كل حضور مفتعل يجعله أكثر إيغالا في الغياب.. استأجر أعلى وأهم غرفة في عمارة الشعب وتخلف عن دفع الايجار ثم ما لبث ان ادعى ملكية الغرفة إلى أن أجبره المؤجر على الخروج مسامحا إياه على جملة الأثاث الذي أعطبه والازعاج الذي سببه، ولان قوة المؤجر (الشعب) لا تضاهى، اضطر صاحبنا للخروج لكن آذانه لم تزل مفتوحة لكل هماز أثيم يعِدُه ويمنِّيه، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.
بالأمس احتفل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بعيد ميلاده السبعين في ميدان السبعين وكانت اصوات الفنانين النشاز تؤذي قبر الجندي المجهول ومشاعر الشعب التائق للهدوء.
في الصورة المرفقة دلالات عدة على مصائب الاعتساف، وفي الكلام التالي للكاتب الرائع محمد العلائي لفتة لا ينبغي أن تمر مرور الكرام.. كتب العلائي أمس على حائطه:
"أنصار الرئيس السابق يمارسون أشد أنواع التحريض ضده وضد عائلته، لدى الجمهور المعارض ولدى خصومه الشخصيين ولدى المجتمع الدولي. لو كان الامر متعلقا بي فأنا لا أرى في ما يقومون به أي خطر على عملية التغيير والترتيبات المرتبطة بها، كونها أمراَ لا سبيل إلى الالتفاف عليها، لكن لا أحد بمقدوره التحكم في مقدار سوء الفهم والاشارات التي يمكن التقاطها من الافراط في الاحتفاء والحضور الإعلامي المتحدي.
كأنما تعجلون بزواله في وقت قياسي عبر تهييج الضغائن ومشاعر الخوف الكامنة في نفوس من شكلوا من الرجل إبليسهم الملعون مصدر الشر الأعظم في العالم وحول أبلسته تتمحور غالبية عناصر خطابهم السياسي، وتتأسس عليه قصة وجودهم القوي الذي وقف صالح نفسه عاجزا عن النيل منه.
كان حريا بكم ألا تسرفوا في استهلاكه على هذا النحو، وتعريضه للخطر". ا. ه