أرشيف الرأي

إرهاب القاعدة.. أم قاعدة الإرهاب؟

يبدو للمتابع الحصيف والقارئ اللبيب لسلسلة الاحداث (الدراماتيكية) في اليمن ، وخاصة تلك التي تحمل في طياتها ، مؤشرات لنشاط محموم، قادم من جماعات مسلحة، اتخذت من مناطق معينة لها، في محافظات الجنوب اليمني، مركز انطلاق لعملياتها الحربية (المباغتة) والتي عادة ما تكون مدعومة من (أشخاص) وجهات بعينها في تركيبة النظام السياسي السابق!

يبدو لذلك المتابع، أن هناك أمورا، لم تعد غامضة أو مبهمة أو عصية على الفهم.. فكل المؤشرات، تدل دلالة واضحة وقاطعة، ان هناك (مهمات) محددةسلفا، قد اسندت ل(عناصر) مسلحة، تحت يافطة (القاعدة) العريضة، وتقوم حاليا بتحويل محافظات جنوبية إلى إمارات إسلامية، مستغلة حالة الخصام والنزاع المحتدم، بين الاشقاء في الشمال والجنوب اليمني، على خلفية حرب صيف 94 المأساوية التي اجتاحت الجنوب تحت مبرر الدفاع عن الوحدة!

قد يحلو للبعض تسمية، ما يحدث من مجازر بشعة، وغير مسبوقة، في محافظة أبين أو حضرموت، بأنه إرهابٌ موجه من (القاعدة) التي باتت تشكلُ خطرا محدقا، ليس فقط، على صعيد الاستقرار القطري، بل والإقليمي والدولي على حد سواء..

ولهذا فهم يفسرون عمليات القتل والاستيلاء على المعسكرات والالوية القتالية في الجنوب على انه مجرد ارهاب (قاعدي) مثله مثل ذلك الذي يحصل في العراق أو افغانستان او..او..!

ولكن لو تمعنا جيدا، في طبيعة تلك الهجمات، وتوقيتها، ومباغتتها لخصومها (المحليين ) وخاصة الآمنين في (معسكراتهم) في ضواحي زنجبار أو جعار، لوجدنا ان هناك دقة متناهية، في توجيه الضربات الموجعة التي تلقاها العسكريون النظاميون وباسلوب (تكتيكي) قتالي محض! ..وخاصة وان الهجوم الاخير، قد اتبع طريقة (تكتيكية) مدروسة، لا يفقه (ابعادها ) وخفاياها، إلا الضالعون في العلوم العسكرية الحربية..وهم دون شك، قادة وعلى درجة عالية من الفهم والاستيعاب لقدرات وامكانات تلك الوحدات العسكرية التي تم اقتحامها من عدة جهات (برا وبحرا)، كما ان عدم إبداء اية مقاومة، في بعض المعسكرات، وتسهيل (تسليم) تلك الجماعات لمقومات الوحدات العسكرية المحتلة..كل ذلك يشي بأن هناك (سيناريو) قد رسم بدقة في غرف مغلقة، وبتواطؤ من عناصر بعينها، في مركز القرار بصنعاء، أو القرار (العسكري) بعدن!..حيث لا يمكن تفسير ما حصل في أبين تحديدا

بأنه إرهاب (قاعدي)، بل هو إرهاب موجه من "قاعدة" ما، في إطار الجغرافية اليمنية، الغرض منه، تعطيلُ و(فرملة) جهود المخلصين، بقيادة ابن اليمن البار المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، في اعادة ترتيب البيت اليمني من الداخل، و(هيكلة) الجيش على أسس وطنية، وبعيدة عن الأسرية والمناطقية التي تجرعنا منها مرارة الكوارث الإنسانية، ولا نزال نعاني من مخلفاتها الأليمة على مستوى الحياة العامة في اليمن !

طبعا؛ وبدون أدنى شك، ان هناك (عناصر) بدأت تستشعر بأنها ستفقد (مصالحها) لو تمت عملية (هيكلة) المؤسستين العسكرية والامنية .. ولهذا فقد أوكلت المهمة لأذنابها في محافظات الجنوب، لخلخلة الأمن والاستقرار والهاء القيادة السياسية، بل وحرفها عن مسارها الصحيح، المتمثل بإعادة بناء يمن جديد ونظيف وآمن، وأكثر استقرارا ونماءً !

كلنا متفائلون بالانتصار الساحق الماحق،على من تبقى من (فلول) الحكم السابق الذين يزرعون الاشواك في طريق اليمن المنشود لكل ابنائه!

وللموضوع صلة إن شاء الله تعالى
والله حسبنا ونعم الوكيل

زر الذهاب إلى الأعلى