أرشيف الرأي

حوثنة الاشتراكي

قلت له: بين حزبي الإصلاح والاشتراكي تحالف سياسي معروف وناجز وينضج أكثر.. ليس جديداً ولا مفاجئاً كيف نسيت؟ رد: ومن متى الإسلاميون يا صديقي بيدافعوا بكل هذه الاستماتة عن الاشتراكيين؟.. قلت له: يحدث في إطار التحولات والضرورة الوطنية.أجاب: والله إنهم يلعبوا نفس الدور الذي يجيدونه، ولم نتعلم من كل التجارب، ليسوا صادقين يا فتحي، هؤلاء أعمالهم لا تطابق أقوالهم في شيء، وهذا طبعاً ليس دفاعاً عن الحوثي رغم أن خطاب الحوثي على الأقل وحتى الآن أفضل من خطابهم. استدركت: ولكن الحوثي إلى الآن لم نعرف رأسه من رجله، يتعمد البقاء في هيئته البسيطة المريبة مسلحاً وبدون خطاب وطني بائن. قال: لأنه عارف بأن هؤلاء سيتعاملون معه كما فعل النظام. أجبت: طيب عليه أن يطمئن الناس بخروجه برؤيا سياسية لا أن يقعد مغلفاً بماضويته فقط.

في السياق أحيي حزب الأمة الذي تم الإعلان عن لجنته التحضيرية مؤخراً، وأرى أنه يمثل حالة متقدمة للزيدية السياسية نحو المشروع الوطني الوحدوي، كما يستحق التشجيع لطموحاته الديمقراطية بالتأكيد حسب ما جاء في برنامجه الداخلي الذي تم توزيعه في حفل الإشهار بصنعاء.. على أننا نعرف أنه من الأحزاب المقربة للحوثي، فيما أستغرب استمرار نأي الحوثي العجيب عن المشاركة المباشرة والفعلية في العملية المدنية شرطاً للمستقبل اليمني اللائق!.

عموماً لا يعقل أن يصير الحزب الاشتراكي قفازاً بيد الحوثيين.. لا يمكن أن يتحوثن الاشتراكيون الحقيقيون، لايمكن اجتماع الوطنية وما قبل الوطنية، المسعى المدني الديمقراطي مع شغف السلالة بإرثها المستبد، النضال السلمي وهواة العنف والسلاح، وعي الإرادة التقدمية مع وعي الرجعية والتخلف بترصد وإصرار، نزعة المواطنة المتساوية ونزعة العنصريين الاستعلائيين، احترام الفن والجمال مع احتقار الأدب الحديث والموسيقى، الحلم من أجل المستقبل المثالي، والحلم من أجل العيش خارج العصر، منطق المعرفة والجدل والديالكتيك مع منطق حق الخمس، مصلحة اليمنيين العليا ومصلحة البطنين وبس، الانتصار لقضية المرأة وحقوق الإنسان مع الانتصار لقضية العبث في شعار «الموت لأمريكا والموت لإسرائيل»، اتساع الرؤيا الثقافية وضيق الرؤيا العصبوية على بركات سي السيد، الهوية اليمنية الجامعة مع هوية المذهب المنغلق، الحس الوحدوي الكبير وذروة الهمجية في أحقر المشاريع الصغيرة على الإطلاق.

زر الذهاب إلى الأعلى