أريد أن أقول قولا بسيطا حد السذاجة، سطحيا ومباشرا وهادئا، لطالما كتبته، أتوجه به تحديدا للحريصين بصدق على قوات الحرس الجمهوري وليس على منصب أحمد علي صالح، الحرس بوصفه تشكيلا منظما منضبطا قياسا بغيره في إطار الجيش اليمني:
إن كل الحوادث، والصخب السابق والمصاحب لها، تُجير بحيل شتى بعضها قذر، لتمرير معنى واحد يتكرر على نحو مكثف، معنى واضح كل الوضوح، بصرف النظر عن دوافعه وخلفياته ومدى صواب تقديراته، المعنى هو: خروج أحمد من قيادة الحرس مقابل الحفاظ على الحرس، بقاء أحمد يعني تعريض الحرس والجيش للتدمير الممنهج والبطيء.
ضمائركم الوطنية هي على المحك الآن. فأنا أكتب هذه السطور على اعتبار أن مواقفكم تصدر عن نازع وطني وليس غرائز هدامة متنكرة بلبوس براقة، مثل ذلك المنطق الذي يقول إما أحمد أو ليذهب الحرس والجيش إلى الجحيم.
لماذا لا تطالبون العميد أحمد علي ليسجل موقف محترم، يصون به الجيش وينال به تقدير وإعجاب الناس. لا بأس من التفريط بمنصبه إذا كان الثمن نزع أسباب الخطر التي تتربص بالجيش وبالبلاد.
سوف يحسب هذا الموقف في رصيده للمستقبل. وإذا كانت رغبته هي أن يظل قائدا عسكريا نظرا لحداثة سنه، فلا أظن أن أحدا سيمانع تعيينه بأي منصب عسكري خارج الحرس.
ولا بأس أن ترفقوا هذه المطالبة، إن شئتم، بممارسة الضغط على الرئيس لتغيير علي محسن في نفس الوقت.
الجيش قوة منظمة تتقيد تحركاته بالشرعية والقوانين العسكرية، والعمل من داخل الجيش لأجندات سياسية خاصة هو سلوك خاسر في هذا الزمان بالنسبة لليمن، وهو في عداد الممنوعات، ثم إنه يضعف صاحبه الذي يجد نفسه مدان بقوة القانون ومكبل الحركة، مقابل خصوم منفلتو الحركة ويمتلكون اسباب القوة من خارج المؤسسات الرسمية.
باختصار: منابع القوة لم تعد في الجيش، وكذلك العصمة من الأذى. إنها تكمن في استمالة قلوب وعقول الناس بأساليب ولغة العصر.