كانت المبادرة الخليجية اضطرارنا جميعا ولقد تم التوقيع عليها لحظة هلع اليمنيون جميعا من احتمال الحرب.
وما يحدث الآن هو مجرد تفاصيل المبادرة، ذلك انه لم ينتصر احد في اليمن غير الضرورة.. الضرورة التي نسميها "تسوية" والتي تفسر وجل المشترك واضطراره لتنصيب باسندوة باعتباره ضرورة مرحلية وليس خيارا للنهوض بالبلد..
يقبع المضطر في المنطقة العازلة بين الأمل وعلته الداخلية وخياراته الضيقة، ولعل هذا الاضطرار الذي تحول إلى حالة سياسية هو ما سيبقي احمد علي وقلة حيلة هادي وافتقار المشترك لوظيفة سياسية..
لا أريد تكرار الكلمة لندرك انها تفسير لحالة التوهان الذي نعيشه بلا ثورة ولا نظام سابق ولا نظام جديد ولا تعريف مكتوب في المراجع السياسية للحالة في اليمن ..
ربما راهن الجميع على تعب علي عبد الله صالح واستكانته كأي اعزل انتزعت منه الرئاسة باعتبارها سلاحه الوحيد، وبالتالي ستبقى كل الأخطاء تقتات من حالة الضرورة هذه، ذلك ان المضطرين ينشدون النجاة بالكاد ويفقدون قدرتهم على الفعل..
وأنا في التاكسي أصغي لأخبار وبيانات عسكرية متضاربة بين أكثر من تكوين للجيش وأكثر من مفهوم واكثر من قيادة.. ولطالما حاولنا اقناع الرئيس هادي بخطورة الوقت وهو يمضي لصالح قوى الماضي واخطائه، ذلك ان الثورة حرمت النظام السابق الوقت الكافي للتصرف.. غير انك اذ تمنحه كل هذا الوقت وتوهان الإرادة الرسمية ناهيك عن بلورة شكل رسمي وحيد وقوي وقادر يمثل قوة الدولة ووظيفة الرئيس.. لن يصغي الا بعد فوات الأوان وقد دفع اليمنيون ثمن هذا التلكؤ..
ذلك اننا ندرك جميعا ان احمد علي لن يسمح بتجريده من الحرس على مراحل ولن يتفرج الرئيس السابق على خصومه بينما لا يزال بيده القدرة على الفعل..
السيد الرئيس عبد ربه منصور هادي لا أستبعد ان يغتالوك في حال منحتهم الوقت الكافي للاستماتة وتقليب الخيارات.. عليك إقالة أحمد علي؛ إن لم يكن حفاظا على البلد فليكن حفاظا على حياتك.