رغم التأخر الطفيف الذي شاب إعلان حكومة الوفاق الوطني في اليمن الناشئة عن توقيع المبادرة المقدمة من دول الخليج والموقعة في العاصمة السعودية الرياض 23 نوفمبر الفائت؛ إلا أن إعلان الحكومة يمثل تقدما حقيقيا باتجاه تنفيذ آلية المبادرة يضاف إلى التقدم المتمثل في اعلان اللجنة العسكرية والامنية بقيادة نائب الرئيس.
واليوم الاربعاء أعلن الفريق هادي عن تشكيل الحومة برئاسة باسندوة وعضوية 34 وزيرا بناء على ترشيح المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه.
وفي قراءة سريعة لتشكيل الحكومة نجد أنها بعمومها تتمتع بقدر لا بأس به من التوازن والتجانس وينتظر منها أن تعمل في ظروف عصيبة مدة 90 يوما ثم عامين تكون اليمن بموجبها خرجت من عنق الزجاجة جراء المعاناة الناجمة عن مضاعفات ثورة التغيير واستعصاء النظام 10 أشهر على نقل السلطة بشكل سلس.
احتفظ المؤتمر بثمانية وزراء من تشكيلته السابقة التي فشلت في الكثير من المجالات، رغم كل الدعوات بتجديد الوجوه ورغم كل التكهنات التي ذهبت إلى ان المؤتمر قد يفاجئ بأسماء جديدة لكن ذلك لم يتم، ولعل لهذا العجز مبرراته بسبب موجة الاستقالات التي شهدها المؤتمر. فقد رأينا كيف كانت خيارات المؤتمر محدودة في الوزارات الموكلة إليه عكس قائمة المشترك التي كان يطرأ للمراقبين خيارات عدة لشغلها كلها مقبول.
ومن خلال قراءة تشكيلة حكومة الوفاق نجد أن المشترك أعطى لشركائه أكثر مما أعطى المؤتمر لحلفائه كما وكيفا. كذلك حوت التشكيلة 3 نساء اثنتان منهن في قائمة المشترك.
يبدو أن المشترك كان موفقا في اختيار وزرائه في قائمته سواء للوزارات الكبيرة أو غيرها. ولعل مثلث صخر الوجيه (المالية) وعبدالقادر قحطان (الداخلية) ومحمد السعدي (التخطيط) سيكون محورا مؤثرا في سيرورة الحومة إضافة إلى أن اختيار النائب علي العمراني لوزارة حساسة كوزارة الاعلام يعد خطوة موفقة هدأت كثيرا من خيبة الاعلاميين الذين كانوا ينتظرون اسناد الوزارة للإعلامي نصر طه مصطفى رئيس وكالة سبأ المستقيل. إلى ذلك فإن ذهاب الكهرباء للدكتور صالح سميع لاقى اسحسانا وتفاؤلا من قبل كثيرين جراء مشكلة الانقطاع الذي شاب الأشهر الماضية. بينما حفلت قائمة المؤتمر بأسماء خالية من أية معايير مهنية أو مؤهلات أو خبرات سابقة كما هو حال وزارة السياحة التي اسندت للدكتور قاسم سلام رئيس حزب البعث. في المقابل يرى مراقبون انه توفق في اسناد بعض الوزارات كما هو حال الصحة والشؤون الاجتماعية اللتين اسندتا للدكتور أحمد قاسم العنسي والدكتورة أمة الرزاق حمد.
يتبقى الان ما هو أهم.. وهو مرحلة العمل التي تتطلب أن ينسى هذا الفريق الوزاري انتماءاته وأن يعمل بروح الفريق الواحد من أجل اليمن، خصوصا وأن رئيس الحومة الاستاذ محمد باسندوة شخصية غير صدامية تتمتع بذهنية مرتبة إلى حد كبير، كما أن توازن الثقل السيادي في قائمتي المؤتمر والمشترك تفرض على كليهما التكامل والتعاون وفي تقديرنا أن ليس أمامهما خيار آخر غير التكامل والنجاح.