[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

عن إمارة..إسمُها (أبين)!

لم اصدق الاخبار التي ترد من (زنجبار)!..كنتُ اعتقدُ انها عبارة عن تضخيم ومبالغة.. ومعلومات غير دقيقة! ..وكنتُ ارى فيها –أي تلك الاخبار- تحويل للانظار ، عما يجري في ساحات وميادين اخرى (محتقنة) بفعل ما يُسمى ب (ثورة الشباب)!

ولكني اضطررتُ إلى تصديقها ، بعد ان أتاني زميلٌ عزيز ، زار ابين ، وشاهد بأم عينيه ، هول وجسامة الدمار الذي لحق بجعار وزنجبار ، مؤكدا صحة ما يُقال ، عن تحول العاصمة الابينية زنجبار إلى امارة (اسلامية) والاسلام منها براء!

كتبت صحيفة (الاولى) الاهلية المستقلة ، في عددها الصادر يومنا هذا الاثنين 16/1/2012م ما مفادهُ ان ابين صارت ملكا للمسلحين القبليين ، وان الدولة غائبة ، ولا أثر لها ، مما يجري وان اهل زنجبار وجعار، قد هجروا بيوتهم المهدمة بفعل العنف المفرط في استخدام القوة المسلحة ، وباتوا خارج محافظتهم ، موزعين على شكل جماعات نازحة ، تتخذ من مدارس الحكومة في عدن ولحج ، ملاذا امنا لهم!

هنا تسآءلتُ والحيرة تلفني من كل جانب : ما ذنب الاطفال حتى يحرموا من التعليم والسكن الآمن النظيف في ديارهم؟

ومن المسؤول عن تحول ابين إلى وكر لعصابات القتل المباح التي وجدت من ابين بؤرة لانطلاقها اللاحق إلى (بعض) محافظات الجنوب الاخرى ، تنفيذا لبنود (اجندة) اصحاب الشأن في (المركز)!ٍ

فإذا ما سلمنا –اليوم- بسقوط ابين في ايدي عصابات تطلقُ على نفسها مسمى (القاعدة)؟ ..وقرينا ان القادم ، سيكون اسوأ من الحاضر ، وان الجنوب في طريقه إلى السقوط محافظة تلو اخرى ، في مستنقع (ارهاب) قادم من (مركز) البلاد!

..وإذا ..وإذا..هنا ينبغي على كل ابناء الجنوب ، ان ينتفضوا في محافظاتهم ، وفي آن واحد ليعلنوا رفضهم هذا العبث الذي طالهم وطال سكينتهم ، تحت يافطة (الارهاب القاعدي)! الذي لا يعرفون له مثيلا ، إلا هذه الايام التي تزحفُ فيها البلاد إلى مستقبل (مجهول) وبصورة تثير الاعجاب والاستغراب والذهول!

إن القتل وسفك الدماء البريئة ، تحت مبرر الدفاع عن الشريعة الاسلامية الذي أتت به تلك الجماعات ، الموغلة في الاجرام ، امرٌ لا ينبغي السكوت عليه ، وعلى كافة ألوية ووحدات قواتنا المسلحة ، ان تتصدى بقوة ، وبلا هوادة لتلك الجماعات المارقة ، وتنظفها من ابين ومن بعض مناطق اليمن عامة .. والا تنتظر حتى يأتي اليوم الذي تتحولُ فيه كل عواصم الجنوب إلى بؤر ملتهبة ، تحت قبضة السفاحين والجلادين الجدد!

وكضابط في القوات المسلحة اليمنية فأني اعلن استنكاري وغضبي الشديد لمحاولات جر الجنوب إلى مستنقع (الارهاب) تحت أي مسمى!

نعلم ان الجماعات المسلحة التي تصول وتجول في محافظة ابين انها تستلم توجيهاتها من اماكن بعينها في (المركز) وان على (المركز) ان يرفع يده عن الجنوب واهل الجنوب قبل ان يعلن الجنوبيون يوما ينهون فيه كل المهازل المرتكبة في حقهم وحقوق مناطقهم المنهوبة!

لن يستمر السكوت طويلا واني ارى اقتراب ودنو يوم الحسم النهائي لظاهرة الارهاب المصدر إلى الجنوب!

وعلى الخيرين من اهلنا واخواننا في محافظات الشمال ان يقفوا الان وقفة رجل واحد مع اخوانهم في الجنوب ان كانوا فعلا صادقين في اقوالهم وافعالهم اتجاه قضية الجنوب والبحث عن الحلول والمعالجات المنطقية لها!

لا..لن نرضى لأبين أو غير ابين ان تتحول إلى مطية ولعبة (سياسية) قذرة في ايدي (الغير)!

زر الذهاب إلى الأعلى