من العرف عند تكرر الشيء نطلق عليه مسلسلا, ونقول مثلا مسلسل الأخطاء الطبية, مسلسل تجاوزات الهيئة, مسلسل الفساد المالي في وزارة ما عندك أحد, برغم ما قبل الأخير هي صاحبة الحظوة المتصدرة القائمة دائما بلا منافس تليها الصحة.
ويبدو أن هناك منافسا قويا سيدخل " السباق" وينضم لقائمة المسلسلات وهو مسلسل القبض وترحيل السعوديين من قبل إدارات الترحيل بالجوازات. والذي تكررت حلقاته المخجلة المؤسفة بترحيل عن طريق الخطأ لسعوديين لدول مجاورة ومنها اليمن على سبيل المثال أما لعدم حمل الهوية الوطنية سهوا,(أو لبعض الحالات الخاصة كالهائمين -مصطلح أطلقته للهائمين في الأرض - سأفرد مقالا عنهم لاحقا).
وهذا ما حدث مع المواطن محمد حسن حناني ذي الخمسين عاما, والذي استغرق فقط أربعا وعشرين ساعة من وقت القبض للترحيل من قبل إدارة ترحيل جازان حسب الخبر المنشور بجريدة عكاظ عدد 165666. وبرغم النداءات والتوسلات للعم محمد ومحاولة إقناع رجال الجوازات أنه سعودي الأصل والمنشأ ومن المحافظة الفلانية والقرية الفلانية من ساعة القبض إلى إيداعه سجن الترحيل حتى حانت ساعة الترحيل لم يجد قلب وأذن رجل أمن صاغية تمنحه الحق في إثبات أنه سعودي بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة, فالقضية ترحيل مواطن عن وطنه. ولكم أن تتخيلوا معشر القراء كيف قضى العم محمد تلك الساعات حتى حان موعد ترحيلة وركوبه باص مجهولي الهوية المتجه للحدود السعودية اليمنية عبر منفذ حرض, وأي ضمير وقلب وكف أقسم لرجل أمن مناط به حفظ الوطن والمواطن يتجرد من مسؤوليته الأمنية بالتأكد من صحة ما يقول؟ وأي شفقة تجردت من أصحابها.
كلي ثقة أن من يديرون دفة هذا الجهاز المهم لا يتوانون في خدمة الوطن أرضا وإنسانا وأن ما حدث لا يرضيهم, ولذلك أوجه سؤالي لهم: هل أفراد الإدارة المعنية- الترحيل- على قدر من التحمل واللباقة والتعامل مع الجمهور متمتعين بما يكفي للقيام بهذه المهمة الجسمية, وإن كان نعم, كيف تجاهلوا نداءات العم محمد؟ و ماهي الآلية لتفادي مثل هذه الكوارث مستقبلا؟ وتوصيكم جدتي: بنشر حقوق المقبوض من ساعة القبض إلى أن تطأ قدماه الأرض التي جاء منها, فالعم محمد عاد من أرض اليمن بجهود ذويه فقط..
في حفظ الله