آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

ومتى يبدأ التدخل السعودي في اليمن!

.. والسعودية حاضرة في اليمن، حضور شرف المائدة.. والوحيدة التي لا تتدخل في اليمن بإمدادات وخزانات الشر اليوم هي السعودية وغيرها يسبحون باليمن نحو الشر ويرقصون به مع الثعابين والسعودية تتفرج من على المائدة.. لا اعرف من قال لها بان تتفرج فقط؟.

والسعودية رقصت مع الثعابين هنا قبل أربعين عاماً وغادرت الحلبة.. كان عليها أن تبقى؛ رحلت والآخرون باليمن ومن اليمن يقتربون منها، واليمن لا يقترب من احد.. لكن ماذا تصنع عندما يدفع بك احد من الخلف للارتطام بمن أمامك... وهناك من يدفع اليمن للسقوط فوق السعودية.. وفي تاريخنا لم نسقط على أحد ولم نعتدي على أحد، وقائمة من اعتدى علينا تطول وتطول... وليس جديدا الرقص هنا مع الزواحف والذئاب، وعلى السعودية أن تُعيد تدوير حديث صالح عن الرقص مع الثعابين...

كان الرئيس صالح يرقص شفاه الله على رؤس ثعابيننا.. لم يكن يدعي اننا نحن من يمشون راجلين في الاسواق، ثعابين، كما يظن حرس حدود السعودية وقوة أمنها الداخلي... لم يكن يقصد الناس وغفلة القوم والعابرين في طرقات الريف العميق والصحاري العميقة والمدن.. وكل هؤلاء، هم الجمع البشري للساكنة اليمانية الراجلة.. كان يقصد ثعابين في إيران وغيرها وفي دوائره ودوائر غيره... ثعابين في الصفوف الحزبية المناوئة له والتي قرررت سحبه من الرقص في الأعلى إلى الرقص في الأسفل..

وأحدهم قال بان صالح رحل وترك الثعابين ورائه.. لم يأخذهم معه كما لم يلحقوا به.. وتذكر صالح أنه تركهم خلفه فعاد مسرعاً وزمن الرقص معه وصل إلى النغمة الأخيرة.. والثعابين ترقص الآن مع اليمن.. والرقص من بداية النغمة الطويلة، بروفة أولى للرقص مع السعودية في التصفيات والسعودية غائبة ونظنها حاضرة، واليمن بعيون ناعسة وبأرجل كسيحة يهرب من الثعابين، مطلع شمالاً حتى حدود صعدة مع السعودية. وهناك تلدغه الثعابين ثم يعود ويجري أسفل جنوباً وحتى المكلا حدود حضرموت، آخر نقطة لتجمع الثعابين هناك فتلدغه... ثم يعود هروباً نحو صعدة شمالا ثم منزل جنوباً.. ثم مطلع ثم منزل..

هذه حلبة رقص اليماني الكبرى، ونحن نسقط كل يوم بثعابين الحوثة وبثعابين القاعدة وبثعابين الحراك وبثعابين احزاب النبي الكريم الجليل محمد ابن عبد الله، الإصلاح مثالا وليس كل الإصلاح... ونلدغ بثعابين أحزاب آل محمد، الحوثة، الحق، اتحاد القوى الشعبية، وبأحزاب العلمنة القومية التي تتوضأ وتصلي والتي لا تتوضأ وتصلي.. اشتراكي،ناصري وناصري أخر، وبعثي وبعثي أخر،... والسعوديون يتفرجون عن بعد لمن يلدغنا... والثعابين تقترب من تحت ثوبها وبُشتها المُذهب وينتهي بها الحال ملدوغة.. إنها سنن كونية لمن حجز مقعده للمشاهدة والتفرج.

إيران وحدها ومن هنااااك... هناك البعيد.. تدفعنا للثعابين.. تلتقي بهم في اليمن وفي خليج دبي وفي لبنان ومصر وأوروبا، ثم تدعوهم إلى طهران، لتزودهم بالسم،ثم تدفع بهم وبالجميع اليماني للحلبة ضدنا وضد السعودية... تدفع ببعض الحراك ضد السعودية، ومن اجل الحوثة.. وتدفع بالقاعدة ضدنا وضد السعودية، ومن اجل الحوثة.. وتدفع بجماعة البيض علي سالم ضد الحراك وضدنا وضد السعودية، ومن اجل الحوثة.. والسعودية تتفرج من شدة السأم ولا تدفع باحد نحو الثعابين، ولا تدفع بالثعابين نحو أحد منا...

والسعودية متعبة من اليمن ومنهكة من اليمن، وتشتكي من اليمن، ولا تفرح باليمن.. وتفرح إيران باليمن ومن تدفعهم منا يتمسكون بعداوة السعودية لمصلحة الفرح الإيراني.. وما يتلاطم في اليمن الآن هو الدور الإيراني الذي يلعب بالسعودية من اليمن ويلعب بها في البحرين وسوريا ولبنان ومصر...
وأخر لعبة إيرانية مع السعودية في مصر، وعلى بوابة وجدار سفارة الرياض في القاهرة، واللعب الإيراني في اليمن ليس للتسلية.. وإيران تخطط لاختطاف يمنين اثنين من اليمن، ضدنا وضد السعودية.. تختطف يمن المحافظات الشمالية للحوثة، وتختطف يمن المحافظات الجنوبية لبعض الحراك..

والسعودية تتفرج وتقول إنها لا تتفرج.. ومخالب وأذرع إيران حول السعودية تكتمل بهدم اليمن بعد عامين أو قبل عامين.. والسعودية تتفرج.. وإذا ما هُدم اليمن في اليوم الأول هُدمت السعودية في اليوم التالي..

دعك الآن من مساوئ ولؤم غزاة الأمن السعودي على بعض مغتربينا هناك وفي الحدود الطويلة.. فالسعودية واليمن كيان متداخل غصباً عنا وغصباً عنهم، وما من سبيل مفر.. واليمن والسعودية كيان متداخل في الجغرافيا والتاريخ واللغة والنسب والقرابة والدم والدين والمصير والاجتماع والاقتصاد.. وعلاقة السعودية باليمن علاقة تعاون، وعلاقة إيران باليمن علاقة تدخل.. وتدخلات السعودية في اليمن اقتصادية... معونات ومساعدات ومنح.. وتدخلات إيران في اليمن عسكرية.. ميليشيات، تمردات، تجسس، وتفكيك.. تفكيك اليمن..

وهذا والسعودية لا تتدخل وعليها أن تتدخل في أسرع وقت، وأن تبتكر الآن أسلوباً جديداً للتدخل في اليمن، قبل أن يكتمل موسم الحصاد السياسي الإيراني في اليمن.. وقانون حمورابي يقول إن من يعزف عن إطفاء الحريق في منزل جاره يُعاقب نفسه بالحرق.. وقانون الحضرمي عبد الرحمن ابن خلدون صاحب نظرية العمران وسقوط العمران، بنى نظريته على علاقة كل شيء بكل شيء في السقوط وفي البناء.. والسعودية واليمن يرتبطان قدراً كاملاً غير منقوص.. وعلاقة بلديهما تربط كل شيء لكل شيء بكل شيء..

والسعودية تُجهد نفسها في الهروب من اليمن، ثم تتذكر انها لا تستطيع الهروب، فتعود مسرعة للارتباط باليمن.. فتستشير وتستشير وتستشير.. ثم تعمل بعكس ما يشار لها من صواب، مع أن حكمة التواصل تقول: إن كان اليمن يوجع السعودية، فعلى السعودية ان تقترب من اليمن وتعالج وجعها دفعة واحدة.. وما عدى ذلك وبنص واضح فإن عزوفها عن التدخل الإيجابي في اليمن يصبح حماية للدمار، دمارها وقبله دمارنا...

*إعلامي يماني

زر الذهاب إلى الأعلى