لقد استفاد صالح وعائلته ومقربيه من مبادئ الحوثية واخذوا منهم اهم مبادئهم وهو مبدأ التقية، ولعل العائلة هي المستفيد الوحيد في اليمن من الحوثية من بعد إيران.
فصالح يصرح بمباركته اختيار الشعب لهادي رئيسا ثم يحاول زلزلة الدولة من تحت قدميه بتصريحات تدعو للانفصال حينا والنقمة على الدولة الوليدة حينا، ونشر الفتن والقلاقل والتمرد على الأوامر في كل حين، بل والتصرف دوما كرئيس حيال النائب وحيال شعب يعتقد انه قام بثورة، ويكفينا رؤية الموكب الرئاسي الفخم لصالح لنعلم انه ما زال رئيسا فقط ينوب عنه هادي احيانا وما زال هو المتصرف بمقدرات البلاد ورقاب العباد..
ولا ندري هل هو انفصام الشخصية أم جنون العظمة أم أننا خدعنا بالفعل.. والآن لنا أن نقلق من الظهور الإعلامي الأخير لنجل صالح وهو يؤيد هادي كرئيس لليمن ويصف والده بمؤسس الدولة اليمنية الحديثة.. ويا للعجب!!
لقد سكت دهرا ونطق كفرا فأين هذه الدولة المدنية الحديثة وعلى ماذا قامت الثورة؟.. ثم انه قد سبقت تصريحات أخرى عائلية تشد على يد هادي وتدعو إلى مساندته، ثم نجد أن هذه الأصوات هي من ترفض الامتثال لأوامر الرئيس.. لأنهم باختصار يمتثلون لأوامر رئيس الرئيس في تصورهم..
فصالح مازال يعتقد أن اليمن لعبته المفضلة ولذا يرى انه لا بأس من ان يلعب معه هادي لعبة الرئيس أمام الآخرين وتحت ضغوط لاعبين كبار على ان يبقى هو الرئيس الفعلي والمطلق لذا حرص على ألا يغادر اليمن حتى يدير شئون المزرعة السعيدة بنفسه كما اعتاد..
ولعلنا نربط بين التمرد القائم من قبل محمد صالح وطارق صالح وبعض مقربيهم وبين طهور نجل صالح العجيب والاستعداد المريب للحشد العسكري من قبل قوات العائلة والتي لا يعرف احد امكاناتها تماما وماذا يخفون من مفاجآت قادمة.. فهل تأييد احمد علي يعني بلغة العائلة الخاصة صِدام مسلح يكون وشيكاً وأنهم سئموا تدخل هادي بأمورهم وممتلكاتهم الخاصة فقرروا فرد العضلات العسكرية في صنعاء من جديد.. ولماذا لا نتوقع الأسوأ واليمن تشتعل من طرفيها شمالا وجنوبا ولم يتبقى سوى الوسط لتكمل عليه العائلة حتى يعلم الشعب اليمني ان الثورة الناقصة يجب أن تكتمل أو تموت؟..
ربما كما أدرك صالح أن هادي لم يعد هادئا وقد سئم لعبة رئيس الرئيس وهو جاد في تقليم أظافر العائلة فقط من اجل إرضاء الشعب الثائر.. رغم أن فكرة القرارات التدويرية ما زالت محل رفض وعدم رضاء من كثير من الأطراف خاصة ان القرار الدسم لم يأتي بعد وهو القرار بشأن نجل الرئيس وهو من يعتقد انه يتم تلميعه إعلاميا من الآن ليكون الرئيس القادم والوريث الشرعي للدولة الحديثة التي صنعها أبوه..
والذي اعتقد انه يرسل لهادي وغيره بظهوره هذا وتصريحه رسالة مشفرة بأنه موجود وهو خط احمر لن تسمح القوة العائلية بتجاوزه أو الوصول إليه..