خلط اوراق سياسية بصيغة عسكرية مايحدث في لحج – هذا رأيي . فالمعروف ان لحج ليست من المناطق التي تنشط فيها أي قوى مسلحة متطرفة ذات مشروع قتالي أصولي، أو ما صار يسمى اليوم بجماعة انصار الشريعة التي صارت تُربط إعلامياً بتنظيم القاعدة .
لذا من غير المعقول ان تظهر هذه القوة الكبيرة والمنظمة للمسلحين هناك على هذا النحو الفجائي الذي تتحرك فيه بثقة بالغة ، مالم تحصل على وافر تسهيلات ، ويكون التواطؤ معها قائماً .
والشاهد انها استراتيجية جديدة مباغتة يراد من ورائها جعل القاعدة كمشكلة كبيرة تتمدد وتقلق الداخل مع الخارج ، فيما ستكون على رأس اكبر الاخطار التي تحتاج إلى ارادة قوية من قبل عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق والأمريكان، اضافة إلى القادة العسكريين والامنيين الذين تم تعيينهم مؤخرا في المنطقة.
ثم ان هذه التطورات التي صارت تهدد اوضاع البلد تماماً يقصد بها في المقام الاول تطويق عدن من كل الجهات وسيطرة القاعدة على خليجها كخطر اكبر على مصالح الدول الكبرى التي تضغط وبشدة باتجاه انجاح الصيغة السياسية في اليمن وبالذات الهيكلة والحوار الوطني ماسيحيل بقايا العائلة إلى خارج المشهد ، الا انها التطورات البشعة التي تمثل إدانة بالغة لنظام علي عبد الله صالح كمستفيد وحيد في افشال كل الجهود السياسية الانقاذية للبلد بحيث يراها لاتخدم مصالح عائلته - التي لاتزال رغم كل ماحصل تبحث لمستقبلها عن دور بمواصفات ومقاييس - مايجعله يكرر الضغط وبكافة السبل وصولاً إلى لعبه أيضا بكل الاوراق القذرة التي لاتزال في يديه فرضاً لهذا الحلم العائلي الاناني المهووس والنزق.
وأما بشأن شبوة التي فيها خلايا قاعدية من فترة على عكس لحج أو أبين فإن المعلومات تفيد بأن خمسة ألوية تحمي مشروع الغاز هناك تبلغ مخصصاتها 3 ملايين دولار شهرياً، فهل يعقل ان يتم تفجير الانبوب بهكذا سهولة والقوة الحامية تنتشر على نطاق جغرافي يصل إلى عشرين كيلومترا عن منطقة المشروع ؟
ثم أين هي الصيغة المشرفة المعول عليها من قبل الطيران الحربي الذي لايزال تحت رحمة محمد صالح الاحمر ؟
بشكل خاص هنالك من يرى في إشغال الجيش بهذه الاحداث إعاقة للهيكلة، وبالمقابل- ونحن نرجح هذا الرأي- هنالك من يرى في هذه الاحداث دليلاً ساطعاً على ثغرات كبيرة في الجيش، مايستدعي سرعة اصدار القرارات الاولية على الاقل بإتجاه الهيكلة التي ستقوي حتماً من عضد القوات المسلحة والأمن، كما في الاساس ستنزع تأثير قرارات بقايا العائلة السلبية عن هذه المؤسسة الأهم في البلد بعد ان صارت مشتتة وتعاني عديد خيانات ومغامرات لاوطنية من داخلها للاسف-تماما كما كانت كشفته أحداث أبين- مايجعل من قرارات قادة القوات المسلحة والامن الوطنيين الخارجين عن النطاق العائلي بمصالحه في تشويش المشهد الآن ، قرارت فعالة ومركزة وملزمة وبالتالي ذات ثمار إيجابية.