مثلما رفعنا أصواتنا ليناَ وشدة للمطالبة بإعادة فتح السفارة السعودية في صنعاء لما ترتب عن إغلاقها من فوات لمصالح خلق كثير لا وزر لهم في حادثة اختطاف الدبلوماسي السعودي التي دانها الجميع. يتوجب علينا اليوم بعد أن وجه الملك عبدالله بإعادة فتح السفارة في اتصال مع الرئيس عبدربه منصور هادي يتوجب علينا أن نتقدم بالشكر الجزيل للملك عبدالله على هذا القرار الذي انتظرناه واثقين بقرب مجيئه، إذ لا أظن أن ثمة حركة دائبة بين جارين شقيقين كما هي بين اليمن والسعودية الأمر الذي جعل من إغلاق السفارة أمرا فادح المضار.
ولقد عاينت، خلال مقامي في المملكة الشهرين الماضيين، حجم الأضرار التي وقعت على المغتربين طيلة شهور الإغلاق وذهبت لأسأل الجهات الحكومية اليمنية المعنية هل بذلت جهدا لإعادة فتح السفارة؟ وأكد لي السفير محمد علي الأحول أن رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة فتح الموضوع مع الأشقاء خلال حضوره مؤتمر أصدقاء اليمن بالرياض مايو الماضي، وزاد أن وزير الخارجية د. أبوبكر القربي فتح الموضوع هو الآخر أثناء مشاركته في جنازة الأمير نائف رحمه الله. فضلا عن المطالبات المتكررة للسفير الأحول الذي أقيم له حفل توديع في الرياض الأسبوع الماضي.
وعليه فقد طار إلى حسباني أن فتح السفارة لن يكون سوى باتصال من رئيس الجمهورية بنفسه وذلك جريا على برستيج لا يكلفنا شيئا لكنه يعني في نظر أشقائنا الشيء الكبير، ومؤكد أن الرئيس هادي يدرك ذلك لكنه كان ينتظر التوقيت المناسب لأسباب وجيهة لكنها غير واضحة لأغلب الناس، وهو ما تم اليوم، خصوصا أن القرار السعودي الخاص بإغلاق السفارة جاء بعد معلومات أمنية متواترة ومؤكدة تلقتها المملكة تتحدث عن مخطط تفجيرات يستهدف مقر السفارة في صنعاء، وحسب علمي فقد أخذت الحكومتان اليمنية والسعودية هذه المعلومات على محمل الجد، خصوصا بعد حادث اختطاف الدبلوماسي السعودي في عدن، ويبدو أن كفاءة الأجهزة الأمنية اليمنية في كشف خلايا إرهابية في صنعاء في اليومين الماضيين، قد شجع الرئيس هادي على الاتصال للملك عبدالله والقول له إن الجو أصبح أكثر أمانا.. أو قل أقل خطرا من ذي قبل. وذلك بعد أزمة أضرت بمصالح كثير من الناس وفوتت على قطاع الحج والعمرة موسما لا يعوض. وبلغ خلالها الاستغلال الكيدي والتحريض الأرعن مستويات مقلقة. والحديث هنا ليس عن الاحتجاجات المشروعة التي نظمتها بعض الفئات المتضررة كما هو حال شركات العمرة، بل عن جهات لا تريد للسفارة أن تعاود فتح أبوابها!
ولا أخفيكم أن تصعيدا غير محسوب كان سيحدث من قبل جهات متربصة تبني مكاسبها على توتر العلاقات بين اليمن والسعودية، وكان سيلقى هذا التصعيد متعاونين كثر معه، وذلك إذا امتد إغلاق السفارة إلى وقت أطول.