أرشيف الرأي

(الشاطر)..ليس آخر (الفاسدين)!

"طالما بطنك نظيفة ، فلا خوف عليك ، في أي موقع قيادي (عسكري) كان.. أو (مدني)!"

ها هي ثورة التغيير ، تقرعُ باب المؤسسة العسكرية ، وتقتلعُ جذور الفساد والفاسدين فيها، ذلك الذي حذرتُ منه مرارا وتكرارا ، من خلال مقالات سبقت.. ولا ازالُ محسوبا على هذه المؤسسة ، وفي موقع قيادي ، ولكن بدون حقوق ولا صلاحيات! بفعل الفساد الضارب جذوره في اعماق هذه المؤسسة التي اردنا لها ، ان تكون الحصن المنيع والحامي لحياض الوطن ولكن (بعض) قادتها حرفوها عن المسار لتتجه اتجاها مغايراً ، يخدم مصالحهم الدنيوية الانانية .. ولا بأس ان نالهم شيءٌ من العقاب الان.. فذلك من ثمار ثورة الشباب والمظلومين والمقهورين في الارض!

العسكريون في مختلف صنوف القوات المسلحة اليمنية ، يعانون اكثر بكثير من تلك المعاناة التي يتجشمُها اخوانهم في السلك المدني.. وهم موطنون ويحق لهم في الدستور، ان يعبروا عن آرائهم ، بكل حرية ، طالما ويقعون تحت طائلة ذلكمالظلم والقهر والعسف والاعتساف!

وما شهدناهُ –حتى اللحظة- من انتفاضات ، شملت بعض الوحدات العسكرية والامنية ولن يكون آخرها ، ما جرى للاخ العميد علي حسن الشاطر ، في دائرة التوجيه المعنوي الذي انتفض عليه منتسبو الدائرة ، نتيجة (مظالم) مختلفة ارتكبها في حقهم ، وها هو ينال جزءً يسيرا من العقاب الذي يستحقه!

تربطني بالاخ (الشاطر) علاقة زمالة ، تزيد مدتها عن 18 عاما ، ولكني وكواحد ممن وجد نفسه محروما من( بعض) الحقوق ، رغم الشكاوى العديدة ، اجدُ أن الانصاف -هذه المرة- كان مقرونا بطابع الزخم (الثوروي) الهادر الذي سيمتد –لا محالة- إلى بقية الدوائر العسكرية ضمن معسكر (العرضي) وخارجه! ..

فالهموم والمشاكل كثيرة ، ويصعب تعدادُها في هذا المقام ، ويجب ان تتواصل ثورة اليقظة لتستأصل ما تبقى من دوائر الفساد العسكري والمدني على حد سواء!

نعم ، سررتُ جدا للخطوة الاخيرة التي قام بها منسوبو التوجيه المعنوي وتمنيتُ –حينها- ان تتواصل مسيرة اجتثاث الفساد العسكري، لتشمل وحدات اخرى كشؤون الضباط والتأمين الفني والدائرة المالية و..و..

فهل نشهدُ في الايام القليلة القادمة ، انعكاسات ذلك الفعل والزخم (الواعي) الصادر من اخواننا في المؤسسة العسكرية ، ليشمل الجهات المذكورة ، وغير المذكورة ، في هذا السياق؟

اتطلعُ إلى ثورة شاملة (متكاملة) لقلع الفساد في كل وحدة عسكرية لا يزالُ (قادتها) نائمون في العسل !

وارجو ألا يفهم من هذا المقال ، بأنه رد فعل (شخصي) على ما عانيتُ منه من اولئك الفاسدين ، خلال السنوات الثلاث الاخيرة ، بل ارجو ان يفهم في اطار" أن لكل ظلم نهاية"

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

نائب مدير دائرة الرياضة العسكرية لشؤون الصحافة والاعلام

صنعاء في 26/12/2011م

زر الذهاب إلى الأعلى