آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

ما الذي حدث لفتيان الثورة؟

ألمح الجانب الأيسر من وجه شاب كان أول أيام الثورة وجه فتى ثوري. كان يدور بين الخيام منتشيا ووجهه في حالة تحد واستعداد.

فتى بكامل شغفه على أساس من الثقة في الحلم وعلى أساس أنه يهمس للدنيا: أنا موجود ولدي مهمة عظيمه. يمنح الجاكت لرفيق يشعر بالبرد ويتصل لأمه في القرية متحدثا بلكنة من يتفهم مخاوف عائلة رجل في مهمة تاريخيه محفوفة بالمخاطر .

لقد انتزعت التسوية هذا الإحساس بالدور التاريخي المؤثر وأغلقت التسوية برنامج اكتشاف الذات الملائمة... ما الذي يتبقى لشاب كان قد نذر نفسه للمجد الإنساني حين يضعون في يده خمسمائة ريال بعد الغداء؟

يبدو أن تنظيم صراخ الانسان وتمرده أسوأ من استعباده. ذلك ان العبودية غالبا ما تبقي للانسان حلمه بحريته.

أعود لملامح فتى صادفته اليوم .لقد ضمر فيه شيء ما يحاول تبرير كيف أنهم أحرجوه وعقلوه . أخذوا من يده الشغف ومنحوه تسوية ليست خيانة ولكنه لا يدري ما الذي يفعله بها.

هم الآن في الساحات بصدد البقاء حتى "استكمال بقية أهداف الثور" وكفى وأهداف الثورة الآن عسيرة على الشرح وهذا هو ما يدافع به الفتيان عن قلة حيلتهم وهم يفقدون مع مرور الوقت دفئ علاقتهم بالساحات ووجاهة هذه العلاقة. يرون تنظيما لبقائهم وإدارة شحيحة لهذا البقاء وبأدوات وحوافز مهينه.

لقد خرجوا سعيا وراء المجد وليس "خمسميه" باليوم. لقد جثم عليهم إحساس التورط في نهاية الأمر بين يدي ما يشبه مقاول عمال باليومية وهم محرجون من العودة إلى قراهم بهذا الذي ليس نصرا على الإطلاق ولا يصلح لإمضاء بعض الوقت في حالة استراحة محارب عاد بتسوية.

لا أقول أن الثورة كانت لأجل أمجاد الفتيان بقدر ما هي عملية انتزاع الأفضل للشعب وتأمين سلمه الاجتماعي. ولم تكن الحرب الأهلية لتكون أفضل لفتيان الساحات وعودتهم المجيدة غير ان الذي حدث من تسوية وحصانه وتنظيم ساحات ما بعد التسوية هي أمور غير قابلة لأن يشرحها أحدهم لنفسه مدركا ما يحاول إعلام التسوية تسميته نصرا بدون ضجيج .كلما هنالك ان خيبة أمل قد باغتتهم وأصبحوا الآن مجرد فرسان بلا معركة ويمكن استخدامهم في مهام ليس من بينها "الفزاعة" ذلك انهم بهذه الحالة لا يفزعون أحدا بقدر ما هم ضروريين لأن يشعر السياسيين ببعض الأمان والشعور بقدر من بقاء الأمور قيد السيطرة ثم لا شيء.

إن عملية مهينة من الثورية اليومية والجبن السياسي يتم إدارتها في الساحات بحق النفوس الحالمة التي علقت في مأزق تاريخي كهذا.
هل أنني لم أعد أحترمهم؟ على العكس تماما أحترم هؤلاء الفتيان وأشفق على أيامهم الأخيرة؟

زر الذهاب إلى الأعلى