[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

فِكْرَةً .. وليستْ وَعْظَاً . إِبليس بَبحَثُ عَن وظيفة !

دُونْ كِيشوتْ ، وطَواحين الهواء !
معاركُ وهمية لتمرير مشاريع
وصفقات سياسية !

آسَفُ كثيراً ، وأبكي كلَّ يومٍ كُلَّما رأيتُنا ندورُ في نفسِ المكان . وكثرَ دوارنا حتى تقيأنا مِنَ الدَّوران .
يقولون لا تتابع الرَّجُلَ موضوع الخبر ؛ بل تابع حركةَ عدسة الكاميرا ، على مَنْ يطرحها المُصوِّر؛ لتعرفَ مَنْ هو صانعُ موضوعِ الخبر . فالمعارك الوهمية ، وطواحين الهواء التي يديرها اليوم بعضُ كُتَّابِنا على الحِراك الجَنوبي ، لأقامة حد الرِّدَّة عليهم ؛ حينَ أرادوا الرُّجوع عن دِينِ الوحدة ؛ وطواحين بُشرى المقطري حينَ رفعتْ عقيرتَها ، وإقامة حد الزنديق عليها ؛ وطواحين إلهامات توكل كرمان وإقامة حد نُوبِل عليها . كلها ماذا يُراد منها !

فزعيم حزب البسباس ليس حِراكياً ، ولا مع إنفصال الجنوب عن الشمال ، ولكني لا أملك الحقَّ لإقامة حد الرِّدَّةِ على الحراك لأنهم ذاقوا ما لم نعرفه ، ولن نعرفه !.. أنا على إستعداد كامل لإقفَ معك حتى تقولَ ما تريد ؛ لا لإضعَ نفسي موضع المدافع عنْ مشروع سقط تماماً ولم يعُدْ له أرضية صلبه يمكن أنْْ نقفَ عليها مرةً أخرى . ولا أخفيكم سرَّاً إذا قلتُ لكم أني كنتُ أحلم أنْ أكونَ كاتباً مرموقاً شريفاً ؛ ففشلتُ أنْ أكونَ ذلك الكاتب الشريف ففضلتُ أنْ أبقى ذلك الفاشل والمواطن الشريف !.. ولقد ألَّفتُ أكثرَ مِنْ خمسةِ كتبٍ ، ورميتها في القمامة بعد أنْ رفضَ أكثرَ مِنْ ناشرٍ مِنْ نشرها إلا بواسطة . وبعد أنْ رايتُ ذلك الصِّنفَ مِنَ الكُتَّاب .. عرفتُ تماماً أني كنتُ مُصيباً في فشلي ، وأقمتُ حدَّ الرِّدَّة على كتاباتي اللاحقة ! كان الكاتب الأمريكي آرْنِستْ هِمِنِجُواي يردد عند إصدقائه أنه ' .. دوماً كان يريد أنْ يؤلِّف جملةً واحدةً مفيدةً ولكني فشلتُ ' . وإلى الآن يعتقد الناس أنه إنتحر .
وبقيتُ أكتبُ شعراً ؛ وأتمنى ألا أفشل !

وطواحين بُشَرى المقطري ؛ فزعيم حزب البسباس ليس مقطرياً . ولكني لا أقيم محاكم التفتيش والتوبة . ولستُ معها في معاتبتها لله سبحانه وتع إلى . فليستْ نبيَّة .
وأعتقد أنها تعلم جيداً كيف عاتب الرسول رَبَّه في العتاب المشهور عنه بعد خروجه الذي قال في خاتمته '.. إنْ كانَ بِكَ غضبٌ عليَّ ؛ فلا أُبالي ؛ فإنَّ رحمتكَ أوسعُ لي .. ' . ولا أملك الحقَّ ولا أي مخلوق يملك ذلك لإنْ نقيم محاكم التفتيش والتوبة ! ولكني على إستعداد أنْ أسمعك وأدافع عن حريتك فيما تريد أنْ تقوله رغم عدم إتفاقي معك فيما تقول .
( ولو كُنتَ فظَّاً غليظ القلبِ لأنفضوا مِنْ حولك ) ؛ ولهذا أعلنتُ فشلي مبكراً أنْ أكون داعية ؛ لإنَّ أخلاقَ الأنبياءِ لم أستطعْ أنْ أبلغها . ورحمَ اللهُ إمرئً عرفَ قدرَ نفسهِ وكفى الناسَ شرَّه . وكفيتُ الناسَ شري ؛ فعرفتُ قدرَ نفسي ؛ لإن اللهَ أعلمُ أنَّ ما قام به الرئيس ، وإسرته ، وعائلته ، وجهاز فساده ، أكثر شراً في الإثم وأبعدُ في الذنب مما فعلته بُشرى المقطرية . فإيهما أحقُّ بإقامةِ الحدِّ عليه ، وأيهما أحقُّ بالعفو والحصانة ؟
لا أتفق معها فيما قالته ؛
ولكني لن أقيم حدَّاً عليها . وأمرها إلى الله .وطواحين معركة إلهامات توكل .
فقد وضحتْ ما كانتْ تريده في قولها ذاك .

مَنِ المستفيد من هذه المعارك الدون كيشوتية . وهل يقصد بذلك تمرير مشاريع وصفقات في ظل إنشغال الناس بذلك .
أعتقد نعم .

فأقول للحراك ..
أنتم مَنْ علمتمونا معاني الرفض وسمات الثورة . أعترف لكم أن الثورة التي كنتم تؤمنون بانتصارها ، فلت العيارُ الصحيحُ منها ؛ فأضحتْ في غياباتَ الجب ؛ وربما كنتم مثلي تتمنون نجاحها ؛ حتى نجد شفاءاً لجراحاتٍ كبيرة . وأعترفُ لكم أني فشلتُ أنْ أكونَ ثائراً وكاتباً ومهندساً ورئيساً ؛ فلا تكونوا مثلي ؛ ولا من الكُتَّاب الفاشلين ؛ الذين يريدون أنْ يبنوا لأنفسهم تاريخاً على حساب شعب يريد الإنعتاق من ربقة قيد إستمر لإكثر من ألف عام . فنحن حقيقةً دحابشة وبراغلة تعودوا أن يكونوا رؤوساء وزراء ووزراء ومصفقين وفاشلين !

إلتقاني صديقي وهو مِنْ حضرموت في عام 2004 فحكى كيف أنَّ الجنوب أصبح غنيمةً وفيدا لمراكز القوى في منظومة الفساد التي بناها الرئيس . فقلتُ له : ( شوفوا لكم مخرج . عادكم ما شفتم من الجمل إلا أذنه ) !
تلك بضاعتكم فخذوها بقوة .
فنحن براغلة فاشلون ؛ وإلا لماذا ضيعنا ثورتين . ما فينا ولا واحد إبليس إلا وهو يبحث عن وظيفة .

عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان .
في 26 يناير 2012

زر الذهاب إلى الأعلى