يبدو أن "المؤتمر القومي الإسلامي" الذي أنشأته طهران قبل سنوات طوال، قد فعل فعله في بعض إخوتنا القوميين الذين تهافتوا على التذاكر وبدل السفر إلى بيروت وطهران والقاهرة، فلم يعودوا سبّاقين لمباركة أية خطوة تقارب عربي كما كان عهدهم..
بعيدا عن ملاحظات "مُزْمنة" يحملها البعض على السعودية ومجلس التعاون، وبعيدا عن مشاعر الحسد، إن جاز التعبير، التي تصبغ نظرة البعض لنادي الأغنياء، وكذا بعيدا عن العدسات الطائفية التي تعمي عيون البعض، وبعيدا عن كل قريب لا يؤدي إلينا... بعيدا عن كل ذلك فإن الخطوة التي أقدم عليها مجلس التعاون الخليجي بخصوص الانتقال من التعاون إلى الاتحاد هي خطوة تستحق الاشادة والمباركة والتسديد.
أشعر كلما تخيلت أن جيلنا سيرث نفس مشاعر السلبية والخمول والعَتَه التي كانت لدى الجيل السابق، على "شعاراتيته"، في ملف العلاقات بالجوار والأسرة العربية ككل. ويفترض أن ربيع الثورات أعاد إلى الوعي العربي إلى أي حد تبدو الدول الاعضاء في الجامعة العربية وكأنها محافظات في دولة واحدة لها عشرون راية ونشيدا.
إلى ذلك لا تعدم أن ترى من يحاول إفساد التثمين متسائلا عن فائدة اليمن من هذا الاتحاد.. ليس مهما ما ستستفيده اليمن من هذا الاتحاد ولا يجب ان نتحول لمنجمي نحس ونحكم على الخطوة بالفشل والتعثر.. يكفي أولا ان نبارك خطوة كهذه، ويجب ان نشعر اخواننا في الخليج اننا نفرح لفرحهم ونتألم لألمهم أما مجرد العتب من تأخر قبولنا في المجلس فهذه سلبية لا ترقى بنا إلى مراتب الشراكة.
وعودا إلى أصل الموضوع فإننا بانتظار احتفاء لائق ممن يعتبرون أنفسهم التيار القومي تجاه توجه دول الخليج إلى تطوير مجلس التعاون لاتحاد تتفعل معه كافة اتفاقيات التنسيق المتعثرة ويمثل خطوة باتجاه استعادة العمل العربي المشترك الذي افتقدناه طويلا.