(1) في الشام واليمن حرب ضروس يقودها الرئيس بشار الاسد في سورية وعلي عبد الله صالح في اليمن تحت ذريعة المحافظة على الامن والسيادة والاستقرار والوحدة الوطنية ومحاربة الارهاب. الاول يقول ان بلاده سورية تتعرض لمؤامرة صهيونية امبريالية بتواطؤ عربي تقودة الجامعة العربية وان هناك عصابات مسلحة ومرتزقة تمولهم جهات اجنبية للعبث بامن سورية واستقرارها وان المبادرات العربية لم تعط فرصة للنظام للتعامل مع الاحداث. يقول قادة النظام في دمشق وانصارهم من اهل القلم في سورية وبعض الدول العربية ان الهجمة على سورية ظالمة لانها الدولة العربية التي تقف في صف المقاومة والممانعة لكل مخططات الامبريالية الصهيو اوربية وتواطؤ ودول الموالاة العربية مع تلك المخططات.
يقيني بان معظم حكامنا العرب لم يتعلموا من دروس الازمات التاريخية، انهم لم يتعلموا من التاريخ لانهم لم يسمحوا بتدريس التاريخ بطريقة علمية واكتفوا بتاريخ اسرهم ومدد حكمهم وتاريخ قمعهم لمطالب الشعب في اوطانهم. كلنا نعرف مكانة سورية التاريخية واهمية موقعها الجغرافي، ونعرف اطماع الغير في الهيمنة على دمشق وبغداد والقاهرة. لكن هل يعرف النظام السياسي الحاكم في دمشق حق المعرفة بان الهجمة على سورية الدور والتاريخ والمكانة ان المواجهه مع كل هذه القوى ستكون غير متكافئة وان الخاسر الاكبر الشعب السوري العظيم وكل ما بناه. هل تعلم النظام السياسي في دمشق مما حل بالعراق الشقيق وما حل بليبيا والصومال ويوغسلافيا من دمار ودماء وتفكيك، اسباب ذلك تعود إلى الثقة غير الواقعية بالنفس وبقوة قبضة النظام على مقاليد الامور وانه يستطيع اخراج الملايين إلى الشوارع للهتاف لبقاء النظام وسقوط كل دعاة التغيير، ومن الاسباب ايضا حب التمسك بالسلطة من البداية حتى القبر، ولن يقبلوا بتداول السلطة ولو اصبح الوطن مدمرا عن بكرة ابيه يبد النظام وغيره من المتربصين بامتنا العربية.
كيف يمكن انقاذ سورية الحبيبة من دمار قادم لا شك فيه؟ الرأي عندي ان يسلم الرئيس بشار الاسد رئاسة الدولة إلى نائبه السيد فاروق الشرع، ويسلم مهام الحزب إلى نائبه السيد محمد بخيتان ويتوارى عن الانظار، على ان يتولى نائبا الرئيس حل الاجهزة الامنية الطائفية، وسحب كل المظاهر المسلحة من الشوارع والارياف، وتشكيل وحدة امنية مستقلة من شرفاء الحزب والجيش والمعارضة لتتولى المحافظة على الامن الداخلي، اجراء اصلاح فوري لجهاز الاعلام بما يتناسب وظروف المرحلة الانتقالية. الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية مكونة من المعارضة بكل فصائلها الداخلية والخارجية ومن شرفاء حزب البعث العربي الاشتراكي. تشكيل محكمة وطنية مستقلة من قضاة مشهود لهم بالنزاهة والامانة ليتولوا محاكمة كل من اتهم بارتكاب جرائم ضد الشعب السوري في ثورته / انتفاضته المباركة ضد النظام المتهم بالفساد والاستبداد والعابث بالمال العام.
بهذه الاجراءات نستطيع افشال المؤامرة الخارجية على سورية، وقطع دابر 'العصابات المسلحة' التي يقول بها النظام السوري، فهل يفعل بشار الاسد ويترك السلطة حماية لسورية وسيادتها ووحدة اراضيها؟
( 2 ) اما اليمن الشقيق فانه لم يعش حالة في تاريخه الطويل اسوأ من حاله اليوم تحت حكم علي عبد الله صالح، انه يقود البلاد إلى كارثة سياسية واجتماعية انه يقودها نحو الانهيار، الكل يعلم انه لم يعمل طوال حكمه على بناء الدولة اليمنية كما يجب. ويقيني بان المعارضة بكل مكوناتها من الشيوخ والشباب ونساء اليمن الباسلات يعملون جميعا على المحافظة على الدولة من الانهيار لان الرئيس مصر على ان يحكم اليمن ويورثها لنسله والا يدمرها ويفكك وحدتها. هذا الرجل استطاع ان يمرر اكاذيبه على كل القيادات العربية والغربية واستطاع ابتزازهم ماليا تحت ذريعة محاربة الارهاب. يوحي للغرب وللجيران بان اليمن مأوى الارهاب الدولي وانه القادر على التصدي لتنظيم القاعدة وفصائل الارهاب الاخرى وان بقاءه في الحكم هو الضامن لامن واستقرارالجزيرة العربية ودحر الارهاب.
يجمع اهل اليمن العامة والخاصة ان تنظيم القاعدة هناك هو تنظيم وهمي يديره ويموله عبد الله صالح ليبتز به دول الجوار وأمريكا للحصول على المساعدات المالية بذريعة محاربة الارهاب. والغريب ان دول مجلس التعاون ما برحت تصدقه وتطالبه بالتوقيع على مبادرتها التي انتهت صلاحيتها ورفضها الشعب اليمني بالاغلبية المطلقة. غريب ان يقف مجلس التعاون متشددا تجاه النظام السوري ومتراخيا بل استطيع القول حاميا لنظام علي عبد الله صالح من السقوط رغم الجرائم التي ارتكبها طاغية اليمن الحدث. وقد يسلم البلاد للحرس الجمهوري الذي يقوده ابنه.
اخر القول: على مجلس التعاون ان يرفع يده عن حماية نظام االاستبداد والفجور في اليمن والا فانهم شركاء في ابادة الشعب اليمني.