتلقائي ومظلوم إلى درجة تجعلك تهتف بأعلى صوتك "يا ويل من ظلمه.. يا ويل من ظلمه".
وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيراً بالعباد.. حسبنا الله ونعم الوكيل

زر الذهاب إلى الأعلى