أرشيف الرأي

الشيخ عبد الله الأحمر.. سنديانة يمانية تزهر ربيعا عربيا

تفتقد امتنا العربية والاسلامية في الذكرى الرابعة لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر ،هذا الهرم الذي غاب عنها في وقت تزداد فيه الحاجة إلى امثاله و إلى حكمته ونباهته.

وفي ربيعنا العربي أقمار سطعت لكن ربيع اليمن ما زال ينتظر رشاد "حكيم اليمن" وصانع رؤسائها وضابط إيقاعها.

عبدالله الاحمر هذا الحبل المتين الذي بغيابه تفاقمت أزمات الوطن الذي ما بخل عليه يوما في نصيحة ولا أدار له يوما ظهره، الذي كنا نجده كلما اشتدت به ظلمات العاديات ظلمة،وكلما عصفت بأرجائه قاهرات الرجال.

الحقيقة اننا كعرب وكمسلمين نفتقدك يا شيخنا،فبغيابك صرنا كشعب فلسطيني كألايتام على مائدة اللئام،فتنكر لنا القريب،واستبد بنا الغريب،وحاصرنا الاعداء من كل حدب وصوب.

الشيخ الاحمر عرفته جمعيات فلسطين وخاصة مؤسسة فلسطين الدولية كمغيث للملهوف ومنجد للمأزوم،وناصر للمظلوم.

بموتك يا شيخنا انقطعت بنا كل الحبال الا حبل الله المتين،وتقطعت بنا السبل الا سبيل كان يوصلنا بك.

لكن عزاءنا بخلفائك وعلى رأسهم ولدك صادق الذي ما تنكب لنا يوما ولا أدار لنا ظهره،وكذلك ولدك حميد الذي ندين له بعد الله بفضل الغوث والعون،وكما أن الأنواء التي عصفت باليمن السعيد كشفت عن معادنهم فكانوا مع وطنهم وأمتهم وثورتهم،لم تستفزهم استفزازات الجهلاء ولم تؤثر في حكمتهم أفعال الاغبياء ولا تواطؤ المتواطئين مع الاعداء فكانوا بلسما ليمننا وشعلة أضاءت ربيعنا العربي الذي ننتظره كي يزهر في فلسطين نصرا وفرحا وتحريرا.

وعزاؤنا ان اليمن وان افتقرت للنفط لتصدره فقد كانت غنية بعطائك يا شيخنا لتصدره وبأعمالك الخيرية لتوردها لذوي الحاجة من ابناء امتنا.

اليوم،في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس،كما في اليمن جبالها ووديانها وهضابها وسهولها،جوها وبحرها،شمالها وجنوبها،نفتقد كثيرا لـ"سنديانة" اليمن الشامخة التي كنا نستظل بظلها كلما ادلهمت بنا الخطوب واجتاحتنا نائبات الدروب وحلت بنا نائحات الغروب.

- اعلامي اردني مقيم في استانبول

زر الذهاب إلى الأعلى