في حال نجاح التوقيع على المبادرة اليوم أو غدا أو بعد غد.. سيثار لدى البعض قضية الشهداء والدماء والتضحيات والضمانة... ورأينا أن ثمن دماء الشهداء هو انتزاع الملك من صالح وعائلته. وهو أمر ليس باليسير. قياسا بحجم الترتيبات التي اتخذوها لضمان توريث الحكم وتأبيد الفوضى في اليمن.
لن تذهب التضحيات هدرا اذا بني يمن جديد قوي. والتوقيع في تقديرنا هو لمنع المزيد من التضحيات ولجعل القادم الجميل بإذن الله خاليا من المواجع والثارات. على أنه لا التوقيع ولا غيره يمنع أسر الشهداء من المطالبة.. لكنه بطبيعة الحال، يلزم الموقعين عليه ألا يتزعموا هذه المطالبة.
وفي هذا السياق يجدر بنا الاشادة بتعامل اللقاء المشترك مع الأحداث. إذ لم يكن مطلوبا منهم في هذا الظرف، أكثر من أن يظهروا على قدر من التصرف المسؤول لأن هذا هو ما سيجعل القلوب القلقة في الداخل والخارج تطمئن لحدوث التغيير ولا تخشى ما بعده. ولا تقف عائقا في طريقه.
الحماس السائد في الساحات قد يحول بشكل مبرَّر دون إدراك حجم هذه الحقيقة، لكن خصوم التغيير وكذا الواقفين على محطة الأعراف هم الآن معجبون حقا بهذا الأداء الهادئ الفعال.
وخلاصة القول إن التغيير في اليمن سيكون ناجزا عند انتزاع آخر ذرة من حظوظ النفس. وليكن واضحا أن التاريخ مثلما لن يرحم الرئيس علي عبدالله صالح؛ فإنه في المقابل لن يظلمه، ولن يتِره حقه.
تحية للشباب الذين أعطوا للأحلام وزنا، وللأحزاب دورا،.. ونسأل الله سبحانه أن أن يلهمنا الصواب، وأن يختم لنا بخير، إنه سميع مجيب.