وزع الحوثيون الليلة على الايميلات وصفحات فيسبوك ما أسموه توضيحا حول حصارهم لدماج صعدة شمال اليمن، محاولين تبرير اعتداءاتهم على طلاب دار الحديث السلفيين بأنهم يقفون مع النظام، مستدلين برسالة قالوا إن الشيخ الحجوري بعثها للشيخ علي مقصع والعميد طارق محمد عبدالله صالح.. وبغض النظر عن صحة هذه الرسالة دعونا نستعرض توضيح الحوثيين كاملا، ثم الرد عليه بنقاط مقتضبة:
توضيح الحوثيين:
"كما هو معلوم فان مركز دماج السلفي في محافظة صعدة المدعوم من النظام السعودي ماديا والذي يدعم نظام علي صالح ويعطيه الشرعية الدينية في التمسك بالسلطة من خلال علماء المركز الموجودين على كل القنوات التابعة للنظام المتبنيين فكرة طاعة ولي الأمر الظالم.
وكما هو معلوم فقد شارك المركز النظام في بعض الحروب الظالمة التي قامت على أبناء صعده ببعض الأجانب من طلاب المركز وبعد ان انتصر المظلومون في صعده على النظام وكان هذا الانتصار هو الطليعة الاولى للثورة اليمنية القائمة, وبعد سيطرت الإخوة الحوثيين على المرافق العامة للمحافظة قاموا بتسليمها للمجلس المحلي في المحافظة كنموذج يحتذا به للدولة المدنية المنشودة ,وقد استمر مركز دماج بتدريس منهجه الذي يعادي الفكر الزيدي ويكفر من يخالفه الرأي ولم يتعرض ابناء المركز لأي مضايقات بالرغم من مساندة علماء المركز لنظام صالح , وقبيل ايام قام المسئولون على المركز باستحداث نقاط أمنية والتمترس في مناطق مرتفعة واستقبال مجاميع من عدة مناطق وتسليحهم مما أثار حفيظة أبناء المنطقة لتخوفهم ان تتحول منطقتهم إلى مصدرة للجماعات المسلحة التي تنقلب على الثورة وتساند النظام بحكم التوجه المعلن لمشرفي مركز دماج المساند للنظام مما اضطر الإخوة الحوثيين إلى مخاطبة مشرفي المركز بان مثل هذه التحركات تثير القلق وتدخل في حينه محافظ المحافظة كوسيط طالبا من مشرفي المركز وقف مثل هذه الأعمال وان يلتزموا بحقوقهم وواجباتهم وبان لهم الحق في التدريس واستقطاب الراغبين للفكر ولكن ليس من حقهم التحرك الأمني المشبوهة في مثل هذا الظرف ولكن وبالاتفاق كما يبدو مع النظامين السعودي واليمني (مرفق لكم رسالة من الحجوري إلى طارق محمد عبد الله صالح) لم يستجب مشرفوا المركز وإنما حركوا أبواقهم الإعلامية للنحيب بأنهم محاصرون من الدواء والغذاء والحج وهذا كلام عاري من الصحة والمؤسف ان كثير من الثوار المنتسبين لأهل السنة يدافعون عنهم ويتبنون محاربة الحوثيين إجحافا ويختلقون القصص والافتراءات متنكرين للحقائق وغير مهتمين بها
وعليه:-
يجب على الشرفاء من أبناء الوطن أفرادا وقوى وأحزاب النزول إلى محافظة صعدة والتحري وكشف الحقائق ووقف مثل هذه الهجمة الهمجية على شريحة كبيرة من الثوار والتي تخدم بقايا النظام وعلمائه ونحمل الجميع المسؤولية الدينية والتاريخية في التحري وتعقب الحقائق قبل إلصاق التهم بالآخرين مالم فأنهم من حيث لا يدرون يشبهون نظام علي صالح في خصومته الفكرية مع الأخريين." انتهى.
الرد على توضيحهم:
أولا: وقوف جماعة دماج مع النظام لا يبرر بأي حال الاعتداء عليهم ومحاصرتهم.. ووقوفهم معه مسألة لها تأصيلها لديهم، ومعروف انهم مع عدم الخروج على "ولي الامر" ولو سلميا. وهذا أمر يخصهم.
ثانيا: يحاول الحوثيون دغدغة عواطف انصار الثورة بهذا التوضيح ظانين ان الساحات لازالت تعتقد ان الحوثيين جزء من الثورة، متجاهلين ان الحوثي ووقوفه مع النظام سياسيا وعسكريا امر لم يعد يخفى على أحد. خصوصا بعد اشتراك قناصتهم في ارحب وشارع هائل، وابتداعهم مؤخرا ثورة السائلة، وشواهد أكبر من أن تحصى.
ثالثا: التركيز على قصة دماج، لن يصرف الانظار عن جرائم الحوثيين التي يرتكبونها مؤخرا في محافظة حجة وآخرها اليوم في منطقة عاهم. والثورة التي اراد الحوثيون بها كسب شرعية سياسية للتهرب من جرائم القتل ضد ابناء صعدة وكذا وضعهم غير القانوني كتنظيم مسلح، هذه الثورة أربكت حساباتهم وأوقعهم الله في شر فعلهم فراحوا يطعنونها من الخلف ولا يزالون وفضحوا أنفسهم.. والله لا يهدي كيد الخائنين.