[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الشعب كضحية للتطرف..

الشعوب على مر العصور هم طحين الرحى وضحايا النزاعات بل وكباش ألفداء بين الغالب والمغلوب هم من يدفعون ثمن فواتير البقاء على ارض الوطن وغيرهم يبيع ويشتري في خيراته وامنه.

هم الدروع البشرية للوجوه المشوهة بأحقاد بغيضة تقيم الحروب وتبني عصابات الموت.. هم السائبة الذي لا يسأل عن دمائهم لماذا وكيف سفكت. تكويهم نيران صديقه كما تشويهم حرائق الاعداء وفي احيان كثيرة تصبح اشلاؤهم بهارات تذكي حدة الصراعات وصاروا قمصان لعثمان بأيدي الحبابرة والمنافقين..

تعقد الصفقات بأرواح الشعوب وبها يدفع الثمن وبها تجمع التعويضات.. إن فيهم المواطن المطحون الذي تفنى أحلامه وراء الرزق ولا يعرف له ميزان فإذا اتى موسم سباق السلطة بحثوا عنه في الجحور والارصفة وصار هو الشعب صانع الأمجاد والحاكم الحقيقي وما الحكام الا عمال لديه يركلهم متى شاء والمركول دوما هم الشعب..

باسم الشعب تعقد جلسات النواب وضده تصدر القرارات.. من اجل ارهاب الشعوب صنعت القاعدة، ووحدهم ابناء الشعب من يقاوم مدها ومن الشعب فقط يسقط ضحايا القاعدة والطائرات الأمريكية اما من صنعها أو دعمها أو دربها وفتح لها أبواب الوطن فهو طليق يحصد من ارواح البشر خطيئة تلو اخرى.

يلهموننا سيلا من الألحان للتباكي عليهم وتملأ الدنيا ضجيجا بأناشيد تمجد في أرواحهم ويدفنون بالعشرات لا يحاول صد الموت عن قلوبهم المعذبة .

هم حكايات وأحلام ربيعية، كيف تطمر في غارات جوية لم يقصد فيها قتل المدنيين..
هم ليسوا مجرد أرقام أو جثث مرصوصة ممزقه يسترها الغبار هم بشر كان لديهم آمال في غد أفضل يخلو من ألآم النزوح وقبح القاعدة.

هم جنود ذهبوا كي يعودوا لأحضان الأم الصبور فضمهم صدر الأرض والوطن الجريح.. فهنيئا لهم نصبا تذكاريا للحندي المجهول واكليل من الزهر الصناعي وبكائيات الادباء والشعراء والقابا تافهة تقال حين يكتشفون هذا المجهول على خارطة الوطن فيحفرون له قبرا ربما في جبل أو ربما يعود إلى الام الصبور... في كفن.

ولشعبنا قصص فريدة في عذابات شعب تقلب زمناً طويلاً في محرقتها، فبين جهل معتق وفقر مدقع وفرقه تمزقه ومصائب تأتي عليه لا يدري أيها يقضي عليه أولا فمن اقصى غلاة الشيعة إلى اقصى غلاة السنة إلى طائرات تدك بيوت العراء على رأسه.

مجرد عصابات وأفراد تصر على وصاية كاملة على شعب بالملايين تفرض رأيها بالانفصال أو إقامة دوله إماميه أو إمارة إسلاميه متناسيين هذا الشعب الذي يتحدثون باسمه ولا يذكرونه الا حين يبدأون بإحصاء جثامينه وإيداعه قلب الأرض التي عليها ومن اجلها يموت .

يخرج مظلوما مقهورا كما عاش محروما منكوبا.
إنه ليس تباكيا على هذا الشعب بل هو التفاؤل بقرب الفرج .... إنه التمحيص الذي يحرج الأفذاذ من عمق الفتن... شعب جبار من يعاقر ألموت ليصنع الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى