من حق الحوثيين ان يقاطعوا الانتخابات الرئاسية هذا الحق اكتسبوه كونهم مواطنيين يمنيين ينتمون لجماعة واحدة تسيير امورهم وفقا لمصالحها، لكن ان يعتدوا على من يمارس حقه في الانتخاب وان يتعدوا على مقر الاصلاح في صعدة بطريقة "لا اريكم الا ما ارى" الارهابية فهذا هو الجنون عينه!
ونفي الحوثيين لهذا الاعتداء ياتي تحسبا لردود الافعال المحلية والعالمية لهذا العمل اللا اخلاقي واللا انساني والذي يتعارض مع ابسط القواعد القبلية والدينية والاجتماعية والمدنية.. محليا استنكر اللقاء المشترك الاعتداء على احد مكوناته الحزبية هناك، ودوليا الكلام واضح "وسط تهديدات دولية لأي طرف يحاول عرقلة الانتخابات واعتباره عملا إرهابيا".
لا اعتقد ان الحوثيين يجهلون انهم يغردون خارج السرب ويحاولون فقط ايقاف الانتخابات في صعدة حتى لا يفضحوا انهم الاقل شانا فيها ،والاقل اصواتا.. فالانتخابات ومشاركة الناس فيها ستجعلهم مفضوحين بانهم لا يسيطرون سوى على قرى في صعدة ،ويحالون ايهام العالم انهم قد احصوا انفساها، وان كل الناس معهم على قلب رجل واحد ، متناسيين ان الناس قد ملوا من ابتزازهم للعالم باسم صعدة أو باسم الدين .. فمن الذي اعطاهم حق جباية الاموال هناك لاقامة المولد النبوي الشريف على حساب المواطنيين وباسم من قطعوا لهم سندات" 3000 الف ريال بدل مولد" غصبا عن الناس، وهل هذا يجوز ام ان هناك دينا جديدا يبيح لهم ان ياكلوا اموال الناس بالباطل؟.
صعدة محافظة يمنية ومن حقها ان تنتخب ويمارس اهلها حريتهم في الانتخاب، وليس من حق احدا ان يمارس القمع فيها مهما امتلك من قطع السلاح.. وليس من حق احدا ان يجبر اعضاء المشترك على عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وان يمزق الدعاية الانتخابية في مقر الصلاح ويتركها في مقر فارس مناع الذي نصبوه محافظا ويعمل تحت امرة ابو علي الحاكم بامر الحوثي في صعدة، فاما ان يشاركوا بصراحة خاصة وان افرادهم مسجلين في قوائم لجان الانتخابات أو ان يقاطعوا بشرف ان كان هناك لهذه الكلمة معنى هناك. لكن ان يمارسوا الارهاب ويسارعوا للنفي فهذا سيعقد الامور عليهم اكثر دوليا ومحليا وقبيليا وسياسيا ومن حق الناس ان يردوا وان يدافعوا عن انفسهم اذا اقتضى الامر ! .
كنت في مقال سابق- من فيصل المخلافي إلى عبد الملك الحوثي- قد نصحت الحوثي واتباعه ان يشاركوا في الانتخابات الرئاسية حرصا عليهم حتى يكون لهم مكانا في الدولة المدنية التي ستكون الانتخابات الرئاسية بعد غد هي اولى خطواتها، لكن اظن ان العقلاء ليس لهم وجودا هناك ،فالمقاطعة بالنسبة للجماعات والاحزاب تعمل على اضعافها واخراجها من قواعد اللعبة السياسية لمرحلة من المراحل خاصة مع ضعف هذه الجماعة أو هذا الحزب، استغربت كثيرا عندما سمعت ايضا ان حزب الامة وهو حزب مجهري تحت التاسيس قد اعلن مقاطعته للانتخابات الرئاسية وفقا لهوى الحوثيين في ذلك أو تناغما معهم. انا لست ضد مقاطعة الانتخابات بشكل عام لكن ان يمارس المقاطعون الارهاب والعنف ضد المشاركين فهذا عمل اخرق يجب علينا كيمنيين الوقوف جميعا ضده. اما من يريد ان يقاطع فلتسعه داره وليكف اذاه عن المجتمع الحر الذي سيمارس حريته في التصويت.
يتقول البعض بان هادي ليس له برنامجا انتخابيا وهذا ليس صحيحا ، ولاننا فقط تعودنا على برامج ليست سوى حبرا على ورق ويريدون منه ان يقول انا معترف بالثورة.. كلام اقل ما يقال عنه سطحي بلا معنى ، هادي قادم للرئاسة وفقا لمبادرة عليها اجماعا محليا ودوليا والكل ساهم فيها، هذه المبادرة اتت نتيجة للثورة ولم تات لوحدها كتصنيفة بعد القات مثلا ، مهمة هادي محددة وواضحة بعد الانتخابات سيدعو إلى حوار وطني تطرح فيه كل القضايا العالقة من قضية الشهداء إلى الجنوب وقضية صعدة وغيرها من القضايا ، من مهمات هادي اعادة هيكلة الجيش واعداد دستورا للبلاد ، وهذا هو برنامجه الانتخابي وهذا ما نحتاجه كثوار وكشعب وكبلد في المرحلة الراهنة، لا اعرف ماذا كانوا يريدون من برنامج غير هذا؟ هل كانوا ينتظرون ان يقول لهم انه سيولد الكهرباء بالطاقة النووية وسيضع على رؤوس الجبال سككا حديدة، وسيرسل إلى اورانوس والمريخ السفن الفضائية لاكتشاف الاثار الحمرية وماثر سيف ابن ذيزن؟! لو استطعنا كيمنيين بمختلف اطيافنا ان نحل الثلاث العقد الانفة سنكون فعليا قد حددنا معالم دولة المستقبل الدولة المدنية التي نريدها جميعا ، اما اننا نريد دولة مدنية بلا انتخابات ولا اتفاقات ولا حوارات ولا شيء من كل ما سبق فاننا نكون بذلك قد وضعنا العربة امام الحصان وقلنا له طير ياحصاني.
لم يكف بعض المقاطعين عن ترديد "ثقافة القطيع" وتحميل الذين ياتمرون حزبيا وتنظيميا مالا يحتملون.. مع ان المنطق لا يقول غير ان الاحزاب القوية لها صداها عند اصغر فرد واكبر فرد فيها ،فالعمل بروح الفريق هي قيمة انسانية ومدنية وحضارية وانسانية واسلامية وما شئتم من التسميات. مصطلح ثقافة القطيع يشبه البشر بالحيوانات التي تسير وفقا لمنظومة القطعان والمجموعات المتجانسة وهو ليس وصفا بذالك السوء المراد منه الان من قبل من يطلقونه على عواهنة ولو عدنا إلى ثاقفة القطيع ونظرنا مثلا لقطيع الذئاب في مغامرت "ماوكلي" لوجدنا ان قطيع الذئاب افضل من الكلاب الضالة والمشردة اقل شيء القطيع يعرف ماذا يريد ويعرف اين يقف بينما الكلاب الضالة لا تعرف شيئا غير النباح والصياح الذي لا سقف يحده. وفي رحلة الطيور المهاجرة كان القائد "اكسا ونيلز، افضل من الدجاج المبعثر بلا هدف ولا معنى ، وكم هي ميزة الليث الابيض واسرته التي تعرف ما ذا تريد وتخطط لقيادة الغابة وتاهيل الاشبال للقيادة وذلك من عوامل القوة في اي قطيع، الا ان الحمار الذي لا يهتم ان يكون له جماعة أو اسرة يظل حمارا هكذا "لا حلبة ولا حلوب" ولا فائدة منه سوى الاستخدام البدائي وحمل القمامة واشباههها لا غير.
مازال البعض يرددون ان صالح كان سيسلم السلطة بلا حصانة وبلا مبادرة وقد كان ناوي لكن السياسسين رفضوا وهذا كلام استهبال ايضا فلم يقل ذلك الا بعد ان هبت رياح التغيير وفي 2010 رفض اللجنة الرباعية وقراراتها واصر هو ومقربية على تصفير العداد.. الثورة اجبرته على توقيع البادرة وما محاولة عودته للمشاركة في الانتخابات الا ليبلل راسه بعد بلله الثوار استعدادا لحلقة يوم الثلاثاء وما الثلاثاء عنه ببعيد.
غبني على المغتربين الذين لم يستطيعوا المشاركة في الانتخابات الرئاسية وحرموا من حقهم الدستوري فيها نتيجة لما تمر به البلد من ظروف.. وغبني ايضا على بعض من كانوا ثورا بالامس كيف جرفتهم سيول الاوهام من سرقة الثورة إلى مقاطعة الانتخابات؟ كيف لهم ان يحرموا انفسهم من ممارسة حقهم؟ وكيف بهم ينظرون للهدف الاولى من اهداف الثورة يتحقق وهم محجمون عن تحقيقة؟ لانها قد خرجت عليهم كلمة سنقاطع ومقاطعين.. ومن حبي لهم ادعوهم ان لا تفوتهم هذه افرصة التغييرية فغدا سيقول كل من شارك في تحقيق الهدف الاول من اهداف الثورة انا شاركت بينما هم لن يجدوا ما سيقولونه لللاجيال القادمة سوى قاطعت .. سيعقدون انفسهم بالمقاطعة واخاف عليهم ان تتقطع بهم السبل ويصابوا بحالات من الاحباط ولذا عليهم ان يشاركوا الناس انتخاباتهم حتى يتخلصوا من عقد ستصيبهم لا محالة حال مقاطعتهم الوقت لم يفت بعد احبابي جميعا..