أعتقد أن تعريف المؤتمري بدلالة الولاء للرئيس صالح فقط لن يحول بين المؤتمر وبين الإضمحلال المحتمل.
نرغب حقا في مساعدة المؤتمر على مقاومة أسباب الاندثار، وبودنا لو نتوصل للوصفة الذكية التي من شأنها إبقاء الحزب، الذي نشأ في كنف السلطة ولم يكافح للوصول إليها، قيد الفعل السياسي حاكما ومعارضا. على المؤتمريين أن يتعلموا التماسك والعيش مع غياب الأب المؤسس.
هناك من احتفظ بانتمائه للمؤتمر ولما كان يمثله كسلطة من مصالح وفئات اجتماعية، ليس وفاء لصالح فحسب بل لاعتبارات كثيرة أخرى.
أظن أن شخصا مثل عبدربه منصور هادي ضمانة لا غنى عنه لاستمرار المؤتمر. لكن لا تتوقعوا أن يظهر انحيازه للمؤتمر اثناء توليه الرئاسة بالطريقة التي كان ينحاز بها صالح. هادي جزء من المؤتمر، غير انه ملزم باتخاذ مسافة متساوية من كل الأطراف، وهذا الموقف سيجري تأويله من قبل مراكز وأشخاص في المؤتمر على أنه محاباة للمشترك أو لجهات أخرى وخيانة للمؤتمر وللرئيس. هذا النوع من التفكير هو أحد عوامل فناء المؤتمر، لا تتصرفوا وكأن هادي مرشح للمشترك وحلفائه، توقفوا عن الوقيعة بين صالح وهادي إذا أردتم لحزبكم النجاة.
الامر الآخر، أعيدوا تفعيل مؤسسات الحزب، ووثائقه، وبدأوا عملية طويلة من الهيكلة والبناء التنظيمي تنتهي باعادة تعريف المؤتمري على أساس القضايا الوطنية والأفكار والمبادئ والمصالح العامة التي يؤمن بها ويناضل في سبيلها.
تخلصوا تدريجيا من الصورة التقليدية التي ارتبطت بالمؤتمري داخل اليمن، صورة المحتال والمتطفل واللص والغشاش، وعديم الضمير.
كونك لست حزبا عقائديا ميزة أكثر من كونها نقيصة. فليس بالضرورة لكي تكون مؤتمريا ان تتمايز عن المجتمع وتكون لك انماط معيشة معينة وازياء وطباع شخصية مختلفة، الاحزاب الحديثة هي خيارات سياسية واجتماعية واحيانا تحالفات انتخابية لا أكثر، يمكن الانتقال منها وإليها دون أن يدمغك الانتماء إليها بصفات تلتصق بك إلى مماتك.
يفترق الحزب الديمقراطي عن الحزب الجمهوري في قضايا مثل الاحتباس الحراري ونسبة الضرائب وقانون التأمين الصحي، والاجهاض، وأشياء من هذا القبيل.
شخصيا أتمنى ألا يختفي المؤتمر من الساحة اليمنية، ليس من أجله ولكن تفاديا لأضرار الفراغ الذي سترتب على غيابه، وطبيعة الاستقطاب الذي سيحل محله.