أرشيف الرأي

إلى حمود الصوفي: إما كشف المخطط أو الاستقالة

عندما يصف حمود خالد الصوفي محافظ تعز وهو المسئول الأول في المحافظة جريمة قتل الأمريكي جويل شرم ب"الكارثة"عليك أن تنتبه فهناك كارثة ستحل على تعز بدأ مشهدها الأول فقط وعندما يقول الصوفي "إن السلطة المحلية أمهلت الأجهزة الأمنية 24ساعة للقبض على منفذي الهجوم الإرهابي" فتأكد أن الرجل يشير إلى أشخاص يعرفهم أولديه معلومات أين مكانهم ومستقرهم؟

أما عندما يحمل الصوفي وهو المسئول الأول في تعز" الأجهزة الأمنية ما تشهده المدينة من انفلات أمني غير مسبوق لم تشهده في أيام الأزمة العام الماضي" فعليك أن تتوقف عن التخمين والتكهنات وتقول أن محافظ تعز الصوفي يعرف تماماً من قام باغتيال الأمريكي "جويل"ولم يتبقى إلإ أن يصدر أمراً قهرياً باعتقالهم وكشف ذلك للرأي العام والعالم أما عندما تقرأ أن الصوفي يحذر من انتشار مسلحين يتبعون جماعات إرهابية في المدينة ويقول أن "هناك مخاوف كبيرة من سقوط المدينة بيد الخلايا الإرهابية ولدينا معلومات عن وجود العشرات من عناصرها داخل مدينة تعز" فتيقن تماماً أن حمود خالد الصوفي محافظ تعز لم يعد ذلك المحافظ المسكين المنزوع الصلاحيات الأمنية كما كان سابقاً عندما كانت تعز تحكم بالثلاثي" قيران - العوبلي - ضبعان" بل أصبح المحافظ الذي يعرف دبيب النمل في تعز وبالتالي لديه معلومات مؤكدة وواضحة أن هناك مخطط تم إعداده ويجري تنفيذه لإغراق تعز في الفوضى من خلال تسليمها لإنصار الشريعة كما تم في أبين وباعتبار الصوفي هو المسئول الأول في تعز فعليه أن يضع الخطط الأمنية والعسكرية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وقادة المعسكرات لإحباط تنفيذ ذلك المخطط وإعلان تفاصيله ومن يقف وراءه للرأي العام والعالم بدلاً من تحميل الأجهزة الأمنية مسئولية الإنفلات الأمني غير المسبوق والتأكيد بأن هناك مخاوف من سقوط المدينة بيد جماعات إرهابية أو تقديم استقالته فوراً باعتباره غير قادر على حماية تعز من السقوط بيد جماعات إرهابية ويترك لمن هو قادر على ذلك أن يقوم بالمهمة.

• ففي تعز كانت القبضة الأمنية والعسكرية والقصف الوحشي بالمدفعية والدبابات واستخدام كل أساليب القتل والقمع والإرهاب والحرب اليومية وتقطيع أوصال المدينة تتم على يد ثلاثي الإجرام" قيران- العوبلي- ضبعان" وكانت مهمة ثلاثي الإجرام محاصرة الثورة الشعبية السلمية ومحاولة وأدها والقضاء عليها وفي الأخير انتصر ثوار وثائرات ساحة الحرية بتعز التي تحولت إلى عدد من الساحات بطرد ثلاثي الإجرام" قيران – العوبلي – ضبعان" وتم تعيين مديراً جديداً للإمن بتعز هو العميد السعيدي وبدأت التغييرات تكشف عن تلاشي القبضة الأمنية والعسكرية بالتدريج وكون تعز هي مخزن الثورة الشعبية السلمية ومنها تجدد الثورة أساليبها النضالية فطبيعي أن عصابة بقايا النظام سوف تفكر وتخطط وتنفذ وبأساليب جديدة فتوصلت إلى أن لعبة نشر الفوضى وتسهيل تسليم المدينة"لإنصار الشريعة تحت الطلب" فوفقاً لما نشرة موقع " التغيير" في 21 مارس 2012م فإن مصدر خاص كشف ل "التغيير ": ان اجتماعات مكثفة عقدت في العاصمة صنعاء بين قيادات عسكرية مقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام تنتمي إلى محافظة تعز بغية تدارس مخطط جديد يستهدف المحافظة وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه إن عناصر ذات صلة ب "تنظيم القاعده " تم التواصل معها تحضر الاجتماعات التي قال يشرف عليها الرئيس المنتهية ولايته "صالح" مضيفا بأن قيادات في محافظة تعز رفضت المشاركة والتنسيق لتنفيذ المخطط ونشبت ملاسنات عبر الهاتف بينها وقيادي في حزب المؤتمر الشعبي ورغم شحة معلومات المصدر حول ألية تنفيذ المخطط غير انه ذكر بان عناصر مسلحة ومسلحين سيتم إرسالهم إلى محافظة تعز تحت مسمى "أنصار الشريعه " ولم يستبعد المصدر ان تقوم هذه العناصر بعملية اغتيالات لقادة معارضين وأجانب ونشر الفوضى في المحافظة . وأضاف " التغيير" ان أنباء ذكرت انه تم رصد ثلاث ناقلات جند تابعة للواء (33) مدرع وعلى متنها العشرات من جماعة الشباب المؤمن الصومالي القريبة من تنظيم القاعدة قادمة من باب المندب وباتجاه معسكر اللواء ولم تستعبد المصادر أن يكون القادمين قد تم تدريبهم ضمن مخطط لنشر الجماعات المسلحة التابعة لما يسمى "أنصار الشريعة" بالمحافظة

• وحتى لا يظل الكلام مجرد أخبار تستند إلى مصادر غير واضحة أو تحليلات تستند إلى مؤشرات هنا وهناك أو تلصق اتهامات بشخصيات موالية للنظام السابق فإننا نورد ما قاله اللواء علي محسن صالح الذي كان الرجل الثاني في النظام السابق قبل أن ينظم إلى الثورة الشبابية في 21 مارس العام الماضي فيقول حول تنظيم القاعدة وعلاقته بالنظام السابق عندما رد على سؤال منهم أنصار الشريعة ؟ في مقابلة نشرتها صحيفة 26 سبتمبر الخميس الماضي وهي صحيفة الجيش اليمني " بحسب علمنا انهم كانوا فيما سبق أنصار الشرعية للنظام السابق شكلها ودعمها وساندها وحرص على إيجادها فتحولت وبال على الامة استغلت ضعف بنيان الدولة فكانت أنصار الشريعة .... وربما انهم توصلوا إلى نقاط التقاء مع عناصر القاعدة التي كان النظام السابق يستخدمها للأسف كورقة من أوراقه السياسية التي يدير بها البلاد على قاعدة الإدارة بالأزمات وهذا الأمر أصبح معروفاً لدى الجميع داخلياً وخارجياً" ويقول اللواء علي محسن صالح" إن النظام السابق دعم التنظيم "لتقويته لأغراض كانت بالنسبة للنظام حسب اعتقاده أنها مفيدة له وهذا تفكير خاطئ جنى نتائجه النظام السابق ولا زلنا نعاني من آثاره في الوطن" واعتبر توسع نشاط القاعدة في بعض المحافظات وفي هذا التوقيت ينم عن مشاريع مشبوهة وخطيرة. وكلام اللواء علي محسن صالح له وزنه ومصداقيته ولن نزيد عليه أية شهادة أخرى وهي شهادات كثيرة

• وأخيراً لم يعد هناك أدنى شك أن محافظ تعز حمود الصوفي يعرف أشياء كثيرة عن المخطط الذي يستهدف تعز فأما أن يتخذ إجراءات عملية لإفشال المخطط ويكشف ذلك للرأي العام أو يقدم استقالته فوراً ويترك الفرصة لمن يحبون تعز وقادرون على حمايتها من شرور بقايا النظام وأعوانهم الساعيين لإفشال حكومة الوفاق وإرباك وإشغال المناضل الرئيس عبد ربه منصور هادي ومعه كل المخلصين والشرفاء عن المهام الكبرى لإخراج اليمن من عنق الزجاجة والسير نحو التغيير المنشود

زر الذهاب إلى الأعلى