مع الاعتذار للشاعر الراحل نزار قباني
نهضت والخوف بعينيها
تتأمل قصر النهدين
صاحت في ميدان التغيير
قائلة: يا ولدي لا تأمل
فالحزن عليك هو المكتوب
يا ولدي قد عاش سعيداً
من عاش سنيناً دون حروب
فحياتك يا ولدي
آمال خادعة وكروب
ستحاول يا ولدي وتحاول
وستكره كل عميل ومقاول
ستحاول يا ولدي أن تنقذ أمة منهوبة مرعوبة
وسترجع يا ولدي مكروب الوجدان مخذول الهمة
بحياتك يا ولدي دولة مدنية موؤودة
اللون الأسود في نعليها
والأحمر في شفتيها
والأبيض يلمع من ساقيها
وتردد أنشودتها الوطنية بأسى وصدود
بحياتك يا ولدي أمة مختطفة
الأمن القومي يخنقها
والحزب الحاكم يرفسها
ونجل القائد يمسك نهديها
وطريقك أنت إليها مسدود مسدود مسدود
لن تنقذها يا ولدي
فحببية قلبك يا ولدي مغتصبة
وسماؤك موحشة وطريقك إليها ملغومة
بحياتك يا ولدي دولة مدنية موؤودة
وحبيبة قلبك يا ولدي مرتبكة
من فض بكارتها يا ولدي مازال يحاصرها
من فض بكارتها يا ولدي مازال يشد عليها من أذنيها
يصرخ فيها أن تسكت
يا ولدي هل تسكت مغتصبة؟
يا ولدي إن حبيبة قلبك قابعة في قصر مرصود
من يدنو من شفتيها يا ولدي
أو من نهديها يا ولدي
إن لم يسحقه الحرس الجمهوري تمنعه الفرقة
وحبيبة قلبك يا ولدي
تنتظر المجتمع الدولي كي ينقذها ممن يمسك نهديها
والمجتمع الدولي يا ولدي مازال يمنيها بالقات
وبهيكلة قد تستغرق سنوات
يا ولدي هل تنتظر المغتصبة سنوات؟
يا ولدي لم أسمع عن ثورة أبداً تأتي بالتوريث
يا ولدي لم أسمع أبداً عن تغيير يشبه تغييرك
يا ولدي لم أسمع أبداً عن سبعيني يقهر ستيني
لم أسمع أبداً عن حرس جمهوري واحد يقهر فرقة
يا ولدي لم أسمع عن ثورة يرعاها المجتمع الدولي
لم أسمع عن ثورة تربض في الساحات ولا تتحرك إلا للباحات
يا ولدي لم أسمع أبداً عن ثورة تحصن قاتلها
وتضمن للسارق أن يبقى في السلطة
يا ولدي بصرت ونجمت كثيراً
لكني لم أسمع أبداً يا ولدي عن ثورة تشبه هذي الثورة
مقدورك يا ولدي أن تستل الخنجر
مقدورك يا ولدي أن تثبت للمجتمع الدولي أنك يمني حر لا يقهر
وحياتك ليست لمزاد علني ما بين عميل لأوروبا وعميل للأمريكان
ما بين عميل للظهران وعميل للإيران
إن حياتك يا ولدي ملك يديك
مقدورك يا ولدي أن تنقذ والدتك من مغتصبيها
يا ولدي قد مات شهيداً يا ولدي من مات لإنقاذ الأم المغتصبة
قد ترجع يا ولدي فرحاناً مبتهجاً إن لم تشرب من خمر الجنة
وستعيش العمر يا ولدي مرفوع الهامة
وستسمع كل الدنيا أن اليمني الحر أنقذ أماً مغتصبة