[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ماذا سيقول بن عمر؟!

منذ أكثر من شهر، قبل أن يغادر السيد جمال بن عمر المبعوث الخاص بالأمين العام للأمم المتحدة لليمن إلى نيويورك، أبدى انبهاره من شدة الصبر والتحمل الذي يتمتع به اليمنيون، حينها كانت الكهرباء تزورنا ست إلى ثمان ساعات في اليوم وكانت دائرة المواجهات بين قوات النظام وأنصار الزعيم القبلي الشيخ الأحمر محدودة وكانت أيضاً القذائف العشوائية في بعض الأحيان تخطئ أهدافها وتوقع عدداً من الضحايا المدنيين الآمنين في مساكنهم، ممن ليس لهم علاقة بالسلطة أو المعارضة ولا حتى ثورة الشباب، وليس لهم ذنب سوى أنهم مواطنون يمنيون ليس لهم أي قيمة عند هذا النظام الذي يدافع عن البقاء في الكرسي وإن كلفه ذلك حياة خمسة وعشرين مليوناً محسوبين على الإنسانية أنهم بشر أسوياء.

اليوم يا ترى ماذا سيقول السيد جمال بن عمر عندما يأتي لزيارة اليمن والكهرباء لم تعد تزور ساكني صنعاء في مختلف الأحياء باستثناء الحي المحيط بالسفارة الأميركية سوى ساعة أو ساعة ونصف في اليوم والليلة؟! مع العلم أنها تأتي بعد صلاة الفجر أي والناس نيام؟ ويا ترى ماذا سيقول السيد/ بن عمر حين يعلم أن دائرة قصف قوات النظام للأحياء السكنية في صنعاء وتعز وأرحب ونهم قد توسع مداه لدرجة جنونية حتى بات سكان هاتين المحافظتين وهاتين المديريتين يعيشون في حالة رعب طول اليوم وبات الواحد منهم يخرج من منزله ولا يدري هل سيعود إلى منزله وهو بخير أم ستتلقفه قذيفة من العيار الثقيل وقعت وسط سوق مزدحم بالبشر ليكون أحد ضحاياها.. ولا يعرف أيضاً هل سيعود إلى منزله وأفراد أسرته مازالوا على قيد الحياة أم أصبحوا ضحايا قصف هستيري لم يعد يفرق بين المدني والمسلح بشيء؟!، المهم أن هذا النظام باقٍ على كرسي الحكم حتى بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم "2014 الخاص باليمن.

يا الله كم نحن اليمنيون رخيصون ولا نساوي شيئاً لدى هذا النظام ولا حتى حشرات، شهران ونحن بدون كهرباء ويخرج بعدها المسؤول الأول عن هذه الخدمة ليقول لنا إن وزارته تواجه أزمة مالية حادة قد تدفعهم إلى عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين في وزارته، متناسياً شعباً بأكمله لم يعد يرى الكهرباء إلا كما يقول إخواننا المصريون ك"خيال مأته"!!..

يا ترى ماذا سيصدر السيد بن عمر في تقريره القادم حين يعرف بأن سكان تعز وصنعاء وأرحب ونهم وغيرها من المحافظات اليمنية وساحات التغيير والحرية باتت تقصف وتستهدف من قبل قوات النظام بمختلف أنواع الأسلحة؟ ماذا سيقول السيد بن عمر حين يعرف أن أمة الله غنيهم والفقير فرحون بحلول عيد الأضحى، في حين أن اليمن تستقبل هذه المناسبة الدينية العظيمة وكل جسد الوطن مثخن بالجراح بسبب شخص وظف كل مقدرات وإمكانيات البلد ضد شعب خرج ينشد أروع ألحان الكرامة والحرية والديمقراطية بسلام، فقابل النظام ذلك النشيد الرائع بأصوات المدافع والدبابات وأزيز الطائرات الحربية، كيما يبقى الزعيم الملهم في كرسيه..

قطعاً سيأتي بن عمر إلى اليمن ولن يقول لنا كل عام وأنتم بخير، وإنما سيقول لنا كل عام وأنتم واليمن بدون النظام الغير صالح إلا لتقديم الشعب أضاحي في محراب حكم هالك لا محالة.. النصر للثورة والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والعيد أحلى للثوار.

* مرايا

في خطوة استغرب لها الكثير، خرج مجموعة من الناس للتظاهر يوم الجمعة في سايلة صنعاء، وقالوا إنهم الفئة الصامتة..

طبعاً خرجت حاملة شعار "إرحلوا جميعاً" والكلام الذي كرره الأخ الرئيس الذي طلب من جميع معارضيه وفي مقدمتهم اللواء الركن علي محسن الأحمر مغادرة البلاد معه.. لذا عرفت من هذا الشعار أن هؤلاء مع احترامي لمن خرج و"حرق شمس وتعّب نفسه" أن هؤلاء ليسوا الفئة الصامتة.

من هنا أقول إذا كان هناك من فئة صامته فالأولى أن تخرج تطالب في بحقها للحصول على الكهرباء والماء من هذه السلطة فإن لم تستطع هذه السلطة توفير أبسط مقومات الحياة لهذا الشعب، فعليها أن ترحل وهذا هو الطبيعي جداً حتى وإن كان النظام يعتبر هذا الشعب العظيم مجرد نازحين، أو قطيعاً يسلط عليها حرابه إن شاء، ويوصله حد الغرغرة حين يخرج يطالب بأبسط حقوقه.

زر الذهاب إلى الأعلى