كنتُ أعشمُ (نفسي) ومعي (كثيرون) من أبناء هذا الوطن الباكي الحزين ، ان الخطاب (العيدي) للاخ رئيس نظام صنعاء والذي ألقاهُ بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك ، سيكون أفضل من الخطابات التي سمعناها في مناسبات سابقة ، تلت مرحلة ما بعد ثورة شباب اليمن!
ولكنه –أي صالح- ما زال متمسكا بوهم القدرة على السيطرة الميدانية والاعلامية على ثورة (شباب) أصروا على مواصلة النضال السلمي ، والزحف (الواعي والمنظم) حتى اقتلاع آخر جذور التسلط الهمجي لبقايا نظامه المنهار لا محالة!
ذلك ما بدى لنا كمتابعين !
علي عبدالله صالح –للاسف- لم يتعظ من الدرس المصري ولا التونسي ولا الليبي ، وسيظل يترنح ويتخبط في خطاباته حتى يلقى نفس مصير (أقرانه) وهو الذي لا أتمناهُ –شخصيا- له، انطلاقا من جوانب إنسانية (محظة) !
خطابُ (صالح) الأخير لم يأت بجديد ، فهو إلى حد كبير، شبيه من حيث نبرة التحدي لما سبقه ، من خطابات ، ولا ادري لماذا –هذا الرئيس- لا يزال مصرّا على ان تكون خاتمته سيئة !!..
هل لأنه يعتقدُ انه على حق ، فيما يقول ويصرح وان الاخرين هم على ضلالة ، كما يصور له ذلك ، إعلامهُ البائس (المتخبط) ، الفاقد لأبسط معايير (الاخلاق) المهنية الحقة؟
كنتُ اعتقدُ قبل سماعي لخطاب (صالح) انه سيعلنُ بهذه المناسبة الدينية العزيزة ، إعتزالة العمل (السياسي) كما يفعل لاعبو كرة القدم في ملاعبهم!
فالاعتزال السياسي ، لا يقدمُ عليه ، إلا الرؤساءُ الشجعانُ الذين يقرّونَ ويعترفون بإخطائهم ، وبأنهم وصلوا إلى مرحلة (الانسداد) مع شعوبهم ، وأنهم باتوا غير قادرين على تحقيق ما تتطلعُ اليه هذه الشعوب ، التوَّاقة لحياة حرة كريمة!
طالما و(صالح) يعلمُ أنَّ العالم كله ، اصبح يدرك وعلى دراية كاملة ، بكل اساليبه الالتوائية وخداعه للرأيين المحلي والخارجي ، عبر تضليله بخطابات مفضوحة المعاني وسيئة المقاصد سلفا !
طالما هو كذلك ، فلماذا لا يعلنها بشجاعة وفي هذه المناسبة (العيدية) المباركة ، ويؤكدُ تنحيه (عن صدق نية وعزم) عن الحكم ، بدون شرط أو قيد ، ويسلم المتورطين في قتل شباب الثورة إلى محكمة الجنايات الدولية !..ولا يستثني نفسه من ذلك!
هنا سيدخل (صالح) التاريخ ، من أوسع ابوابه ، وسيزيلُ عنا الاعتقاد ، بأنه رجلٌ غير (صالح)!
وحتى لا يلحق (اقرانه) ليخرج من التاريخ من اضيق ابوابه!
سلامات ايها ((اللواء)) الهمام!
سبق لي ، في مقالات ، كتبتها ونشرت في مواقع اخبارية عديدة ، ان اكدت بأن اللواء علي محسن الاحمر لن تتركه ايادي الغدر ، وستظل تلاحقه وتتبع اثره ، حتى تنال من حياته عبر اساليبها (القديمة) المعهودة في تصفية الخصوم السياسيين .. وبالذات اولئك الذين يتمتعون بحضور جماهيري واسع ، ورضا واستحسان منقطعي النظير ، من قبل من يعرفهم أو احيط بهم علما!
فمحاولة اغتياله -التي لن تكون الاخيرة-عشية ليلة الاضحى المبارك ، ما هي الا جرسُ انذار له ولكل محبيه ، بأن يحتاطوا وان يشددوا الحراسات في محيط سكنه واقامته..
فيكفي الوطن مآسي قتل الشرفاء التي كانت عبارة -ولا تزال- عن وصمة عار ، في جبين نظام الف القتل والملاحقة ضد من يخالفه مزاجه التسلطي الارعن!
فسلامات ..سلامات يا بن (محسن) الاحمر.. أيها القائد الهمام!