شعر وأدب

سأمضي حاملا نعشي (قصيدة)

هذه القصيدة لشاعر من طيور اليمن المهاجرة وهو محمد طه المريري:

مساء الخير يا قمرُ
علام الحزن والضجرُ

تفاءل لا تقلْ أفٍ
فنار الحقّ تستعرُ

على وجه السماء أرى
سراة النور قد ظهروا

أرى جندا مرصّعة
كأنّ بريقها عبرُ

أرى مزنا ملبدة
ففي رحم السّما مطرُ

بروق الغيث ألمحها
بها يحلو لنا الثمرُ

وأسيافٌ أبياتٌ
ليوم الفتح تنتظرُ

وآمالٌ عريضاتٌ
مع الخلجات تختمرُ

دحرناها جيوش الإف
كِ ذاب بأرضنا التترُ

ألسنا الأمة الكبرى؟
فكيف تخيفنا الزّمرُ؟

جحافلهم سنقهرها
فمدُّ الشرِّ ينحسرُ

هي الأرزاء تطفئنا
فتشعل ليلنا السورُ

يراعي بات متقدا
تفوح بحبره الفِكرُ

يمور الشوق في فلكي
يهيم السمع والبصرُ

يدكّ الوجدُ أركاني
ويضني خافقي السفرُ

تشبّ الآه أنفاسي
ويذكي لوعتي "صَبٍرُ"

متى أرتاح في بلدي؟
متى الأفراحُ والسمرُ؟

لئن فارقت أحبابي
سيجمع شملنا القدرُ

سأمتشق الحسام ولن
أظلّ يهدّني الكدرُ

سأمضي حاملا نعشي
ولن تغتالني الحفرُ

لأنسف حصن أوغادٍ
لأحرق كلّ من غدروا

فهذا الشعب يستجدي
بمن - والله - ما شعروا

جرائدنا تغطيها
حروف الزّيف والصورُ

وهذا قد هجا حُكماً
لتملأ جيبه الدررُ

شعوب هدّها جوعٌ
لحبّ القمح تفتقرُ

ونزهو في منابرنا
بصرح القشّ نفتخرُ

على أعتاب بلدتنا
يئنّ الرّملُ والحجرُ

بواسق تشتكي ظمأ
ينوح بأرضنا الشجرُ

وخيل الظلم جامحةٌ
وتنسى أننا بشرُ

أراها تسلبُ الثروا
تِ لا تبقي ولا تذرُ

تباريح الشعوب غدتْ
كأنّ لهيبها سقرُ

عهود النوم قد ولتْ
ولم يُلمحْ لها أثرُ

قيود الذلّ قد ذابتْ
بنار العزّ تنصهرُ

فصبرُ النّاس محدودٌ
وأبله قال ما الخبرُ!

وجوم الكبت تعقبه
براكين ستنفجرُ

فأشباح ستندحرُ
وأصنامٌ ستنكسرُ

عقود القهر إن طالت
سيأتي بعدها الظفرُ

خفافيش الظلام هوت
أراها اليوم تحتضرُ

*مهندس يمني مقيم في كندا

زر الذهاب إلى الأعلى