[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

مرسي وهادي.. الايجابية والسلبية في الأداء!

الجيش المصري جيش وطني بامتياز ويعتبر نموذجاً في الالتزام والانضباط والسمع والطاعة وأداء مهامه على خير وجه.

بالرغم من كل الاتهامات التي وجهت للمجلس العسكري المصري بالوقوف خلف الثورة المضادة ومؤازرتها إلا أن الأيام والأحداث أثبتت أن الجيش المصري لم يكن يهمه لا مبارك ونظامه ولا المعارضة وتطلعاتها وأنه كان حريصا على الأمن القومي المصري وعلى الحفاظ على كيان الدولة وهيبتها.

الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي يؤدي مهامه على الوجه المطلوب وكل القرارات التي اتخذها هي قرارات صائبة جداً وقانونية خاصةً والمشير طنطاوي والفريق عنان قد أديا واجبهما في العسكرية المصرية وتجاوزا السن القانونية للتقاعد بسنوات طويلة جداً على اعتبار أن سن طنطاوي 75 سنة بما يعني أن لديه 15 سنة زيادة في الخدمة على سن التقاعد.

ولكن في اليمن تظل المشكلة عسيرة وصعبة لأن الجيش اليمني لم يخرج من عقلية القبيلة إلى عقلية الدولة. فكل قائد عسكري هو شيخ معسكره والآمر الناهي فيه وربما يعتبره من أملاكه الشخصية والتي يحرم الاقتراب منها على الآخرين.

إعادة هيكلة الجيش ضرورة ملحة وغير قابلة للنقاش أو التفاوض ويجب أن تكون على أسس ومعايير وطنية وعسكرية صرفة وفقاً للمؤهلات والخبرات والكفاءات وكل ضوابط الخدمة العسكرية وتشمل إعادة التوزيع الجغرافي والانتشار للقوات المسلحة وفقاً لضرورات ومحددات الأمن القومي اليمني على الحدود والسواحل والمناطق التي تنشط فيها الجماعات الارهابية والمتمردة.

الرئيس هادي يؤدي مهامه في حقل من الألغام وهذا يتطلب الحذر ولكنه أيضاً يستوجب الحزم والشجاعة والاقدام . الرئيس يجب أن ينتزع كل صلاحياته وسلطاته وبالقانون بما يحقق مصلحة الشعب ويحقق أهدافه وطموحاته وتطلعاته.

بالله عليكم أي وضع هذا الذي نعيشه في كل دول العالم جنرالات وضباط على أعلى مستوى ينفذون أوامر قياداتهم بكل ادب واحترام وعندنا العسكري المغلوب على أمره والمظلوم والذي لا يكاد راتبه يفي بأدنى متطلبات الحياة البائسة وليس الكريمة يتحدى قرارت القائد الأعلى ويخلي موقعه ويسلم الأسلحة الثقيلة للقبائل ويصل يطلق الرصاص وسط العاصمة ويحاصر وزارة الدفاع . طيب هذا الجندي لم يكن ليتحرك لو لم تكن هناك أيادٍ خفية تدفعه وتشجعه لذلك وكان هذا سببا كافيا للرئيس ليقول للعابث، أياً كان، كفى.. لقد تجاوزت حدودك. ويقيله من منصبه. هذا إن لم يحله على محاكمة عسكرية.

انقسام الجيش اليمني كارثة بكل معنى الكلمة وأنا لا أعترف بجيش يحمي الثورة وجيش يحمي العائلة مهما كانت المسميات فإن الجيش على الضفتين يقف في المكان الخطأ ولا بد من تصحيح المسار قبل أي حوار وأي حوار لن ينجح وكل طرف لديه قوة عسكرية يهدد باستخدامها ما لم تلب كل مطالبه على طاولة الحوار.

الرئيس هادي جاءته الرئاسة وهو لا يريدها فليثبت أنه لم يعزف عنها عجزاً عن القيام بواجباتها ولكن زهداً في متاعبها ومسؤليتها وليتعلم الدرس من الرئيس مرسي الذي يثبت كل يوم أنه على قدر المسؤلية والتحدي

زر الذهاب إلى الأعلى