آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

د. عبد العزيز الصويغ: انضمام اليمن قوة اقتصادية وسياسية واستراتيجية لمجلس التعاون

لا أضيف جديدا إذا ما أكدت أن الدورة الـ32 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض يومي 24 25 محرم 1433ه كانت قمة استثنائية لقادة دول الخليج بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حتى وإن لم تُعلن أمانة المجلس ذلك بشكل رسمي. فقد كان تبني المجلس لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي دعت إلى الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لتشكل دول المجلس كياناً واحداً يحقق الخير ويدفع الشر، وجعل هذه المبادرة في أولويات الاهتمامات إنجازاً كبيراً لدول المجلس وشعوبه.

* * *
هذه المبادرة لو تم وضعها في مكانها الصحيح واتخذت دول مجلس التعاون الخطوات العملية لتطبيقها ستكون - بإذن الله - نقلة نوعية ليس لمنطقة الخليج وحدها بل وللمنطقة العربية قاطبة. ونعتقد أن النقاط التي وضعها قادة دول المجلس للعمل لتحسين مسيرة التطوير والإصلاح الشامل بدول الخليج، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتطوير التعاون الاقتصادي والأمني والدفاعي بين دول المنطقة، وتعميق الانتماء المشترك لشباب الخليج وتحسين هويته وحماية مكتسباته، ستقود، إذا ما تم تنفيذها على الوجه الصحيح، إلى تحقيق الوحدة الخليجية التي أخرجها الملك عبدالله من مجال الحلم إلى مرحلة الواقع القريب إن شاء الله.
* * *
إن رؤية خادم الحرمين الثاقبة لمستقبل المنطقة تعكس أمل وتطلعات أبناء المنطقة في التكامل والوحدة الفعلية فيما بين دول الخليج العربية، بل والتمهيد لوحدة دول الجزيرة العربية يجتمع فيها إضافة إلى دول التعاون اليمن والعراق، والأردن وحتى سوريا وفلسطين مستقبلاً. وكما أكدت في مقال نشر في الشبكة الليبرالية السعودية في 16 مايو 2011 الماضي،
تتمة ص(20)
«إذا تركنا العراق جانباً نظرا لظروفه الحالية التي لا تساعد ولا حتى على التفكير في إمكانية أن ينشط في تجمع جديد حتى ولو كان العراق قد سبق غيره من الدول العربية في بناء علاقات وثيقة مع دول الخليج العربية قبل غزو صدام حسين للكويت، فإن اليمن حاولت أكثر من مرة الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، وانتهى الأمر بقبول دول مجلس التعاون الخليجي في قمة مسقط ديسمبر2001 انضمام اليمن في بعض مؤسسات المجلس، والمشاركة في النشاطات الرياضية. وأرى في انضمام اليمن قوة اقتصادية وسياسية واستراتيجية للمجلس، وإن على دول المجلس أن تساهم في تعزيز الاقتصاد اليمني وتأهيله كي يحقق معدلات نمو مقاربة للدول الخليجية بحيث يصبح اليمن شريكا مستقبلياً بعد نجاح اليمنيين – إن شاء الله - في تجاوز الأزمة الحالية، وعودة اليمن إلى الاستقرار».
* * *
إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين هي فرصة تاريخية للم الشمل العربي وجمع شتات ليس القوى الخليجية وحدها بل والقوى العربية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وعسكرياً، وإن شاء الله تتحقق كل البنود التي أشار إليها البيان، وأن يُرى تنفيذها عاجلاً، لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة، وليكون اتحاد الخليج العربي نموذجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإستراتيجيا يفتخر به كل عربي، ويصبح نواة لوحدة عربية شاملة من الخليج إلى المحيط.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى