بثت قرارات الرئيس هادي نهاية الأسبوع الماضي نوعاً من الطمأنينة لدى الجميع إذ سلخت أحد أهم أضلاع السيطرة العائليه على الجيش غير أن ذلك لا يعدو ان يكون بداية الطريق في مشوار استعادة الجيش اليمني من بين مخالب السيطرة العائلية للرئيس الآفل، وتبقى مؤشرات عديدة يمكن أن تكون معطيات للثورة المضادة إن لم يتم التعامل معها بسرعة والتصدي لتأثيراتها ونعرض لها في التالي:
1- بقاء سيطرة أقارب صالح وعائلته على الجيش والأمن وإحجام الرئيس الجديد عن اتخاذ اجراءات فوريه للبدء بهيكلة الجيش اليمني ابتداءاً بتجنيب الابناء من مواقع السيطرة الحاليه ، وكذا تردده في تعيين طواقم العمل المساعده له مثل السكرتير الصحفي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية وأمين عام دار الرئاسه (رئيس الموظفين ) وقائد الحرس الخاص ، وتعيين رؤساء جدد لأجهزة المخابرات المتعددة.
2 – الظل الكئيب للرئيس المخلوع من خلال بقائه في العاصمه وممارسة نشاطه المعتاد كرئيس للجمهورية بيافطة تمويهية رئيس المؤتمر الشعبي العام مع بقاء سيطرته على جزء من الجيش والامن . لقد كانت الحصانه ثمناً لخروجه من الحياة السياسيه غير أنه بهذه المؤشرات لا يقول لليمنيين ان تشبثه بالسلطه قد انتهى بل اتخذ صيغة جديده تتلائم والوضع الجديد . في مصر ضاق المصريون ببقاء مبارك معزولا في مستشفى شرم الشيخ ونعتوه بالظل الكئيب وانه بقي يحاول تحريك اتباعه للقيام بثورة مضادة ، ولم يهدأ لهم بال حتى وهم يشاهدونه ممدداً مريضاً في قفص الاتهام ، فماذا نقول في اليمن وما هو حالنا والخبير استلم الحصانه واكتفى بالإبتعاد عدة أمتار عن الرئاسه مع بقاءه في الحياة السياسيه رئيسا للمؤتمر وبقاء سيطرة عائلته على الجيش والامن .. ونقل متحف المقتنيات والتحف والهدايا الرئاسيه إلى جامع الصالح ، ويصلي الظهر جنبها كل يوم حاضر؟
3 - مؤشر اعتراض سيارة وزير النقل باذيب ربما يكون بداية لمخطط اغتيالات تعثرت بدايته مع العمراني أمام مجلس الوزراء ، وتم تأجيله لتفادي تركيز الضامن الدولي على المشهد اليمني قبل الإنتخابات . وفي المجمل تتداخل خطة الإغتيالات مع خطة إرباك الوضع الأمني بتصعيد التقطعات لتشمل مواكب المسؤلين وتحديداً المعارضين والمحسوبين على الثورة.
4 – مؤشر العمليه الارهابيه المروعة والمريبه في توقيتها المتزامن مع تنصيب الرئيس الجديد وما تلاها من تصريحات لمساعد قائد الحرس الجمهوري وعلي صالح حيث القيت ظلال من الشك على التوقيت واستثمار الحادث للايحاء بأن المستهدف هو الحرس الجمهوري والمعني بمحاربة الارهاب وتحديد السياسات الامنيه في هذا المنحى هو الحرس وليس سلطات الدولة العليا وقيادتها السياسيه ووزارة الداخليه والاجهزه الامنيه ووزارة الدفاع في حال طلبت الداخليه اسناد الجيش، والغريب هو تصريحات عسكريه للناطق باسم الحرس الجمهوري في صحيفة الميثاق وكأن الحرس منضمه حزبيه تابعه للمؤتمر . وعموما يبدو ان الحدث الارهابي استثمر لاتخاذ اجراءات استثنائيه داخل معسكرات الحرس في عموم الجمهوريه في يوم التنصيب وما تلاه تحسبا لثورة مؤسسات متوقعه من الجنود الضباط ومنتسبي هذه الوحدات العسكريه . وهي اجراءات تندرج في اطار تشبث بقايا العائلة بالسيطرة على الجيش والامن ومواجهة استحقاقات الهيكلة.
5- استنساخ منابر اعلاميه مواليه لضمان ظهور صالح والاستفاده من امكانيات وسائل العلام العامه عبر نهبها ونهب ارشيفاتها كما حدث في الاشهر الاخيرة حيث نهبت معدات مستلزمات قناة كاملة قيد الاصدار ، وتحولت قنوات انشأت بالمال العام إلى قنوات خاصة تصدر دون اعتبار للقوانين التي سنها النظام السابق لتقييد حرية الاعلام وانشاء القنوات والاذاعات.
6– محاولة ارغام الرئيس الجديد على الإنتقال السريع لدار الرئاسه قبل اعادة هيكلة الجيش وفي ظل استمرار المربع الجغرافي الرئاسي بيد علي صالح واقاربه وهو ما سيؤدي إلى تقييد الرئيس الجديد سياسيا وامنيا ويحوله إلى رهينة في قبضة صالح للتحكم بقراره وسياساته وفرض فريق العائلة داخل المؤتمر كسياج يحيط بعبد ربه ويعزله ويرغمه على الانسجام مع توجهات الفريق الحزبي المربوط بالعائلة
7– تفعيل صيغة البلطجه في الجنوب التي تأخذ صيغة الحراك بالاتفاق مع الفصيل المتطرف المسلح ، وهي صيغة مفضله لدى البقايا وتتكفل الفصائل المتطرفه في الحركه الانفصاليه المسلحه بدمج خططها في نفس الصيغه
8– تصريحات السفير الأمريكي المريبه التي لا توحي بأن الأمريكيين قد توصلوا لقناعة بالتحالف مع الدولة اليمنيه ومؤسساتها لمحاربة الارهاب بدلا عن صبغ علاقاتهم باليمن بالصبغة الشخصيه لأفراد سقطت مبررات سيطرتهم بسقوط النظام.
9– تسريب بالون اختبار على شكل " خبر " إلى صحيفه خليجيه يتحدث عن بقاء احمد علي وعلي محسن كقاده عسكريين للحرس والفرقه ويلوح بتقديم يحي صالح ومحمد صالح الاحمر ومهدي مقوله وتسليم قيادة الحرس الخاص للرئيس عبدربه كثمن لبقاء الوريث المتعثر ، كمايلوح بنفس الوقت لقائد الفرقه باستعداد الطرف الآخر لقبول بقائه ضمن صفقه متبادله ، والايحاء للرأي العام بهذا السيناريو لاضعاف الروح المعنويه للثوار وتهيئة الشارع للقبول بالالتفاف على الرئيس الجديد ومسار الثورة ، وحتى يلقى التسريب الاهتمام الكافي يتم تسويقه باعتباره مقترحاً مطروحاً أمام المعنيين بإعادة هيكلة الجيش في اللجنه العسكريه والاطراف السياسيه ورعاة التسويه ويعقب عملية غسيل التسريب هذه وشرعنته الترويج له من قبل فريق عمل الثوره المضاده عبر شبكة واسعه من المواقع الاخباريه والوسائط الاعلاميه التابعه للفريق الامني أو الدائره في فلكه.
وقد تواترت تسريبات الوقت الضائع مرة تقول بقاء طارق وأخرى الأبناء كلهم ، ووصلت التسريبات إلى حد نشر خبر صدور قرار بتعيين العراسي سكرتيراً صحفياً للرئيس نشر في زاوية " أخبارهم " في أخيرة 26 سبتمبر المخصصه للتهاني والتعازي ، مع أن خبراً مثل هذا ينبغي أن يكون رسمياً ومرقماً ومعلن عنه في وكالة الأنباء الرسميه سبأ!
10– عودة الكائن اللزج عبده الجندي لعقد حلقات الثرثره المتنوعه لاحباط الناس وانهاكهم من خلال تصوير الوضع بعد 21 فبراير وكأنه استمرار لمفردات الأزمه التي لجأ لافتعالها النظام لمواجهة ثورة الشعب ضده، واستمرار بيع الرز والدجاج والخبز من قبل كائنات صالح في ميدان التحرير مع بقاء الخيام الخاويه على عروشها.