[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

إيران وقطر ثغرة في جدار الإجماع الدولي تجاه اليمن

انتبهت إلى أن لا أحد يأتي على ذكر إيران في سياق تحليل المسألة اليمنية والعناصر الخارجية المؤثرة فيها. أين تقف هذه الدولة مما يحدث في اليمن؟ من يعرف سياسة إيران تجاه العملية السياسة وجهود الوساطة الدولية التي تقودها الأمم المتحدة؟

هناك اعتقاد شائع بأن القوى الدولية النافذة في اليمن وحدت مساعيها ونجحت في تطوير فهم مشترك للأزمة وظهر شبه إجماع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وكان التصويت بالا...جماع على القرار 2014 في مجلس الأمن والذي يحث الاطراف على انجاز التسوية السياسية المقدمة من دول الخليج في حين أعد مبعوث الامين العام للامم المتحدة خطة زمنية لتنفيذ آلية الانتقال.

في صورة الاجماع الدولي هذه، تلوح بقع داكنة، وأبرز من يمثل هذه البقع المسكونة بالغموض إيران وقطر. ولإيران مساحة تأثير جيوثقافية لا بأس بها في اليمن، وكثيرا ما يشار إلى حركة الحوثي باعتبارها خلية حية تقع على تماس مباشر مع الخصم التقليدي لإيران، أي السعودية بالطبع.

اما قطر، فاكتسبت مجالات تأثير حديثة نسبيا وضيقة. وإلى جانب ما تلعبه قناة الجزيرة القطرية من دور في تحريك الحوداث داخل اليمن، وتشكيل اتجاهات المزاج العام في خطوط منافية للمساعي الخليجية التي انسحبت منها الدوحة، فإن ثمة من يتحدث عن بروز نواة لشبكة رعاية قطرية تشبه شبكات الرعاية التي مصدرها الرياض وتتكون من المشايخ ورجال دين وعسكريين وغيرها.

من الخطأ تجاهل هذين اللاعبين الدوليين لتحقيق درجة مثالية من توازن التأثير الاقليمي. لا ادري كيف ينظران للخطوات التي يقطعها اليمن باتجاه الحل السلمي. لكن رفض الحوثي الانضمام للعملية السياسية، مؤشر استياء إيراني وربما قطري أيضا.

لماذا لا يسعى اللقاء المشترك، والمؤتمر، ومعهما سفراء الدول العظمى ومبعوث امين عام الامم المتحدة، باتجاه اشراك إيران وقطر في جهود الحل السياسي؟ اقترح مثلا ان يرتب الطرفان للقاء مع السفير الإيراني والقطري، لسبر اغوار نوايا بلديهما ودعوتهما للمساهمة في اقناع القوى المحلية القريبة منها، يوقف تحركاتها المعطلة، والانضمام للعملية السياسية مقابل استيعاب ما يمكن استيعابه من شروطها ومخاوفها ومطالبها.

إيران وقطر، ثغرة في جدار الاجماع الدولي تجاه الوضع اليمني. وهذه الثغرة إذا لم تردم ستظل مصدرا لكل ما من شأنه تسميم اجواء السلام وافسادها ربما.

السؤال الذي يخطر ببالي الآن هو: أين تكمن مصلحة إيران بالضبط؟ هل في استقرار اليمن ووحدته أم في اضطرابه وفشل دولته وتمزقها؟

زر الذهاب إلى الأعلى