[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

ملاحظات سريعة في تشكيلة اللجنة الممهدة لمؤتمر الحوار

أولا أبارك صدور هذا القرار باعتباره خطوة تسير بالأوضاع في اليمن إلى الأمام، وإن كان لي بعض الملاحظات عن هذه التشكيلة التي يفتقد بعض أسمائها أدنى مؤهلات القبول الشعبي الواسع الذي ييسر مهمتها ويعكس جدية المسعى وسلامة الخطوات.

أدري ان مهمة اللجنة فنية وإن كان مشترطا فيها، حسب القرار، تمثيل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي ولكن جزءا لابأس به من الأسماء في التشكيلة لا تنطبق عليها مواصفات العمل الفني التحضيري بقدر ما هي تجسيد صارخ ومستفز لجماعة إرهابية مسلحة خارج نطاق القانون هي جماعة الحوثي، وكان يمكن الاكتفاء بواحد أو اثنين لضمان حضور هذه الجماعة ولكنها برزت بمجموعة أسماء تمثل عصابة انتخابية داخل اللجنة بإمكانها الترجيح والتعطيل. وقد صعدت أسماء متعددة عن هذه الجماعة لأنها استحوذت على كوتا المنظمات المجتمعية والقطاع النسائي ودخلت في نصيب الشباب والمشترك مضافا إلى هذا كله ممثلا الحوثي الرئيسيان صالح هبرة ومحمد عبدالسلام. بينما لا تمثيل مطلقا لضحايا الحوثي من أبناء صعدة بأية صورة. ولا أدري كيف فات صائغ القرار أن تمثيل قطاع المنظمات والمرأة كان أولى أن يكون بأسماء مهنية محايدة سياسيا قدر الإمكان وتعبر عن قضايا قطاعها وليس رافدا إضافيا لتيار سياسي طائفي مسلح.

في المقابل لا وجود معتَبر للأسماء التي تعبر عن همنا الأهم وهو القضية الجنوبية إذ على كبر أهمية هذه القضية وعلى تعدد فصائلها جاءت اللجنة منبتة عن هذا الهم وهذا يوسع الشرخ ويثير التذمر داخل الأوساط الحراكية التي وافقت على الحوار. وتهب لمن قاطع الحوار فرصة ثمينة للشماتة والتفشيل. ورأيي أن حصة الحراك كان ينبغي أن تستوعب خمسة أسماء آخرين على الأقل.

إلى ذلك غاب السلفيون تماما وهم قطاع واسع وفاعل في الحياة اليمنية سياسيا واجتماعيا.. وهو غياب ينبغي استدراكه عند تشكيل قوام مؤتمر الحوار. وكذلك الحال مع فئة المغتربين.

هذه التشكيلة دليل إضافي على أن الرئيس عبدربه منصور هادي متمكن جدا في معرفة القطاع الأمني والعسكري لكنه ليس بذات الدرجة في الشأن المدني والسياسي. ويُخشى من أن تستعدي هذه التشكيلة فئات عديدة على الرئيس هادي وتقربه من فئة أخرى نصبت نفسها عدوا للجميع، وهذا بالطبع ما لا نتوخاه ولا نريده وبالتالي فإن الرئيس محتاج لإعادة النظر في هذه التشكيلة إن بدا تأثير هذا الخلل التمثيلي واضحا على أداء اللجنة.

هناك أسماء كنت أتمنى أن تكون ضمن اللجنة ومنها النائب محمد عبدالاله القاضي، الأستاذ سامي غالب، الدكتور عبدالعزيز المقالح، العميد ناصر النوبة، المهندس أحمد قائد الأسودي، الدكتور عمر مجلي، الدكتور ناصر الخبجي، العميد عبدالله الناخبي، الأستاذ عبدالفتاح جمال، الأستاذ علي منصر، الأستاذ قاسم داود علي، الأستاذ عبدالسلام العنسي، الأستاذ محسن بن شملان، الأستاذ حسن الأشموري، العميد صالح عباد الخولاني، الدكتور خالد عوض نشوان، السفير مروان النعمان، الدكتور عيدروس النقيب، الشيخ عبدالله بقشان، الشيخ محمد محمد المهدي، الأستاذ محمد عبدالله زبارة، والأستاذ أحمد ضيف الله العواضي،.. وآخرون وآخرون لا يتسع الحيز لذكرهم بعضهم أحيانا يقوم مقام بعض، لكن اليمن مليء بأسماء تمهد حقا طريق المستقبل وهذا هو مؤهلها وليس مؤهلها تمثيلها لمراكز قوى حملت السلاح وقتلت اليمنيين و.."لعبَتْها صح". وفي تقديري أن توسيع عضوية اللجنة لتشمل بعض هذه الأسماء سيثري الخبرات ويعزز عدالة التمثيل ومقتضيات الإعداد.

ورغما عن كل الملاحظات السابقة فهناك أسماء داخل التشكيلة يشعر المرؤ معها بالأمان والطمأنينة ويستبشر بالخير ومنها د. عبدالكريم الإرياني ود. ياسين سعيد نعمان.. وهناك أسماء من خارج نطاق المحاصصة كان اختيارها موفقا جدا كالأستاذ نصر طه مصطفى.. ولقد هممت أن أسرد هنا الأسماء الوطنية المتفق عليها لأجد أنهم أغلب من في اللجنة وهذا هو ما يخفف من الصدمة التي منشأها أربعة أسماء لا غير.. ولكل أعضاء اللجنة نقول: ألف مبروك وفقكم الله جميعا ونجاحكم نجاح لليمن كلها. وأنتم الآن تحت الاختبار ولديكم الوقت الكافي لتنجزوا شيئا تخلده الأجيال أو تبوءوا بلعنة لا تمحى أبد الدهر.

موضوع متصل:
صدور قرار بتشكيل اللجنة الفنية للاعداد لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن (الأسماء- النص)
https://nashwannews.com/news.php?action=view&id=18693

زر الذهاب إلى الأعلى