أرشيف الرأي

سلطان أكبر ولاية سامعي وأوهامه النرجسية!

ترددت كثيرا في الحديث عن سلطان السامعي , لا لشيء إلا مخافة أن يساء فهم ما أقول , فالرجل خلال الآونة الأخيرة أظهر تصرفات إستاء منها كثير من شباب ساحة الحرية في تعز , وجعلت دائرة الموالين والمعجبين تضيق رويدا رويدا حوله , حتى من الحزب الذي ينتمي إليه حينا ويتمرد عليه أحيانا .

يتفرد صاحبنا بانتهاز الفرص , وحب الظهور , وإبراز الذات والأنا , وتغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن والجميع , كثيرا ما يقع على الجراح لينفث سموما تدغدغ أسماع البسطاء , غالبا إن لم اقل دائما يسبح عكس التيار , ويقف ضد الإجماع الوطني , ويتحالف مع من هم على شاكلته , متمردا على حزبه , وعلى التكتل الرائع (اللقاء المشترك) الذي كان ينتمي إليه , واصما إياه بالخيانة والتآمر , ويضل ينعق بما ينعق به بقايا النظام من سرقة الثورة , وابتزازها .

يصفه البعض – ومنهم أعضاء في حزبه – بأنه عميل مزدوج , ويدعي بعضهم انه يتلقى المال السخي من قبل الأمن القومي , وان كنت لا أميل لتصديق ذلك , لكن هكذا الأمر مطروح بقوة .

اعذروني في عدم استخدامي عبارة شيخ كديباجة ومقدمة لصاحبنا هذا لاعتبارات تخصني وتخص أهل مديرية سامع , رغم انه يموت في هذا اللقب والنيشان الذي يبعث فيه الانتشاء إلى أقصى حد , يحاول صاحبنا هذا من خلال تحالفاته ومواقفه المتعددة المجدة منها والساذجة بناء إمبراطوريته الشخصية النرجسية العائمة , وربما بوقوفنا مع محطات من تلك المواقف تبرز الخصائص النفسية والفسيولوجية للبرلماني والسياسي والأديب والمفكر والشيخ سلطان

سلطان (بتوع ربنا)

في انتخابات مجلس الشعب المصري عام 2005م كان صاحبنا في أرض الكنانة , حيث التقى – على حد قوله – بإمراة عجوز سألها عن من رشحت , فأجابت بفطرتها (بتوع ربنا) وهي تعني بذلك الإخوان المسلمين , وعاد صاحبنا من مصر لينشر مقالته (بتوع ربنا) , تلك المقالة التي عدها كثير من المراقبين , محاولة للتقرب من تجمع الإصلاح , طمعا في عدم منافسته من قبل (بتوع ربنا) في أي انتخابات قادمة , وظل يغازل مرارا , بل في مقال له منشور في عام 2007م يقول بالنص عن تجمع الإصلاح (حقاً لقد أثبت هذا الحزب بأنه الحركة الأرقى التي أعادت للإسلام نقاوته وتسامحه، لذلك تستطيع أن تقول بأن تجربة الإصلاح العظمية ستخلص اليمن من تعثره وتخلفه وصراعاته حسب رأي الكثير من المثقفين والسياسيين في اليمن) وان كان هذه الأيام قد قلب ظهر المجن ل (بتوع ربنا) حسب تعبيره وليس تعبيري .

سلطان و حراك الهضبة الوسطى

مع توقد الحراك الجنوبي الوحدوي , الذي خرج مطالبا بحقوق مشروعة , كاسرا حاجز الخوف , ومقدما لتضحيات جليلة لم تردعه عن المسيرات والوقفات والفعاليات النشطة لإبراز حقوق منتقصة ومسلوبة , خرج صاحبنا سلطان بفكرة الحراك الشمالي , وخرج بتصريحات مدوية ووعود براقة حيث قال في حديث لصحيفة الديار الأهلية الصادرة يوم السبت 21 مارس 2010 ”مهما تغاضى (النظام الحاكم) في الأخير سيصغي لمطالبنا لأننا صادقون وقادرون على التغيير وزلزلة الهضبة الوسطى تحت أقدامه ” وفعلا لامست هذه الجعجعة – عفوا الفكرة – شوقا يدب في أوصالنا متوقدا إلى ذلك الحراك ,للوقوف أمام طغيان الاستبداد واللصوصية , وكانت هناك إشاعات تتردد أن الرئيس صالح يقضي أيام الأعياد الدينية في تعز خوفا من حراك سلطان لكن سلطان لم يتحرك واكتفى بجعجعته فحسب .

وان تعجب فعجب ان تراه في الوقت الذي ينسحب فيه نواب المشترك وبعض المستقلين من جلسة مجلس النواب المنعقدة لإقرار التعديلات الدستورية التي تقضي بتمديد الفترة الرئاسية , لم ينسحب مهندس حراك الهضبة الوسطى , بل صوت لصالح التعديلات , ليكتب لصالح عمرا مديد في قصر السبعين !!

سلطان وشباب 11 حرامي .

في ساحة الحرية تعز تبلورت أفكار وحركات تهدف لإسقاط النظام , وحاول بقايا النظام إذكاء الصراعات الايدلوجية بين مكونات الثورة , والبحث عن حصان طروادة لتحقيق ذلك , فانساق البعض بعلم وغير علم نحو هذا المنحنى الخطير , ومن الحركات التي تولت كبرها ما يسمى بثورة شباب 11 فبراير , تلك التي يتندر عليها شباب الساحة بمسمى 11 حرامي , وهم يتميزون بلبس شعارات صفراء فاقع لونها توضع على الرؤوس عليها مسمى الحركة , وأحياناً يضعون شارات حمرا عليها عنوان شباب التغيير أو شباب الحسم الثوري وكلها تصب في نفس الهدف , هؤلاء هم رواد حروب إسقاط المنصات وأصحاب المشاكل في الساحة , وينعقون بشعارات قمة في الغباء منها ( لا حزبية ولا أحزاب ثورتنا ثورة شباب ) وهم حزبيون حتى النخاع , كنا في ساحة الحرية نلاحظ بهلوانياتهم الحمقى باستهجان , ونغض الطرف حتى لا نعطيهم اكبر من حجمهم , وبعد كل معركة حول المنصة يعودون على أعقابهم منكسرين , وقد لمحتهم في احدي ليالي الثورة بعد منازلة خاسرة وهم يتحلقون حول شخصية في وسط الساحة , اقتربت فإذا بهم حول صاحبنا سلطان الأب الروحي والمادي لهم يشكون إليه ضعف قوتهم وقلة حيلتهم , وهوانهم على الثوار , ليطمئنهم العم سلطان , وأدركت حينها أن كل مشكلة في الساحة وراءها صاحبنا عن قريب أو بعيد , وهؤلاء أضحوا فيما بعد أبواق للحوثي حيث سلمهم محمد صبر لقمة سائغة لحركة المتعة الحوثية .

سلطان عنترة وشورمان زمانه .

مع وهج الثورة , ومحاولة بقايا النظام إرغام تعز على الركوع للحاكم بشتى الوسائل , كنا في ساحة الحرية نشعر بالعزة رغم الخوف , كيف لا وصاحبنا سلطان يظهر بين الفينة والأخرى على منصة الساحة بوعوده البراقة وتعهده الموثقة بأنه سيحمي الثورة وتتع إلى التصفيقات لهذه الوعود , هنا عنترة بن شداد :

ولقد ذكرتك في المنصة ثورتي ولسوف ابرز خنجري وسناني

وأذود عنك أري الأعادي أنني النمر المقنع طاهش الحوبان

وعلى خلاف بعض زملائي الثوار , كنت أتشكك في كل وعد وتعهد وجعجعة رخيصة , ولا زلت أتذكر كلماته التي تنطلق من لسانه بصوت خافت وببطئ السلحفاة , ينتع الكلمات نتعا من فمه , كأنه يصلي ركعتين بين الكلمة والأخري , فهو ليس ضليع في الخطابة – سبحان المعيش – , وكنت بعد كل تهديد للنظام من قبله اهتف صامتا :

زعم الفرزدق أن سيقتل مِرْبَعًا ابشر بطول سلامة يا مِرْبَعُ

أثناء إحراق الساحة تساءل الناس عن عنترة زمانه , فخرج علينا أتباعه بالأعاجيب , وانتشرت وراجت إشاعة مفادها أن صاحبنا سلطان استطاع بشورمانيته إن يتتبع قيران مدير الأمن , ويصيبه إصابة بالغة , وانه امسك به بعد الإصابة وقال له (أنت تمنع الثوار عن العلاج والإسعاف بعد إصابتهم لكني سأعالجك !!!!) وفعلا وبمروءة منقطعة النظر قام سلطان بإسعافه إلى مستشفى الثورة , ثم إلى مستشفى اليمن الدولي وسهر على علاجه , لكن مات قيران , وكعاتي كنت متشككا في مروءة صاحبي لكني آثرت الصمت على الكلام , اما قصة مقتل قيران فكنت شبه متأكد من ذلك كما كان غيري, وانتشر هذا الخبر انتشار الحريق في الهشيم , ولا زلت أتذكر العدد الكبير الذي يروي هذه الرواية حتى أن وكالات الأنباء ذكرت مقتل قيران في خبر عاجل مثل موقع مأرب برس .

بعدها فوجئنا أن الخبر كان مجرد إشاعة وان صاحبنا سلطان قد فحط هربا بروحة , تاركا الساحة وتعز , وهو يهتف إني أرى مالا ترون , إلى أين ؟؟ , البعض يقول انه عاد إلى مسقط رأسه سامع , وآخرون انه غادر إلى القاهرة , وتساءل الثوار والمفسبكين عن عنترة ولا حس ولا خبر , وشاء الله أن يُقَيِّضَ لتعز المخلافيان حمود وصادق وحماة تعز الأشاوس ممن نكن لهم في تعز حبا وتقديرا ونعتز بهم فقد رفعوا شأن تعز ورأسها عاليا من دون الحاجة لشورمان .

سلطان والمبادرة .

على اثر توقيع المبادرة الخليجية , التي تأفف منها بعض شباب الساحات , ورأوها لا تحقق كل أهدافهم , ومع ذلك وضعوها كمقارنة مع السيناريوهات الأخرى ليجدوا فيها طريقا آمنا للوصول إلى أهدافهم , في هذه المرحلة طفا على السطح صاحبنا سلطان من جديد , خرج ليسجل موقف , وليعيد ماء وجهه الذي نضب بسبب الجعجعة والوعود العرقوبية , خرج صاحبنا من تحت الركام , بعد أن وفرت له المبادرة قدرا من الأمن يستطيع من خلاله الخروج من مخبئه , خرج ليشتم ويشمت في المشترك ويصفه بسارق الثورة ومبتزها , وبخائن الدماء والشهداء , ومانح الحصانة للقتلة , وتساءل أهل تعز وأهالي الشهداء أين كان هذا الغيور يوم استبيحت تعز وأزهقت الدماء ولم يفرق بين طفل وشيخ وامرأة وشاب , أم أن وظيفته تنحصر في الرقص على الدماء والأشلاء

سلطان (الحوثي)

لا اعني أن سلطان أصبح حوثيا , ولكن على نسق العناوين السابقة فقط , فبعد موقفه المخزي من حماية تعز , وأثناء تعرض تعز لحرب ضروس , تجول صاحبنا بين إيران ولبنان كما يحكى , بين قم والضاحية الجنوبية , بين خامنئي وحسن نصر اللات , وابرم صاحبنا مع دهاقنة المتعة رباط التعاون على البر والتقوى !!! , وعاد إلى اليمن لينسق مع الحوثيين على نطاق واسع , وان تعجب فعجب أن ترى أتباعه يزورون البيوت مع دعاة الحوثي في بعض مناطق الحجرية مثل قدس والتربة للتبشير بالدين الجديد وبناء الحسينيات !!! , وبدأ أتباع صاحبنا يدخلون أفواجا في الدين الجديد , وربما يوزع لهم سلاسل للتطبير وضرب الظهور , في البداية كان هذا الخبر مجرد إشاعة , ثم أكده صاحبنا بنفسه حين تفاخر بالتنسيق مع الحوثيين قائلا “شرف عظيم ان يكون لي ارتباط بالحوثيين فهم مكون ثوري يمني ومؤمنين ومشاركين في الثورة والديمقراطية”.

وتساءل الناس ما الذي حدى بصاحبنا أن ينحو هذا المنحنى الخطير , وأي قواسم مشتركة بينه وبين وكهنة زواج المتعة , ربما كان اللقب الذي يسبق الاسم عاملا مشتركا فهو شيخ والحوثي سيد وكليهما يتفاخر بلقبه , لكن الجامع الحقيقي هي المصلحة الشخصية الضيقة , والبحث عن القوة , فقد ظهر صاحبنا عقب المخرقة مجرد مذعور يبحث عن مأوى يختبئ فيه , والحوثي لديه أموال الخمس , ودعم كهنة المذهب في قم وكربلاء والدعم الإيراني السخي , وهذا ما يسيل له لعاب صاحبنا , والحوثي أظهره صالح على انه بعبع مخيف وقوي , قادر على سحق الجيوش وبعث الرعب , فظن صاحبا أن هذا جبلا يمكن أن يعصمه من غضب الجماهير , ومن قوة فصيل منافس ضمن اللقاء المشترك يختلف معه ايدولوجيا , كل ذلك جعله يركب موجة تيار أذناب المجوس , ليشكلا ثنائي بليد أو كما يقال في المثل الشعبي : جني على مصطرع , وصاحبنا بسذاجته لم يدرك أن الحوثي مجرد ظاهرة صوتية , يكاد أن ينقشع الغبار ليظهر على حقيقته البائسة الضعيفة والبليدة في آن واحد

ليعلم صاحبنا سلطان إذا انبلج النهار أفرس تحته أم حمار ,

لقد ظهر سلطان وأتباع الحوثي في تعز بأحقر وأضعف مقام , حين نصب منصة في شارع جمال منافسة لمنصة الثوار الذين تقاطروا من كل حدب وصوب ليحتفلوا بالذكرى الأولى لثورة البن 11فبراير , فحن أراد أن يشق الصف في منصته الجديدة فوجئ كما فوجئ الآخرون أن من تجمع حول منصته قلة قليلة أكثرهم شامت به وبفكرته , وكل من مر عَرَّجَ فأشفق على سلطان وأوهامه النرجسية , وهكذا من ربط حماره مع المدبر .

واستمرت منصة سلطان ثلاثة أيام , يدعون إلى مقاطعة الانتخابات وتخوين الآخرين وشق الصف , ولقد زرتهم ذات يوم فوجدت أكثرهم أطفال , ومتفرجين شامتين , أشفق حينها على صاحبنا وزبانيته , ثم انفضت منصته بعد أن أظهرت حجمه وحجم المعارضين لتطلعات الثوار .

في الآونة الأخيرة , جن جنونه حين رأى عدم جدوى جبهة إنقاذ الثورة , التي لم يعد لها من قيمة إلا إصدار منشورات الإنقاذ والحداثة وما على شاكلتها وبطباعات فاخرة توزع في الساحات لشق الصف , مما يؤدي إلى تمزيقها من قبل شباب الثورة الأكثر وعيا وحضارة .

ولا زال في تخبطه رغم علمنا ان ارتباطه بالحوثيين كان فقط لإغاضة من يدافعون عن عقيدة الأمة (بتوع ربنا) , كون عقيدته منحلة , وعلاقته ليس أكثر من زواج متعة , وسيلفضونه متى ما زالت مصلحتهم منه , ليعود يبحث عن ولاءات ضيقة أخرى , ومن باب ارجع لحولك تشرف أو تشرفت قناة المخلوع اليمن اليوم باستضافته ومن على شاكلته للحديث عن إنقاذ صالح عفوا الثورة .

فمتى يعي سلطان أكبر ولاية سامعي انه قد وقع في شراك أفعاله وتصرفاته , ومتى سيعيد تفعيل حسابه , وشحن كرته الحارق , ليعود إلى وطنه ورشده وحزبه وتكتله , بدلا من مسميات باهته , وألقاب زائلة , لن تصحح مسار الثورة المعوج في نظره , ولن تسمن أو تغني من جوع .

زر الذهاب إلى الأعلى